السبت، 28 مايو 2022

العهدة العمرية …وثيقة العار !

 

أظن بأنه ليس للعهدة العمرية قيمة في صناعة الحدث الاحتلالي أو الفتوحات , لذلك لاقيمة لكونها حقيقية أو مزورة , فلصناعة الحدث الأحتلالي أي الفتوحات مسببات سبقت الصياغة المفترضة للعهدة بمدة طويلة , السبي والنهب والسطو على القوافل التجارية ثم هيمنة مفهوم الحق البدوي سابق للعهدة . وحتى في العصر الحديث لاتزل عقلية الفتوحات مهيمنة , لايزال الكثير من الاسلاميين سجناء مفهوم الغزو وملحقاتة واختلاطاته وتصوراته , وحتى مفهوم الوطن والمواطنة والوطنية لم يثنيهم عن الترحيب بغزوة اردوغان , لابل الاشتراك في عملية غزوة الأوطان , سبب ذلك كان كونهم مؤمنين أكثر من كونهم مواطنين , وطنهم افتراضي شكلي هو سوريا , و انتمائهم الحقيقي , أي وطنهم, كان الأمة او الكيان الاسلامي والأصح الخلافة الاسلامية, فالخلافة ليست دولة بالمعنى المعروف عن الدولة , الخلافة حلمهم حتى لو كانت عثمانية ولم تكن عربية , وعلى الأخص لم تكن قريشية (مخالفة البند السابع من شروط الخليفة ).
لا أجد علاقة سببية بين العهدة وبين ماحدث في بلاد الشام أو شمال أفريقيا أو حتى الهند , ويمكن القول بأن العهدة قد سجلت ماحدث بالضبط في كل البلدان المفنوحة قبل عمر وبعد عمر والى اليوم , يتقاطع واقع التعامل مع الشعوب المفتوحة في الأمبراطورية العربية الاسلامية بشكل مذهل مع نص العهدة , لذا فالعهدة اذن هي ” شاهد ” تاريخي على ما حدث وليست سببا لما حدث , ذلك يمثل نظرتي الشخصية لاشكالية العهدة المختلف عن نظرة العديد من المهتمين بموضوع العهدة , العهدة شاهد ومؤيد للبربرية , وهنا يكمن انحطاطها
فما حدث كان مظهرا من مظاهر العداء الذي يكنه الاسلاميون تجاه الذين لايؤمنون بالاسلام دينا , خصوصا من المسيحيين واليهود , فالتاريخ الاسلامي مليئ منذ مطلع عهده بممارسة الاعتداء والغزو ثم ممارسات ابادة الآخرين تحت شعار الفتوحات , وكأن الاحتلال يصبح ألطف وأفضل عند تهجينه الى مفهوم وممارسة الفتح , الذي يعني اضافة الى الاحتلال التملك , ألفتح من أقبح اشكال الاستعمار , لذلك عمدت عصبة الأمم الى منع استخدام هذا المفهوم في عشرينات القرن الماضي .
لم يكن ماحدث بالدرجة الأولى الا استمرارا لأحداث قبل الأسلام , فقبل الاسلام كانت هناك الغزوات الصغرى , وبعد الاسلام كانت هناك الغزوة الكبرى الموحدة , والخاضعة لقانون ثابت بما يخص توزيع الغنائم بين الغازي المباشر , أي المقاتلين , وبين الغازي غير المباشر أي الخليفة
يقترن مفهوم الفتح بالتملك , وبالتالي تحول الاحتلال العسكري الى استعمار استيطاني , وأقبح أشكال الاستعمار هو الاستعمار الاستيطاني , ثم أن ربط الفتوحات بالارادة الالهية , أي أن الله أمر عبيده الجدد بغزو بلدان عبيده القدامى , والسيطرة العسكرية عليهم , وسلب ارادتهم , وممارسة كل انواع اذلالهم, ليس متوقعا أو مقبولا من ذلك الله, فالله الذي يأمر عبيده الجدد بغزو بلاد الأخرين واحتلال مناطقهم ثم اخضاعهم بالسيف, هو اله لايستحق سوى الازدراء والاحتقار , الا أنه حقيقة لم يأمرهم بذلك , لقد لفقوا باسمه , المجاهدون في سبيله هم من طعن به وأساء لسمعته ,
هناك العديد من الدلائل التي تشير الى صعوبة تعايش المسلمين مع الشعوب والديانات الأخرى , التي لاتدين بالاسلام , التاريخ الاسلامي يؤكد هذه الملاحظة , بالرغم من انكارها من قبل الاسلاميين , يصر التاريخ الاسلامي على التلفيق والتنكر ,والانكار يتم بوسائل ومنطق غريب عجيب , مثلا , يقال بأن الفتح جيد لأن السيد لوبون قال , لم يعرف التاريخ فاتحا أرحم من المسلمين, هنا يتم القفز فوق عملية الفتح المجردة وتجاهلها , الا أن الفتح المجرد هو جوهر الأمر , الفتح بحد ذاته اعتداء على الغير , بغض التظر عن كونه اعتداء أخف وطأة من اعتداء الآخرين , العبرة بالفتح , وليست بمعاملة الفاتح لسكان الأرض المفتوحة , أكاد لا أصدق المقولة التي تنسب للمؤرخ لوبون , تتضمن هذه العبارة ضديات لايجوز جمعها مع بعضها البعض , الا من قبل ملفق محتال , لايمكن أن يكون الفاتح عادلا لأن عملية الفتح بحد ذاتها نقيض للعدل , ولا يمكن ترجمة العدالة بالفتح , لأنه ليس بامكان الفتح ان يكون عادلا ..لم يعرف التاريخ لصا أعدل من اللص فلان …كيف ذلك ؟
لايكمن اجرام عمر وغير عمر في صياغة العهدة , انما في فعلة الفتح بحد ذاتها , اضافة الى ذلك الممارسات التي حدثت في ظل الفتح من تقتيل وسلب ونهب وخطف السبايا والطورقة وهدم دور العبادة والأسلمة …أسلم تسلم !!!, منذ صدر الاسلام الى اليوم ,تعرفوا على الفتاوى بهذا الخصوص !!!
العهدة العمرية من كتاب لأبن القيم الجوزية
عن عبد الرحمن بن غنم : كتبتُ لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام، وشرَط عليهم فيه
الا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب،
ولا يجدِّدوا ما خُرِّب،
ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم،
ولا يؤووا جاسوساً،
ولا يكتموا غشاً للمسلمين،
ولا يعلّموا أولادهم القرآن،
ولا يُظهِروا شِركاً،
ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا،
وأن يوقّروا المسلمين،
وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس،
ولا يتشبّهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم،
ولا يتكنّوا بكناهم،
ولا يركبوا سرجاً،
ولا يتقلّدوا سيفاً،
ولا يبيعوا الخمور،
وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم،
وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا،
وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم،
ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين،
ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم،
ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً،
ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين،
ولا يخرجوا شعانين،
ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم،
ولا يَظهِروا النيران معهم،
ولا يشتروا من الرقيق ما جَرَتْ عليه سهام المسلمين.
فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم،
وقد حلّ للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق,
هذا هو نص مفخرة الفاروق , تأملوه عافاكم الله
----------------- نقلا عن صفحة :
ممدوح بيطار - الفيس بوك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماهي الدولة ؟؟هل للدولة دين ؟

لا تزال هناك صعوبات في تعريف الدولة , فالدولة مشتقة من كلمة STATUS أي حالة أو وضع , لذلك تعددت التعريفات الغير متفق على جزئياتها من قبل الجم...