الأحد، 29 مايو 2016

قراءة في كتاب : القرآن كتاب الشيطان الأخير ــــــ للكاتب : فري دوم ايزابل

قرأت لكم : القرآن كتاب الشيطان الأخير للكاتب : فري دوم ايزابل
لقد أصابني هذا العنوان بالدهشة والعجب ، وتسائلت ، كيف ، وهل ممكن هذا ، فالقرآن كتاب الرحمة وهو الهداية للانسانية ، وهو خاتم الهدايات ، وهو البصمة الأخيرة المقبولة عند الله . وهو المرشد ، وهو الحافظ من الشيطان ، وهو الطارد للشيطان ، فهل معقول أن يكون كتابا للشيطان ؟
== للحقيقة كانت لي تساؤلات كثيرة عن الشيطان ومدى فعاليتة وتأثيره على الانسان وسلوكه !! وتوصلت الى قناعة أن ليس للشيطان أي تأثير ، ولكننا نسقط جميع الأعمال المستهجنة ــ التي يعتبرها المجتمع شريرة - على الشيطان .
وكان لي سؤال مركزي : ماذا لو قتلنا الشيطان ، أي أعمال الشر ، هل سيبقى معنى لأعمال الخير ؟ من هنا وجدت أن الشيطان والرحمن لا يمكن أن ينفصلا مطلقا !! بل هما متلازمان ولا يمكن فهم أحدهما بعيدا عن الآخر . فالمتضادات لا توجد إلا متقاربة ، متشابكة ، في كل واحد ، وفي نفس الوقت متصارعة ، لمحاولة كل نوع تغليب صفاته على الآخر .
فإلى مقدمة الكتاب : ولنقرأ ماذا يقول " فري دوم ايزابل " :
في الفلسفة الفري دومية كان لله و للشيطان تعريفات مغايرة تماماً عن المفهوم البشري راجع كتاب ( تأملات كونيّة ) لفري دوم ايزابل .
لكن و بما أن هذا الكتاب هو خاص بالعرب و المسلمين بالدرجة الإولى بالتالي سيتم تناول الشيطان هنا كما هو في الثقافة العربية القرآنية الإجراميّة إن اعترفنا بذاك الكم الإجرامي ثقافة !!
لكن لا بُدّ من التذكير قليلاً و لو بقليل مما جاء في كتاب : ( تأملات كونيّة ) إذ يقول فري دوم :
إن كان التسليم أن الخلق أي الكون قد كان بسبب قوة ما أو شيء ما اسمه الله , و هو الأول و ما من قبله قبل , إذاً فهو قبل الشيطان , و بالتالي الشيطان خلقٌ إلهي !!
الشيطان أي ( الشر ! ) صناعةٌ من صناعات الله ! فهل يستحق الله الذي أنتج هذا الشر العقاب على هذه الجريمة النكراء ؟!
أليس هذا الشيطان هو سبب خطيئة كل البشر حسب الإدعاء الإلهي ؟!
لكن الله ميّز الشيطان عن بقية خلقهِ بأن جعله له نظيرا !!
فيما جعلنا نحن البشر مجرد أدوات أو بيادق حربية بين أباطرة الكون المتناقضة ( الله , الشيطان ) .
إذاً الشيطان هو غير موجود بذاتهِ !
إذاً إنه أحد التجليات الإلهيّة !
إذاً الشيطان هو أحد أشكال الله !!
.... الخ
هذا جزء بسيط من بحثي المتعلق بالله و الشيطان في كتابي تأملات كونيّة , و الذي كان أحد أسباب خلافاتي الفلسفية مع أبي الفيلسوف التجميليّ لله !
و بالعودة الآن لكتاب القرآن كتاب الشيطان الأخير نقول :
إن كان الله في المفهوم الإسلامي هو صاحب الخير في هذه الأرض , و الشيطان هو صاحب الشر , فإننا نلاحظ أن سفك الدماء التي قام بها المسلمون باسمِ القرآن كانت أفعالاً إجراميّة محضة , بل نلاحظ أن هذا القرآن كما شرحت في كتبي الأخرى و في هذا الكتاب أيضاً ما هو إلا أخطر تشريع عرفته البشرية يدعو للجريمة علناً و للقتل و السبي و الاغتصاب و السرقة و النهب و الفتنة و احتلال الشعوب و بتر الرؤوس و ورجم البشر و وأد الأحياء و و ... الخ كلهُ في وضحِ النهار و ضمن أخطرِ وقاحةٍ يمكن أن تراها عين و تسمع بها أذن , إذاً القرآن لا يبدو هنا إلهياً خيراً بقدرِ ما يبدو شيطانياً مجرماً !
بل لا يبدو أبداً إلهياً , إنه شيطانيٌ بامتياز !
فالقرآن هنا كتاب الشيطان !
أو كتاب الشر المُبين !
و حاشى لله الخيّر إن اتفقنا على أنه خيّر أن يكون هذا كتابه !
و بما أن القرآن يقول أنه آخر كتاب فيما يخص الحرب الأزلية بين الله و الشيطان , فإذاً إن القرآن بلا أدنى شك هو كتاب الشيطان الأخير !!
و ليس محمداً إن كان نبياً بحقّ إلا نبي الشيطان !
المسلمون عباد الشيطان
و بالتالي فعندما يكون هذا الكتاب هو كتاب الشيطان و محمد نبي الشيطان فليس المسلم الذي يتعبّد هذا الكتاب إلا عبداً من عبيد الشيطان , و حاشى الشيطان أيضاً من هكذا عبيد لأن الشيطان كما سيأتي لاحقاً في هذا الكتاب هو القيمة الأخلاقية الثورية العليا و ذلك بالاستناد إلى خزعبلات القرآن نفسها , لكن و بالتماشي مع المفهوم القرآني فإن القرآن كتاب الشيطان و ما محمد إن كان نبياً إلا نبي الشيطان و ما المسلمين الكذبة إلا عبيد الشيطان ...
لكن و أيضاً :
أكثر من ألف و أربعمائة عام من الرجم للشيطان و هو ما زال وسواساً خناساً قوياً و يوسوس
في صدور الناس !!
الغريب في موضوع الخلاف العائلي بين السيد الله القرآني و أخيه الشيطان القرآني هو استمرار الخلاف بينهما منذ أكثر من ألف و أربعمائة عام حتى هذه اللحظة , و هذا الخلاف حسب التاريخ القرآني , أما حسب التاريخ الإلهي فهو ممتد منذ ملايين السنين أي منذ أن خلق الله أدم , أي أن تاريخ الخلاف بين الله و الشيطان بدأ منذ خلق الله لابنه المدلل أدم , حيث دلل الله ابنه أدم أكثر من بقية أبنائه الآخرين كالبقرة و الخروف و السنجاب و وحيد القرن و الفيل و الأخ اخطبوط و الرفيق وحيد القرن , على اعتبار أن كل مفردات الوجود هي أبناء الله , و بالتالي الشيطان هنا هو ابن الله العاق و لم يستطع السيد الله منذ مليارات السنين رغم كل الذكاء الذي يتمتع به الله أن يرشد ابنه الضال و يدله إلى طريق الخير و الصواب !
إذاً الشيطان صاحب العقل الكبير فشل أمامه الله في هدايتهِ , لكنه نجح في هداية صاحب العقل الصغير ( صلعم ) !!
بل الغريب في الموضوع أن صلعم قبِل الهداية حتى دون أن يرى الرب شخصياً بل اكتفى برؤية وزيره للشؤون الخارجية البشريّة السيد جبريل ! و لم نعرف بعد ما هو الدليل الذي قدمه جبريل على أنه سفير الله الطيب !!
لكن تعاليم جبريل كانت شريرة بالمطلق و بالتالي هذا يقودنا للعنوان التالي :
جبريل سفير الشيطان أم هو الشيطان نفسه !
ما هو الإثبات الذي جاء به جبريل لمحمد ليؤكد أنه سفير الله إليه ؟!
أليس من الممكن أن يكون الشيطان قد أرسله ؟!
و نحن نعلم أن الشيطان حتى قبل القرآن إنه لماكرٌ جداً حسب التخاريف الدينية , و هو يتجلى بملايين الأشكال و الصور و هنا نصل أيضاً إلى استنتاجٍ خطيرٍ آخر ألا و هو :
أليس من الممكن جداً أن يكون جبريل هو الشيطان نفسه !!
فهذه التعاليم الدموية كما سبق و أشرت لا يمكن أن تكون لا من إله و لا حتى خروف أو حتى بهيم , و الدليل على ذلك أن في هذه التعاليم ما يُحرّض على ذبح الخراف و البهائم بشكلٍ دائم و مستمر , لا بل و يكون هذا الذبح أضحية للإله ؟! الإله الذي يحب طبخ الخراف و الثيران !!
لا نعرف إن كان يحب الملوخيّة أو يتوحم على عرانيس الذرة !!
إذاً و من الممكن أن يكون هذا الشخص الشرير جداً الذي تخيله صلعم أو ظهر له وهماً أو غير ذلك من الممكن أن يكون السيد شيطان نفسهِ !
إذاً و هنا نصل لمايلي : جبريل هو الشيطان
و هنا نخلص للخلاصة المرعبة التالية :
الوحي هو الشيطان أو أحد رُسله
صلعم هو نبي الشيطان
القرآن هو كتاب الشيطان
المسلمون عباد الشيطان
=====================
وأخيرا أتسائل : هل هذا الكاتب أداة من أدوات الرحمن أم الشيطان ؟ وهل أهدافه انسانية أم شيطانية ؟ 

هناك تعليق واحد:

  1. أنا قرأت الكتاب
    لم اكن اشك ان القران الا كتاب سماوي
    لكن العنوان ( القرآن كتاب الشيطان الأخير ) صعقني
    و في الحقيقة وقف شعر جلدي و أنا أقرأ جمله و صفحاته
    فري دوم ايزابل فيلسوف مرعب بكل الكلمة
    تساءلت مثلك
    لكن هناك جوانب انسانية عند هذا الاديب مذهلة بكل معنى الكلمة
    لم استطع تقييمه
    اما لأنه اعلى من مستوى تفكيري
    أو لان معاناته الفكرية كانت اعمق بكثيير من معاناتنا جميعاً
    لكن اعترف له بنقطة وحيدة على الاقل انه يعرف كيف يبدع حين يكتل

    ردحذف

ماهي الدولة ؟؟هل للدولة دين ؟

لا تزال هناك صعوبات في تعريف الدولة , فالدولة مشتقة من كلمة STATUS أي حالة أو وضع , لذلك تعددت التعريفات الغير متفق على جزئياتها من قبل الجم...