الزرادشتيـــة (المجوسيـــة)
الزرادشتية "تحرف إسمها اليوم إلى المجوسية"، تنسب إلى مؤسسها النبي (زرادشـت)، هي ديانة إيرانية قديمة وفلسفة دينية، يقدر عدد معتنقيها اليوم حوالي (ربع مليون) إنسان، معظمهم اليوم في الهنـد وإيـران ويتواجدون أيضاً في كردستـان العـراق وأفغانستـان وآذربيجـان وطاجكستـان.
تعد الزرادشتية واحدة من أقدم الديانات في العالم، ظهرت في بلاد فارس قبل (3000 - 3500 سنة)، وقد قام النبي (زرادشـت) بتبسيط مجمع الآلهة الفارسي القديم إلى مثنوية كونية :
(سپینتـا مينیـو - Spenta Mainyu) "الشرارة أو الضياء المقدس".
(أنگـرا مينیـو - Angra Mainyu) "قوى أو روح الخراب والشر".
تحت إله واحد وهو (آهورا مـزدا - Ahura Mazda) ويعني إسمه "الحكمة المضيئة".
الكتاب المقدس لهذه الديانة يسمى (الأفيستـا - Avesta) وهو مختارات من العقيدة المقدسة للزرادشتية ولا يزال باقي إلى حد الآن .. جمع هذا الكتاب بعد (زرادشـت) بزمن طويل.
يؤمن الزرادشتيون أن الروح تهيم لمدة ثلاثة أيام بعد الوفاة، قبل أن تنتقل إلى العالم الآخر، ويؤمنون بالحساب، حيث أنهم يعتقدون أن الزرادشتي الصالح سيخلد في "الجنة" إلى جانب (زرادشـت)، بينما الطالح سيخلد في الجحيم إلى جانب الشياطين.
زرادشــت : إعتزل هذا النبي وإعتكف داخل كهف في جبل (سابـلان - Sabalan) شمال إيران للتأمل والعبادة، وفي أحد الأيام وبينما هو يتأمل، أتاه شخص جميل الطلعة في ثياب لامعة ويحمل بيده عصا يشع منها النور مقبلاً عليه، وأنشرح صدره وأخبره أنه (فوهومانـه - Vohu Manah) "كبير الملائكة" وأخذه وعرج به برحلة إلى السماء نحو الخالق.
يقول (زرادشـت) حسب معتقداتهم : "أيها الناس، إنني رسول الله إليكم لهدايتكم، بعثني الإله في آخر الزمان، وأراد أن يختتم بي هذه الحياة الدنيا، فجئت إلى الحق هادياً ولأزيل ما قد علق بالدين من شوائب .. بشيراً ونذيراً بهذه النهاية المقتربة جئت".
أن للعنصرين (المــاء والنــار) أهمية في الطقوس الزرادشتية، والنصوص المقدسة تعتبر أن الماء والنار يمثلان حياة مستقلة بحد ذاتها، فالنار تعد العنصر الذي يزود الإنسان بهذه الحكمة والماء يعتبر مصدر هذه الحكمة، ولا يخلو معبد زرادشتي من هذين العنصرين.
ينص معتقدهم على أن من يريد الدخول لديانتهم، فيجب عليه أن ينطق الشهادتين :
{أشهد بأني مؤمن بالله الخير الغني .. وأتبع زرادشت رسوله الكريم}.
ويؤمنون بأن كل من يدعو لدين آخر، فهو يدعو للكفر والخراب.
الصلاة في الديانة الزرادشتية تقام "خمس" مرات في اليوم :
الأولى وقت الفجر، والثانية في الصبح، والثالثة وقت الظهر، والرابعة عند الغروب، والخامسة في الليل.
والصلاة المهمة جداً في معتقدهم ولها قداستها ومكانتها هي الصلاة الأولى "الفجــر"، ويجب على كل مؤمن أن يبدأ يومه بها.
يعود شعار الديانة الزرادشتية (فروهـر - Farvahar) إلى قصة معراج (زرادشـت) على ظهر حيوان طائر إلى السماء، حيث كان لـ (زرادشـت) موعد مع الإله (آهورا مـزدا - Ahura Mazda) "إله النور" لكي يعلمه الحكمة ويعطيه الشرائع، ورافق (زرادشـت) من السماء الأولى إلى السماء السابعة ملاك عظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق