الاثنين، 13 ديسمبر 2021

= ماذا يعني الاسلام دين ودولة ….

 

لا يعود الحديث عن المذهب الذي يتألف من دين ومن دولة, الى أهمية تلك الكيانات الممثلة لمذهب , يتضمن جزء الدين وجزء الدولة عالميا , كيانات من هذا النوع , أي من نوع الدولة الدينية نادرة جدا في عالم اليوم , وهذه الكيانات النادرة قليلة الاهمية السياسية والاجتماعية والعسكرية والاقتصادية في عالم اليوم , تكمن اهميتها في تصديرها لمادة الارهاب والتأخر واللاجئين , ثم في تصدرها لممارسة الارهاب الداخلي , ثم تصديرها للارهاب الى الخارج , بالمجمل تمثل هذه الكيانات صورة من صور العنف والارهاب , كيف ؟؟؟
الدولة كيان مادي قائم على علاقات مادية بين افراده ومؤسساته , وهذه العلاقات المادية هي النقيض من العلاقات الدينية , التي لاعلاقة لها أصلا بالماديات , الا أن رجال الدين هجنوا هذه العلاقات ماديا , بالتالي افسدوا هذه العلاقات , اي أقاموا الفساد , الذي هو ممارسة ارهابية بامتياز , ويترافق في كل الحالات مع كل اشكال الارهاب الأخرى .
الدولة في جوهرها قومية , بينما الدين في جوهره أممي ، اذن هناك تناقض وضدية بين طبيعة الدولة وبين طبيعة الدين , ومن الصعب جدا ان يشكلا اجزاء من مفهوم المذهب الواحد , الذي سيتألف عندها من دين ومن دولة, لا يمكن ان تكون الدولة جزءا من شيئ آخر , فالدولة هي كيان نهائي جامع لكل الأجزاء , للبشر والأرض ولمصالح الناس وحاضرهم ومستقبلهم وطموحاتهم , أما الدين الأممي فمن الصعب سجنه داخل حدود قومية – جغرافية , أمميته لاتستقيم مع قومية الدولة , أي مع مفهوم الدولة , الجمع سيقود حتما الى الانهيار والفشل مع مايرافق ذلك من عنف وارهاب .
مفهوم الدين والايمان هو أمر شخصي , لا يستقيم مع الدولة , التي هي كيان اجتماعي, الشخصي مفسد للدولة الاجتماعية وبالتالي يعتبر من أهم مصادر العنف والفساد , اضافة الى كل ذلك يجب التأكيد على أن الدولة بطبيعتها مشروع علماني , ولا يمكن لها أن تكون غير علمانية , لأنه عليها ممارسة المساواة , الكيان الذي لا يتمكن من ممارسة المساواة بين المواطنين ليس دولة ، انما كيان قائم على هيمنة مذهب على مذهب آخر وانسان على انسان آخر وبالتالي انتفاء الدولة , اعتبار مذهب معين كدولة يحمل في ثناياه نفيا لهذه الدولة ,
تنتفي الدولة عندما تتغير كهدف اجتماعي -سياسي ، اي عندما تفقد صيغة “الهدف” بالنسبة للمواطن , فهدف المواطن هو الدولة وليس الدين , بينما هدف المؤمن هو الدين وليس الدولة بالدرجة الأولى , ولا يمكن للانسان أن يكون مواطنا ومؤمنا , لابل مؤمنا بالدرجة الأولى ومواطنا بالدرجة الثانية , هذا الأمر لا يستقيم مع مفهوم الدولة , لذلك ستفشل كل دولة مواطنيها مؤمنين بالدرجة الأولى , للايمان مستوى ثانوي وفضاء خاص به ومستقيم مع العلمانية , التي تضع الدولة في المقدمة المطلقة وتحت الدولة تتموضع الهويات والانتماءات والأهداف الأخرى ,
لا دولة بدون شعب , ووجود الشعب يتطلب سلطة , ومفهوم الدولة يقول ان الشعب هو مصدر السلطات , مفهوم الدولة لا يقول ان الله او الشرع هو مصدر السلطات , لذا لا ديموقراطية في الكيان الديني , الذي لا يسمح سوى بالديكتاتورية , وبالتالي ممارسة الارهاب والعنف والفساد .
اذن يمثل مفهوم الاسلام دين ودولة نوعا من الاعتداء الصارخ على مفهوم الدولة وعلى مفهوم الدين بآن واحد , وبالتالي حتمية فشل الدولة والدين بآن واحد , مع كل ما يجرجره الفشل من تأزم معه , ومع العنف المتوقع بين الشخصي والاجتماعي , وبين القومي والأممي , لا تتمكن الضديات التي جمعت قسرا مع بعضها البعض من العيش بسلام مع بعضها البعض , يبرهن واقع الكيانات الدينية المتسربلة برداء الدولة عن صحة ما تم ذكره . منقول من صفحة : ممدوح بيطار

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

الشعراوي والرقص على كل الأعراس .

.

ممدوح بيطار. ميرا البيطار :
قدم الصديق خالد السباعي نصا منسوبا الى الشيخ الشعراوي , تبعا للنص , الذي نؤيد مضمونه بدون تردد , نرى موقفا صحيحا وصحيا بالنسبة للدين والسياسة معا , الا أن هذا الموقف الصحيح لايمنع من التدقيق في مصداقية الشيخ الشعراوي ,
الاعلامية أمل خليل بحثت في أمر شخص الشيخ الشعراوي ووجدت به انسان متناقض كأقصى ما يكون التناقض, تناقضه ليس نتيجة لتطورات فكرية , انما نتيجة لتقلبات نفعية نزواتية، مواقفه الفكرية والحياتية طول الوقت متراوحة بين كل الأفكار والتيارات في نفس الوقت وبدون فرز او تفريق او تمييز .,
حول سيرته الشخصية كتبت امل خليل,الشعراوي المولود سنة 1911 خريج كلية اللغة العربية جامعة الأزهر دفعة 1940, وحصل على شهادة وإجازة التدريس,واشتغل مدرس في قطاع التعليم الأزهري, يعني تخصص الرجل الأساسي لغة عربية,لا فقه ولا عقيدة ولا تفسير.
** انضم الشعراوي لجماعة الإخوان من بداية تأسيسها، وكان من المقربين من حسن البنا, وبحسب مذكراته الشخصية هو الذي كتب أول بيان للإخوان,لكن في نفس الوقت كان عضو في حزب الوفد, ويتحدث في مذكراته إنه حضر سنة 1937 الاحتفال بذكرى سعد زغلول, وقال قصيدة في مدحه, وحسن البنا اختلف معه لهذا السبب , كيف يجمع الشعراوي بين الوفد والاخوان بآن واحد هذا ما يستعصي على الفهم ,
** في أول حلقة لبرنامج “من الألف إلى الياء” الذي قدمه طارق حبيب في الثمانينيات, سؤل الشعراوي عن استقباله لخب هزيمة يونيو 1967، فقال بوضوح إنه استقبلها بالسجود شكرا لله, وكان مبرره: “فرحت لأننا لم ننتصر ونحن في أحضان الشيوعية, لأننا لو نُصرنا ونحن في أحضان الشيوعية لأُصبنا بفتنة في ديننا، فربنا نزهنا”.
** في تموز 1993 كان هناك حوار بين صحيفة الأخبار مع الشعراوي,قال فيه عن حديث “السلطان ظل الله في الأرض” إن على العلماء التبين والتثبت، منتقدا الحديث ومعتبرا إنه غير صحيح,لكن هو نفسه كتب قصيدة بيمدح فيها الملك فهد بن عبد العزيز,قال فيها: “يا ابن عبد العزيز يا فهد شكرًا/ دمت للدين والعروبة فخرًا.. أنت ظل الله في الأرض/ تحيا بك البلاد أمنًا وسرًا.. أنت زدت المقدسات شموخا”.
** في 12 يونيو 1984 كتب الشعراوي مقالا في الأخبار بعنوان “الإسلام يتحدى الشيوعية والرأسمالية معا”، لكنه هو نفسه كان عضو في حزب الوفد الليبرالي «الرأسمالي»كما قلت , وصديق لرجال الأعمال,وقال في قصيدة عن الوفد وسعد زغلول سنة 1943: “ودمت يا ذكر سعد ملهبًا أمما/ يسعى إلى مجدها النحاس والوفد”….. شاعر بلاط
** في 20 مارس 1978 استُدعي الشعراوي لمجلس الشعب, كان وزير للأوقاف وقتها,وكان السبب استجواب من النائب عادل عيد اتهمه فيه برعاية الفساد في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية,قال: “لقد قصّر الوزير الشيخ الشعراوي في استخدام حقوقه الدستورية والقانونية في مواجهة شخص تابع له ولوزارته، واكتفى بإرسال شكوى لرئيس الوزراء”، وعلشان يهرب الشعراوي من الزنقة بدأ يمدح السادات، وقال: “والذي نفسي بيده لو كان لي من الأمر شيء لحكمت للرجل الذي رفعنا تلك الرفعة وانتشلنا مما كنا فيه إلى قمة ألا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون”، فرد عليه الشيخ عاشور: “اتق الله يا رجل.. مفيش حد فوق المساءلة.. لترع الله”، الشعراوي انفعل وهاج وماج وزعق وقال: “اجلس.. أنا أعلم بالله منك”، متجاهلا تماما إنه وصف السادات بوصف قرآني توقيفي يخص الله وحده، وتاني يوم المجلس أسقط عضوية الشيخ عاشور إرضاء للشعراوي.
** كان الشعراوي يذهب مذهب المتصوفين والمعتزلة في كتير من القضايا, مثلا جواز الصلاة في مسجد يشتمل على ضريح,هو نفسه الذي ان بيقيم حصة كبيرة من أفكاره على رؤى ابن تيمية وابن القيم في نفس الوقت من غير ما يحس بأي تناقض, يعني مثلا استشهد بهم في رفضه لعمل المرأة وتعليمها واختلاطها وفي تكفيره للمسيحيين وتحريم تهنئتهم بأعيادهم, وفي نفس الوقت وافق على الأضرحة ورفض رؤيتهم في مسألة صفات الله ومسألة الاستواء,وبين المستويين ظلت أفكاره على نفس التناقض والتوتر وعدم الاستقرار على منهج ورؤية.
** في حوار مع الكاتبة سناء السعيد صدر في كتاب “الشعراوي بين السياسة والدين” الصادر عن دار الفتح للإعلام العربي 1997, رفض عمل المرأة,وقال: “خروج المرأة للعمل هروب من مهمتها الأصلية,وهي تربية الأبناء، النساء يخرجن لهدم المجتمع لا لبنائه, وإذا أقبل الرجل على امرأة لكي تعاونه في حياته, فهذا سبب كافٍ لردع المرأة عن أن تقبله كرجل”.
** الشيخ الشعراوي كان ينحو منحى سلفيا متشددا فيما يخص الفقه والأحكام الشرعية,وفي الوقت ذاته كان يتبنى تصورا يقترب لتأليه النبي محمد والأولياء وأصحاب الأضرحة,فبحسب أفكاره المعلنة وكتبه وحلقاته المصورة يعتقد الشعراوي في حياة النبي الأزلية في القبر, وفي قدرته على التصرف في ملك الله وعصمته المطلقة وعلمه بالغيب.
** الشيخ الشعراوي حرم نقل الأعضاء البشرية حتى لو كانت إنقاذا للحياة, تحت دعوى أن هذه العمليات تتحدى إرادة الله في اختبار الناس بالمرض وتحاول التحايل على الآجال, لكنه هو نفسه أول ما عينه تعبت راح عمل عملية نقل قرنية في لندن عادي جدا.
** الشيخ الشعراوي حرم فوائد البنوك بدعوى أنها ربا, لكن في نفس الوقت حلّل فوائد شركات توظيف الأموال اللي تصل فائدتها الى 30 و40% وحطّ أمواله في في هذه الشركات وعمل لها إعلانات وجاب لها زباين وكان مستشار لديها بعمولة ومرتب، ليها كلها بالمناسبة، الريان والسعد والهلال وغيرهم، وساهم بالتواطؤ في ضياع مليارات الجنيهات من أموال المودعين الغلابة.
** في حوار مع جريدة اللواء الإسلامي في 1987 أفتى الشعراوي بإن حدّ أحمد صبحي منصور والقرآنيين, وخد بالك دول قرآنيين مش ملحدين ولا مرتدين,نفس حد الحرابة، أي تقطيع الأرجل والأيدي من خلاف وصولا إلى القتل,وبعدها بكام سنة أفتى بإن يحق للمواطنين تطبيق الحدود حال تعطيلها، وده كان بالتزامن مع قتل فرج فودة على أيدي متطرفين إسلاميين,وكان شريك في هذا الموقف للشيخ الإخواني وصديقه القديم محمد الغزالي الذي قال إن قتلة فرج فودة يعاقبوا تعزيرا لأنهم افتأتوا على حق ولي الأمر، لكنهم قتلوا مرتد يستحق القتل.
** الشعراوي درس مجانا كان ضد مجانية التعليم ,قال في حواره مع سناء السعيد اللي أشرت ليه من قبل واتنشر في كتاب “الشعراوي بين السياسة والدين”، إنه غريب ومش مفهوم إن مصر تعلم الأغلبية بالجامعة وهي من دول العالم الثالث، ونص كلامه: “من قال إن دولة متخلفة في العالم الثالث ما زالت في بدء المحاولات لكي تنهض تشرع بمهمة توظيف كل أفرادها, وتأخذ على عاتقها تعليم الأغلبية بالجامعة, فدعونا من نفاق الجماهير ولنشرع في علاج مثل هذه القضايا بروح جديدة”.
** في مظاهرات 18 و19 يناير 1977 اللي خرجت فيها جموع المصريين اعتراضا على غلاء الأسعار، واتعرفت بـ”انتفاضة الخبز”، لما السادات اتضايق منها وسماها “انتفاضة الحرامية” طلع الشعراوي بفتوى علنية واضحة مكفرا اللي شارك فيها واللي احتج على النظام والرئيس.
** الشعراوي كتب شعرا في مدح الملك فؤاد، ومدح الملك فاروق، ومدح حسن البنا, ومدح سعد زغلول والنحاس باشا، وخد بالك من التناقض، وكان وزير أوقاف السادات وحاول يحطه مكان ربنا “لوضعته في موضع من لا يُسأل عما يفعل”, ورغم إنه فرح بنكسة يونيو 1967 علشان الشيوعية وعبد الناصر ما ينتصروش والشعب يُفتن ويعبدهم، كتب مقال في عبد الناصر قال فيه: “مات جمال وليس بعجيب أن يموت, فالناس كلهم يموتون، ولكن العجيب وهو ميت أن يعيش معنا، وقليل من الأحياء يعيشون,وخير الموت ألا يغيب المفقود, وشر الحياة الموت فى مقبرة الوجود,وليس بالأربعين ينتهي الحداد على الثائر المثير,والملهِم الملهَم، والقائد الحتم، والزعيم بلا زعم,ولو على قدره يكون الحداد لتخطى الميعاد إلى نهاية الآباد,ولكن العجيب من ذلك أننا لو كنا منطقيين مع تسلسل العجائب فيه لكان موته بلا حداد عليه,أننا لم نفقد عطاءنا منه, وحسب المفجوعين فيه في العزاء، أنه وهو ميت لا يزال وقود الأحياء”.
** رغم عضوية الشعراوي في حزب الوفد لسنوات، وبعدها عضويته في حزب مصر العربي، و شائعات عضويته في الحزب الوطني لاحقا، وشغله لمنصب وزير الأوقاف من 1976 لـ1978، هو نفسه اللي قال في حواره مع مجلة “صوت الجامعة” في 1993: “أنا لا أدخل حزبا إلا فى دولة قالت أنا أوظف الإسلام، أنتم تطلبون كلمة الدين فى دولة لا توظِّف الدين، ولما يبقوا يسألونى عن الحكم أبقى أقول لهم”.
** مسلسل نفاق الشعراوي وتقربه لكل الحكام والوجهاء والمشهورين وأصحاب السلطة والنفوذ لم يتوقف على الملوك والرؤساء والسياسيين والإخوان,ولا حتى مدح الملك فهد والملك عبد العزيز آل سعود ومدح الشيخ زايد والشيخ آل مكتوم وباقي أمراء الإمارات وملوك العرب, الرجل استكمل المدح لحد مبارك، وقال في لقاء مسجل معاه بعد محاولة اغتيال مبارك في إثيوبيا: “اللهم إن كنت قدرنا فليوفقك الله,وإن كنا قدرك فليعنك الله على تحملنا” يعني في الحالتين انت حلو وإحنا ولاد كلب جِزم 🙂
** الشيخ الشعراوي باع لمتابعيه الوهم باعتباره يمثل الوجه العصري للإسلام, الوجه الحداثي المتعلم,كن الراجل كان ضد العلم بشكل حقيقي, ليس فقط بالادعاءات والاختلاقات والمعلومات السطحية الملفقة اللي كان بيقولها في أحاديثه، ولكن ايضا بالمواقف المباشرة والعداء الصريح,ني مثلا في حلقة من برنامجه مسجلة في العام 1984,كان بيفسر آيات متعلقة بالسماوات والأرض, وقال: “علوم الفضاء وتكنولوجيا الأقمار الصناعية كلها لا تساوي شيئا، وإن الإنسان الذي اخترع ورق الكلينكس أو عود الكبريت أفاد البشرية بأكثر مما أفادها ذلك الذي اخترع صاروخًا يصل إلى القمر”.
** الشيخ الشعراوي صديق الفنانات والمشاهير والذي كان يجلس مع سيدات المجتمع، جيهان السادات وشلتها وسوزان مبارك وشلتها، كان بيحرّم الاختلاط، الراجل كان رجعي فكريا ومتحرر عمليا، وده حلقة من مسلسل تناقضاته الكتيرة جدا, يعني بيقول عن الاختلاط مثلا في حوار مع مجلة “صوت الجامعة” الصادرة عن جامعة القاهرة في فبراير 1993: “وجود الطالبات مع الطلاب حرام، ما تقوليش اختلاط وبعدين تسألني عن حدود العلاقة، لأن وجودهم مع بعض من الأول حرام”، ونفس الرجعية والفظاظة دي كملها بشكل أبشع في حلقة من خواطر إيمانية في 1984 قال فيها: “المرأة يجب أن تكون مستورة حتى لا يشك الرجل في بنوّة أبنائه منها” متهما بشكل ضمني كل السيدات غير المحجبات بإنهن محل شك ولا يصلحن للأمومة ومتهمات بالزنا هيك خبط لزق علشان مزاج الشيخ.
** الشعراوي طول الثمانينيات والتسعينيات – لحد وفاته 1998 – كان سمسار عند بعض أمراء وشيوخ الخليج لتحجيب الفنانات، ومن خلاله الدراهم المخصصة للمهمة الأخلاقية تتدفق على الفنانات, كل الفنانات المعتزلات أخدوا فلوس من الشعراوي,اللي كانت بتجمعه لقاءات طويلة مع الفنانات دول، وخصوصا تحية كاريوكا وشادية، والأخيرة راجت إشاعة شهيرة بزواجهم,لكن المهم إنه ساهم في تشويه الساحة الثقافية والفنية المصرية وترويج الخطاب الوهابي المتطرف اللي السعودية نفسها بتتراجع عنه دلوقتي، وسمسر وعمل ملايين من هذا النشاط .
** الشعراوي ابن الأسرة الفقيرة ومدرس الأزهر اللي ربنا فتح عليه شوية في الدعوة، مات وثروته بعشرات الملايين,إن لم تكن مئات، ويملك قصور في المريوطية ودقادوس وعدد من المدن الجديدة، ومزارع وعزب وأراضي وعمارات وحسابات في البنوك، جزء منها كان مقابل نشاطه الدعوي,وجزء كبير كان عمولات تحجيب فنانات وتوظيف أموال ومقابل مدح للأمراء والملوك, وخدمات لرجال الأعمال وشيوخ الخليج والسياسيين.
** الشعراوي كان بيدخن بشكل شره، وبيتعاطى الحشيش، كتير من اللي اقتربوا منه قالوا إن هذا استمر لحد ما مات، أنا شخصيا معلوماتي إنه استمر لحد قبل موته بعدة شهور لحد ما تمنع جبرا بقرار طبي، وشخصيا التقيت الدكتور بهاء الدين إبراهيم مؤلف مسلسل “إمام الدعاة”، وسامي الشعراوي، في سنة إذاعة المسلسل في 2003، وسألتهم عن الواقعة دي وأكدوها تقريبا، وكانت حجتهم في عدم ذكرها في المسلسل إنهم بيعملوا قدوة للشباب ودي معلومة تافهة ومش هتفرق مع الناس.
** الشعراوي أحاطت بيه شبهة إن ليه مواقف وتصرفات وميول مثلية، وآسف لعرض النقطة دي لكني بستعرض سياقات الراجل بشكل تفاصيلي، والموضوع ده تناوله كتير بالكتابة والنقاش وكان مثار حوار في جلسات خاصة بين وجهاء ورموز مجتمع،,وفيه حكاية لصحفي ومذيع شهير عن تعرضه للتحرش من الشيخ، وفي بعض لقاءاته هو شخصيا علّق ضاحكا على اتهامه “بمحبة الحلوين” ودافع عن نفسه بأحاديث وروايات عن “حسان الوجوه”, والموضوع تحدث عنه أحمد صبحي منصور وآخرين، وأشار ليه إبراهيم عيسى في التسعينيات من خلال موضوع في روز اليوسف، ولما بيت الشعراوي اتسرق في 1979، وبعد التحقيق والقبض على الشاب اللي سرق 30 ألف جنيه من خزنة الشيخ، تحقيقات النيابة تضمنت إن الشاب يعرف المنزل جيدا ودخله أكثر من مرة، وتضمنت التحقيقات تلميحات لعلاقة وطيدة بتجمعه بالشيخ، وكانت المفاجأة إن الشعراوي راح المحكمة وترافع عن الولد وحاول يطلعه براءة، وإبراهيم سعدة نشر مقال في الأخبار، عن رسالة وصلته من إحدى القراء، بتتضمن تلميح واضح لممارسات الشيخ الشعراوي وإشارة للشبهات دي، وضمن المتداول إن فيه محضر حُرر في قسم الخليفة في إحدى سنوات الثمانينيات برقم 1163، وتم التعتيم عليه.
** سيبك بقى من كل اللي فات، النقطة الأكثر خطرا من الملاحظات والتجاوزات والشبهات والتناقضات دي كلها، هي خطاب الشعراوي نفسه، وهو خطاب يشبه شخصيته في تناقضاتها، لكن الخطورة فيه إنه بيمزج التناقض والتلفيق بقدر من الروحانية والليونة والتبسّط، وبيوصل قطاع لا يُستهان بيه من الناس للإعجاب فالتوحد والتماهي معاه وصولا إلى التقديس`. وهذا تحقق بالفعل وبقى الشعراوي مقدس عند كتير من الناس, وهما نفسهم اللي ممكن ينتقدوا مصطفى محمود وزغلول النجار وأمثالهم، رغم إن الشعراوي كبيرهم اللي علمهم أكذوبة الإعجاز العلمي في القرآن، وممكن ينتقدوا عمرو خالد ومصطفى حسني ومعز مسعود، رغم إنه كبيرهم اللي علمهم المُحن والخطاب الديني العاطفي والالتفاف على الناس وتعمية الأمور، وجنب ده فهو صاحب خطاب راديكالي عنيف، وفلسفته عن التجديد تنحصر في مجرد إعادة قراءة الركام القديم بلهجة جديدة، أو بـ”تون” صوت وانفعالات وشّ عصرية، لكن الاشتباك الحقيقي مع الخطاب نفسه وركائزه، ومحاولة تجاوزه بشكل يوافق بين الأصول العقدية وتعقيدات الواقع، محاولة إنتاج خطاب عصري متمدن مستجيب لجوهر الدين وتعقيدات الحاضر، محاولة مصالحة الإسلام المدوّن في الكتب بفظاظته ودمويته وغلظة وعنف فقهائه على الإسلام الإنساني السمح الصافي، ومصالحة الدين على العلم، كل المحاولات دي مش هتلاقيها عند الشعراوي، لكن هتلاقي ارتباك واهتزاز وخلل رؤيوي ومنهجي وضرب عشوائي و”تطبيش” بين كل الاتجاهات والمذاهب والمدارس، المتوافق منها والمتناقض، وآية الخبل وقلة العقل أن يأخذ الشخص عن عدوّين، في أمر يتصل بجوهر هذه العداوة.
الخلاصة.. الشعراوي إنسان عادي, له ما له وعليه ما عليه,عنده إيجابياته وعنده سلبياته وتجاوزاته,محاولات تقديسه وتأليهه ضارة بيه, الرجل ليس “سوبر مان” ولا وحيد عصره, كل الشواهد والآثار المتبقية منه بتقول إنه محدود القدرات,لم يُضف شيئا للعلوم الدينية,حتى تفسيره المبسط مجرد استدعاءات لتراث التفاسير بشكل سطحي ساذج مع لطشة من ادعاء الارتباط بالعلم والمنجز العصري, اللي هو في الحقيقة كان عدو مباشر وشرس ليه, الرجل لا يزيد عن كونه نسخة من ابن تيمية أو ابن القيم أو محمد بن عبد الوهاب أو أبو الأعلى المودودي أو حسن البنا أو ياسر برهامي نفسه, مع مكياج الضحكة والصوت الهادئ,والحقيقة إننا لو تخلينا عن القداسة وحطينا الراجل في موقعه كحلقة من مسلسل طويل من رجال الدين والدعاة الشيزوفرينك، مش هتبقى فيه مشكلة، المشكلة بتيجي مع القداسة المفرطة والمبالغ فيها,لكن مع الاقتراب المعمق والواسع للتأكد من القداسة دي أو تفكيكها، غالبا هتكتشف إن الشعراوي افترى علينا في الحقيقة، وعلى الدين والعقل.

الجمعة، 12 نوفمبر 2021

العرب من التعظم الى التقزم !

 العرب من التعظم الى التقزم !

ممدوح بيطار :
علق أحد الأصدقاء على الغزوات الاسلامية بصيغة الاستنكار, قائلا ان صدر الاسلام قام ب٣٣ غزوة في ١١ سنة , اي بمعدل ثلاث غزوات كل سنة , مما دفع صديق آخر للتساؤل, اين هي المشلة في ٣٣ غزوة ,لطالما أمنت الغزوات للشعوب حرية الاعتقاد والعقيدة , وكيف يمكن فهم ضمان حرية الاعتقاد عن طريق غزوة لنشر اعتقادا آخر ؟
فوائد الغزوات تناسبت طردا مع عددها وعنفها وانتصاراتها , صديقنا لم يحدثنا عن موقف الشعوب المستهدفة من الغزو , ولم يسألهم عن رأيهم بغزو بلادهم , وماذا كان الصديق ليفعل كأحد سكان بلاد الشام لو فوجئ بأربعة جيوش وعشرات الآلاف من السيوف وهي تحاصر مدينته وتذبح كل من يقف في وجههم .
لم يشك الصديق الكريم برغبة هذه الشعوب الادمانية بقدوم الغزاة من مجاهل الصحراء لاستعمارهم وفتح بلادهم , ولم يشك اطلاقا بترحيب هذه الشعوب لتدفق الحضارة الصحراوية الى ديارهم , أي أن انحطاط شعوب بلاد الشلم قد حول هذه الشعوب الى قطعان تواقة لقدوم وصي بدوي يحضرها وينقذها من التأخر ويحررها من الاستعمار الروماني- الفارسي الغاشم , وليبقى البدو مدى الدهر حكاما , لم يعرف التاريخ أرحم منهم , قال لوبون !
لاتتعلق المشكلة في النظرة للموقف من أحداث مضت وانقضت وليس لها أي استمرارية في الحاضر, وانما بمشاكل الحاضر والمستقبل ,خاصة عند الشعوب التي تحولت الى هدف للغزو الخارجي كالشعوب العربية , فكيف سيتمكن شعب من الدفاع عن نفسه ضد الغزو الخارجي , عندما يعتقد بأن الغزو الخارجي أمرا محمودا ولا بد من المزيد منه , المزيد من الغزو يتناسب مع المزيد من الفائدة , والصديق المروج للغزوات فرق جهلا أوانحيازا بين غزواته كجندي افتراضي من جنود خالد أبن الوليد وغزواتهم كالرومانية أو غيرها , غزواته جيدة , وغزواتهم سيئة , غزواته نعمة وغزواتهم نقمة, وكأن الصديق يتكلم بلسان خالد ابن الوليد وعبيدة وشرخبيل اضافة الى عمر ابن الخطاب , وكل شلة الفاتحين , التي اعتبرت الفتوحات واجبا اسلاميا من جهة , ومن جهة أخرى انقاذا لهذه الشعوب المتأخرة كشعوب بلاد الشام , لاعلاقة للفتوحات بغنائم الحرب والاستغلال والاستعباد كما يدعي البعض من القطيع المتصهين , جاء البدو لتحرير وانقاذ وتحضير هذه الشعوب بدون أجر ..لله تعالى !, فالله أراد لهذه الشعوب دينا جديدا(آخر تقليعة), الله أسلم على دين رسوله , ودين الله أصبح الاسلام!.
رؤية الاحتلالات كعظمة والمحتل كعظيم أمر خطير جدا على حاضر ومستقبل الشعوب التي مارست الغزو, والتي لم تعد حاضرا مقتدرة حتى على الدفاع عن نفسها تجاه الغزو الخارجي كالشعوب العربية , التي اصابها الضعف العسكري والوهن ,فمن يعتقد بعظمة ظاهرة الغزو والانتصار والاحتلال , يقدم تبريرا وتفهما مبدئيا للغزو أي لغزوها من الخارج , لأن الغزو والانتصار في الحروب عظمة كما يدعون !! , من يروج للغزو والاحتلال على أنه عظمة , لايتمكن منطقيا من رفض احتلال بلاده من قبل الغرباء الفاتحين الغزاة , فمن يرى احتلال اسبانيا كفتح مبين وعظمة لايستطيع رفض احتلال فلسطين من قبل الصهاينة , لأن من يتمكن من احتلال فلسطين , بالرغم من مقاومة مئات الملايين من العرب لهذا الاحتلال , لهو من أعظم العظماء , ليس تاريخيا فقط وانما أخلاقيا ,وبنفس المنطق يجب اعتبار تحقيق الصهاينة لأمبراطورية من الفرات الى النيل عملا عظيما يستحق الثناء والفخر ,أذا كان تأسيس الأمراطوريات عظمة , فالأمبراطورية الصهيونية بمنتهى العظمة!
هناك معايير للعظمة التاريخية , فبمعيار العظمة التاريخية يجب اعتبار عمر ابن الخطاب وأمبراطوريته العربية من أعظم عظماء العالم , فهو الذي انتصر على الأميراطورية الفارسية وانتصر على الرومانية, وهذا المعيار يشمل الكثيرين الذين غيروا التاريخ المحلي والاقليمي والعالمي , مثله مثل بعض الفراعنة كرمسيس الثاني ودارا الفارسي ويوليوس قيصر وهانيبال وهرقل ومعاوية وعبد الملك والسفاح أول خليفة للعباسيين وصقر قريش والأيوبي وخالد ابن الوليد وجنكيز خان ثم هولاكو وتيمور لنك وسليم الأول ومحمد الفاتح وفردياند وايزابيلا والسلطان بيرس ثم محمد بن عبد الوهاب وهتلر وماوتسي تونج وستالين وعبد العزيز آل سعود والكثير غيرهم
معيار العظمة هذا زائف لعدم انسجامه مع الأخلاق والقيم العليا , وانما بمدى التأثير الاقليمي والعالمي لهؤلاء القادة ومقدرتهم على تغيير الواقع حربيا بما يضمن تأسيس أمبراطوريتهم , دون أخذ ارادة الشعوب الأخرى بعين الاعتبار , ودون مراعاة الملايين من القتلى , ثم بحور الدماء وجبال الجماجم والأشلاء ,والانتقال بعد ذلك الى الاستعباد والسلب والنهب, وضمان استمرارية كل ذلك عن طريق الدين الذي حارب به ومن أجله تلفيقا عمر ابن الخطاب ورفاقه , فتأثير البطل الذي استحق أو انتحل لقب العظيم , لايقتصر على المعركة التي انتصر بها ثم عواقبها المباشرة على الناس , وانما استمرار كل ذلك حتى الى أحفاد أحفاد الأحفاد , وفي حالنا العربي هناك استمرارا لكل تلك الشرور حتى هذه اللحظة , هناك من يقدس عمر , وتقديس ” العظماء ” الملوك والرؤساء مستمر حتى هذه اللحظة .
اخضاع واذلال الغير ” كعظمة “, انعكس داخليا بشكل اذلال واخضاع الشعوب , عقلية القنص وغنائم الحرب انعكست أيضا على الداخل بشكل فساد , استعمار الخارج انعكس الى الداخل كاستعمار داخلي , وماذا يفعل المصاب بلعنة الاستعمار عندما لايجد خارجيا ما يستعمره ؟ ,تذبيح الغير في الخارج تحول الى تذبيح الناس في الداخل , كل مافعلته الفتوحات مع شعوب الخارج تحول الى ممارسات في الداخل .
لقد ذج عمر ابن الخطاب وغيره الاسلام قي نشاطات الحرب والاحتلال , وما رافق ذلك من تقتيل وظلم, أي أنه سفك الدماء واحتل أو فتح البلدان بمشاركة الاسلام , وبما أنه حشر الاسلام في حروبه لذلك يجب تقييم عظمته قرآنيا, فبالمعيار القرآني يمكن اعتبار عمر من أكبر خصوم الاسلام , الذي وظفه عمر وأشباهه في حروب ظالمة وفي سفك الدماء , لقد أسس عمر لما نسميه اليوم الاسلام السياسي , خصم الاسلام الرئيسي والأساسي,

الاثنين، 8 نوفمبر 2021

#_الزرادشتية_الاسلام_واوجه_التشابه_

 كعبة زرادشت؛ وهي نصب تذكاري يعود الى القرن الخامس قبل الميلاد

تقع في شمال غرب برسبوليس في إيران :

- أول من آمن بزرادشت زوجته هافويه و ابن عمه ميتوماه.
- من يريد الدخول الى الزرادشتيه يجب أن
ينطق الشهادتين ويتغتسل ويتطهر ويقول :
"أشهد بأني مؤمن بالله الخير الغني, و أتبع زرداشت رسولة الكريم".
- في الزرداشتية ملائكة تسجل أعمال الإنسان منذ بلوغة حتى مماته.
- بعد إعتناق الزرداشتيه يحرم على الزرادشتي الإرتداد وإلا يقتل ويعاقب بالإعدام.
- في الزرادشتيه تُقطع يد السارق كما أنها
تحرم الربا وشرب الخمور واللواط والكذب والانتحار.
- قبيل خروج زرادشت من بطن أمه بلحظات إنبثق نور إلهي شديد اللمعان
من بيت بوراشاسب، فرحت له الطبيعة، ومن حولها السماء سمع صوت
يُبشر بميلاده وفي هذا الوقت وفي داخل غرفة الولادة المضاءة بالنور الإلهي
خرج الطفل زرادشت للحياة وهو يضحك بملئ فِيْه.
- حسب الزرادشتية في القبر الروح التقية تقابلها فتاة في غاية الحسن،
وتسرد كل الأمور الخيريه التي فعلتها بحياتها،
ويسألها الميت من أنتِ؟
، فتجيب أنا عملك الصالح وبعد هذا يسمح لمرور الروح الى الجسر
(الصراط المستقيم) أما الروح الشريرة فيستقبلها عجوز شمطاء بشعة المنظر،
فيسألها الميت من انتِ؟
فتجيب عليه أنا عملك السيئ, ثم تأخذه الى الجسر (الصراط)
فيضيق أمامها حتّى يصبح أدق من الشعره فتخاف الروح
وتُصاب بالفزع والهلع، وتترنح يمين وشمال حتى تسقط أخيراً
بالهاوية وتتعذب الى يوم القيامة .
- انطلق زرادشت الى جبل سابلان، وعزم ألا يعود لبيته حتى
يكتسب الحكمة، وظل هناك وحيداً يفكر لشهور لعله يجد تفسيراً
للخير والشر، وذات مرة وهو واقف على الجبل رأى نوراً يسطع فوقه،
وإذا به “فاهومانا” كبير الملائكة ، قد جاء ليقود زرادشت إلى السماء
ليحظى بشرف لقاء الرب، ويستمع إلى تكليفه بأمر النبوة، فصدع بالأمر،
ثم قال بعدها:
سأنزل الى الناس، وأقود شعبي باسم أهورامزدا من الظلام الى النور،
ومن الشقاء الى السعادة، ومن الشر الى الخير.
- زرادشت خطفته الملائكة وشقت صدره عندما كان صغيراً
وستأصلت من صدره النقطة السوداء.
- زرادشت قال:
"أيها الناس، إنني رسول الله إليكم.. لهدايتكم،
بعثني الإله في آخر الزمان.. أراد أن يختتم بي هذه الحياة الدنيا،
فجئت إلى الحق هادياً ولأزيل ما قد علق بالدين من أوشاب..
بشيراً ونذيراً بهذه النهاية المقتربة جئت، ولهذا يدفعني الله في حماسة
إلى تأدية الرسالة بأسرع ما يستطاع ويأمرني بالصدوع لأمره".
- الصلاة في الديانة الزرداشتيه تقام خمس مرات في اليوم
الاولى قبل الفجر
والثانيه عند انتصاف النهار
والثالثه قبل غروب الشمس
والرابعه عند الغروب
والخامسه في الليل،
والصلاة المهمه جدا في الزرادشتيه ولها قداستها ومكانها
هي - صلاة الفجر - ويجب على كل مؤمن أن يبدأ يومه،
كما أن قبل الصلاة الواجب على الزرادشتي أن يتوضأ
ويتطهر بغسل وجه ورجليه ويديه, للدرزادشتي ايضاً
ادعيه يرددها قبل خروجه وقبل أكله وشربه نومة.
- الزكاة في الزرادشتية من المقتدرين تؤخذ منهم الثلث.
- في الزرادشتيه يحق للزرادشتي الزواج بأكثر من زوجة
وألزمت الزرادشتيه مكوث الزوجة في بيتها ولا تخرج الا للضرورة
والزمها لبس الحجاب ولا يحق لها الاختلاط بغير محارمها.
- قال زرادشت: "أيها الناس إنني رسول الله إليكم لهدايتكم،
بعثني الإله في آخر الزمان، أراد أن يختتم بي هذه الحياة الدنيا
فجئت إلى الحق هاديا ولأزيل ما علق بالدين من أوشاب،
بشيرا ونذيرا بهذه النهاية المقتربة جئت.
- دعا زرادشت إلى التوحيد ونبذ كل الآلهة الأخرى
"فلا إله سوى أهورا مزدا".
- في سيرة زرادشت: "ثم أخذ الملاك بيد زرادشت وعرج به إلى السماء
حيث مَثُل في حضرة أهورا مزدا والكائنات الروحانية المدعوة بالأميشا سبنتا؛
وهناك تلقَّى من الله الرسالة التي وجب عليه إبلاغها لقومه ولجميع بني البشر".
.
* الصورة لـ: كعبة زرادشت؛ وهي نصب تذكاري يعود
الى القرن الخامس قبل الميلاد تقع في شمال غرب برسبوليس في إيران
.
المراجع:
- الترجمة الانجليزية للكتاب الزرادشتي avesta
- الترجمة الانجليزية لكتاب "القديس" الزرادشتي فيراف Book of Arda Viraf
- الدين في الهند والصين وإيران، تأليف: أبكار السقاف، سلسلة نحو آفاق أوسع
- مصر القديمة: من العهد الفارسي إلى دخول الإسكندر الأكبر مصر، تأليف: سليم حسن، الهيئة المصرية العامة للكتاب
- قصة الديانات، تأليف: سليمان مظهر
- المعتقدات الدينية لدى الشعوب، تحرير: جفري بارندر، ترجمة: إمام عبد الفتاح إمام، مراجعة: عبد الغفار مكاوي سلسلة عالم المعرفة
- موسوعة الأديان
- الأديان الحية: نشوؤها وتطورها، أديب صعب
- زرادشت الحكيم، حامد عبد القادر
- أبحاث Professeur Jean Kellens

الأربعاء، 27 أكتوبر 2021

#أخطر_أيديولوجية_في_العالم

#أخطر_أيديولوجية_في_العالم

*‌ 1894-1917: مجزرة الشعب الأرمني.
قام المسلمون في تركيا وباسم الإسلام بمجزرة استهدفت حوالي مليوني أرمني.
* 1914-1918: مجزرة الأشوريين في تركيا
قام المسلمون في تركيا وباسم الإسلام بمجزرة ذهب ضحيتها 250.000 أشوري.كما طردوا أكثر من 250.000 أخرين إلى اليونان، وكل ذلك باسم إلههم الذي بطلقون عليه صفة "الرحمن الرحيم".
* 1930: قطع رؤوس وبتر أعضاء في السعودية
تم قطع رؤوس أربعين ألف نسمة وبتر أعضاء ثلاثماءة ألف آخرين عام 1930 وذلك في إطار ما يسمّى بالتطهير الديني في شبه جزيرة العرب.
* 1933: مجزرة الأشوريين في العراق
جرى ذبح آلاف الأشوريين في العراق، ولم تتوقف تلك المأساة لولا تدخل المجتمع الدولي لوقف تلك المجزرة الرهيبة التي اقترفت باسم إله المسلمين "الرحمن الرحيم".
* 1942-1943: مجزرة ضد "الكفرة" في البوسنة
جرى القضاء على 200.000 مواطن صربي اورثوذكسي و 40.000 غجري و22.000 يهودي باسم إله المسلمين "الرحمن الرحيم" وذلك بطرق وحشية للغاية، حتى أن القوات النازية التي كانت مرابطة هناك لم تتحمل تلك الهمجية، فتدخلت لوقف تلك المجزرة التي أشرف على تنفيذها مفتي القدس، خادم "الرحمن الرحيم"، الذي كان قد قرر قيام دولة بوسنية إسلامية صرفة، كما تكتم رجل الدين هذا وأخفى جرائم آلاف المجاهدين المسلمين النازيين الذين كانوا يقطعون أعضاء ضحاياهم قبل دفنها حية في الكلس الحيّ.
*‌ 1964-1965: مجزرة الشيوعيين الصينيين في إندونيسيا
جرى القضاء باسم إله المسلمين "الرحمن الرحيم"على أكثر من مليون شيوعي، معظمهم من اصل صيني كانوا يقيمون في جزر إندونبسيا. "ألقيت جثثهم في البحر حتى أن الناس كانوا يخافون بعد ذلك من أكل السمك".
* 1965: مجزرة قبائل "البابواز" في إندونيسيا
في إطار حملة الأسلمة الإندونيسية للقسم الغربي من جزيرة "بابوازي"، بدأ المسلمون حال وصولهم إلى كل قرى تلك الجزيرة بقتل الخنازير فيها، ثم بمنع السكان الأصليين من استخدام غلاف قضيب الرجل التقليدي وإلزامهم بلبس البنطلون. أما الذين رفضوا هذه الأوامر فجرت تصفيتهم الجسدية حالا. وقدرت عام 2006 أعداد الذين قتلوا بسبب هذا الرفض ما بين مائة ألف ومليون نسمة، وذلك في غياب أي حملة إعلامية دولية.
* 1971: مجزرة البنغال في بنغلادش.
بلغ عدد ضحايا تلك المجزرة باسم إله الإسلام "الرحمن الرحيم" ما بين مليون ونصف وثلاثة ملايين نسمة ، كما قام الجيش الباكستاني باغتصاب مئتي ألف إمراة حسب التقديرات الدولية. وهذا ما دفع بالجيش الهندي للتخل آنذاك لوقف تلك المجزرة، بينما لم يبادر إطلاقا أي بلد إسلامي لوضع حد لها. وعلى أثر ذلك تشرد أكثر من عشرة ملايين لاجئ من البنغال.
* 1975: مجزرة سكان تيمور الأصليين.
في تلك السنة حصلت ما يسمّى بغزوة "تيمور الشرقية" والتي اعتبرها الجيش الإندونيسي حملة جهاد ضد الشيوعية، فقتل آلاف الصينيين والمسيحيين ودمّرت معابدهم وكنائسهم. وقد بلغت نتيجة تلك المجازر التي قدّرها الأوستراليون عام 1984 بعشرين بالمائة من عدد السكان، أي ما يتراوح ما بين مائتي وخمسين ألف وثلاث مائة ألف ضحية.
* ‌1983 وإلي اليوم: مجازر ضد الشعوب الإفريقية وغير المسلمة في السودان.
قدر عدد ضحايا هذه المجازر ما بين مليونين وثلاثة ملايين نسمة، وذلك تمجيدا لإله المسلمين "الرحمن الرحيم" المتعطش لدماء غير المسلمين في سبيل رفع شأنه.
مثال عن هذه المجازر التي يفتخر بها المسلمون السفّاحون :
في 1986 هاجم "طيّب مسبى" أحد قادة الحرب السودانيين قبيلة "اودوك" المسيحية وقتل منها خمسة عشر ألفا. وبعد دخوله مدينة "شالي" أعلن أمام جمع غفير من السكان في إحدى ساحاتها: "عليكم اليوم أن تكفروا بالمسيحية وتعتنقوا الإسلام، ومن يرفض ذلك سيقتل حالا". على أثر ذلك إستنكرت حاضرة الفاتيكان هذه المجازر، فاعترضت حكومة الخرطوم حالا معلنة: "إن الكنيسة الكاثوليكية أصبحت عدوا للشعب السوداني، وسنعرف كيف نتصرف معها".( هذه هي الدبلوماسية الإسلامية)
* فبراير 1993: نشر تقرير لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة حول مجازر قبائل النوبة في السودان، فأكّد نفي عدد كبير منهم، وأسلمة قسرية لعدد كبير من السكان، واستعباد أكثر من عشرين الفا من الأولاد والشباب.
1994: شدّد تقرير آخر للأمم المتحدة عن السودان على انتهاك هذا البلد لحقوق الإنسان، فرفض رئيس السودان هذا التفرير واعتبره "مسيئا" لبلده.
1994: قام أسامة بن لادن بتمويل ثلاث مخيمات تدريب للإرهابيين في شمال السودان وذلك بمباركة وتشجيع حكومة السودان.
1994 (اكتوبر): عقدت في الخرطوم ندوة حول الحوار بين الأديان فدعي إليها مسيحيون ومسلمون. وعلى أثر ذلك أعلن الرئيس عمر البشير أمام المشاركين المسلمين بأن حكومته عازمة على المدى البعيد على تحويل السودان إلى دولة إسلامية مائة بالمائة وستسخدام جميع الوسائل المتاحة لديه لتحقيق ذلك.
2002 (مارس): اعترف متطوعون في المنظمات الإنسانية العاملة في منطقة النيل الجنوبي في السودان بأن ممارسة الجهاد ضد سكان الجنوب متواصلة على الشكل التالي: "يُسأل الأسرى فقط عن معتقدهم. المسلمون يُطلق سراحهم ، أما الآخرون فيذبحون أو يُستعبدون".
📌 بلغ مجموع عدد ضحايا المجازر التي اقترفها المسلمون باسم إلههم "الرحمن الرحيم" وباسم الجهاد المقدس في القرن العشرين بأقل تقدير 7.622.000 وبأعلى تقدير 11.022.000.
٢٤
٨ تعليقات
أعجبني
تعليق

السبت، 23 أكتوبر 2021

= الزرادشتية

 الزرادشتيـــة (المجوسيـــة)

الزرادشتية "تحرف إسمها اليوم إلى المجوسية"، تنسب إلى مؤسسها النبي (زرادشـت)، هي ديانة إيرانية قديمة وفلسفة دينية، يقدر عدد معتنقيها اليوم حوالي (ربع مليون) إنسان، معظمهم اليوم في الهنـد وإيـران ويتواجدون أيضاً في كردستـان العـراق وأفغانستـان وآذربيجـان وطاجكستـان.
تعد الزرادشتية واحدة من أقدم الديانات في العالم، ظهرت في بلاد فارس قبل (3000 - 3500 سنة)، وقد قام النبي (زرادشـت) بتبسيط مجمع الآلهة الفارسي القديم إلى مثنوية كونية :
(سپینتـا مينیـو - Spenta Mainyu) "الشرارة أو الضياء المقدس".
(أنگـرا مينیـو - Angra Mainyu) "قوى أو روح الخراب والشر".
تحت إله واحد وهو (آهورا مـزدا - Ahura Mazda) ويعني إسمه "الحكمة المضيئة".
الكتاب المقدس لهذه الديانة يسمى (الأفيستـا - Avesta) وهو مختارات من العقيدة المقدسة للزرادشتية ولا يزال باقي إلى حد الآن .. جمع هذا الكتاب بعد (زرادشـت) بزمن طويل.
يؤمن الزرادشتيون أن الروح تهيم لمدة ثلاثة أيام بعد الوفاة، قبل أن تنتقل إلى العالم الآخر، ويؤمنون بالحساب، حيث أنهم يعتقدون أن الزرادشتي الصالح سيخلد في "الجنة" إلى جانب (زرادشـت)، بينما الطالح سيخلد في الجحيم إلى جانب الشياطين.
زرادشــت : إعتزل هذا النبي وإعتكف داخل كهف في جبل (سابـلان - Sabalan) شمال إيران للتأمل والعبادة، وفي أحد الأيام وبينما هو يتأمل، أتاه شخص جميل الطلعة في ثياب لامعة ويحمل بيده عصا يشع منها النور مقبلاً عليه، وأنشرح صدره وأخبره أنه (فوهومانـه - Vohu Manah) "كبير الملائكة" وأخذه وعرج به برحلة إلى السماء نحو الخالق.
يقول (زرادشـت) حسب معتقداتهم : "أيها الناس، إنني رسول الله إليكم لهدايتكم، بعثني الإله في آخر الزمان، وأراد أن يختتم بي هذه الحياة الدنيا، فجئت إلى الحق هادياً ولأزيل ما قد علق بالدين من شوائب .. بشيراً ونذيراً بهذه النهاية المقتربة جئت".
أن للعنصرين (المــاء والنــار) أهمية في الطقوس الزرادشتية، والنصوص المقدسة تعتبر أن الماء والنار يمثلان حياة مستقلة بحد ذاتها، فالنار تعد العنصر الذي يزود الإنسان بهذه الحكمة والماء يعتبر مصدر هذه الحكمة، ولا يخلو معبد زرادشتي من هذين العنصرين.
ينص معتقدهم على أن من يريد الدخول لديانتهم، فيجب عليه أن ينطق الشهادتين :
{أشهد بأني مؤمن بالله الخير الغني .. وأتبع زرادشت رسوله الكريم}.
ويؤمنون بأن كل من يدعو لدين آخر، فهو يدعو للكفر والخراب.
الصلاة في الديانة الزرادشتية تقام "خمس" مرات في اليوم :
الأولى وقت الفجر، والثانية في الصبح، والثالثة وقت الظهر، والرابعة عند الغروب، والخامسة في الليل.
والصلاة المهمة جداً في معتقدهم ولها قداستها ومكانتها هي الصلاة الأولى "الفجــر"، ويجب على كل مؤمن أن يبدأ يومه بها.
يعود شعار الديانة الزرادشتية (فروهـر - Farvahar) إلى قصة معراج (زرادشـت) على ظهر حيوان طائر إلى السماء، حيث كان لـ (زرادشـت) موعد مع الإله (آهورا مـزدا - Ahura Mazda) "إله النور" لكي يعلمه الحكمة ويعطيه الشرائع، ورافق (زرادشـت) من السماء الأولى إلى السماء السابعة ملاك عظيم.

السبت، 31 يوليو 2021

= ما هي الروح .... ؟

 ما هي الروح؟

من جهتي تكونت لدي قناعة شخصية حول الروح، و اختصرها بما يلي:
الروح هي نظام عمل، اي سوفت وير، (كما يقولون في علم الكمبيوتر) الامن العام بالنسبة للجسد. هي تجلٍ لنشاط الطاقة التي ينتجها الجسم بتعاون كل خلاياه.
تبدا الروح عملها في جسم الانسان، من خلال اندماج روحين داخل رحم المرأة.
مع تلاقح البويضة الحية مع الكائن المنوي الحي، تستمر عملية التكاثر، و هي سمة الروح، عبر توليد الطاقة المناسبة لاستمرار صيرورة النمو.
متى توقفت خلايا الجسم عن انتاج تلك الطاقة، يكون الانسان في حالة نسميها الموت. فلا روح تدخل، ولا روح تخرج، بل ان هناك روحاً بدأت دورتها مع تحول العناصر و المركبات الكيميائية الى كائنات حية مند بدأت الكرة الارضية تبترد، أي منذ اربعة مليارات من السنين، وما زالت كل روح تجدد نفسها في ولادات جديدة.
تفسير الروح عبر التاريخ:
تستمد كلمة "الروح" اسمها من تنفس الريح. و ينتهي تنفس الريح مع آخر نفس يطلقه الانسان او الحيوان قبل موته. فاللغة ظهرت في بداياتها ، منذ عشرات آلاف السنين، بطريقة تميل الى الوصفية، و قليلها الى التجريد، و نتحدث هنا عن اللغة المحكية.
و هكذا ربط الانسان البدائي فكرة الروح بفكرة تنفس الريح و خروج آخر نفس من صدر الانسان.
و اذا تتبعنا رؤية الحضارات المختلفة مع اختلاف الازمنة لكانت لدينا فكرة اوضح عن التصورات المختلفة عن الروح عند البشر.
لو عدنا الى تصورات الحضارة الفرعونية عن الروح لوجدنا أن المصريين في ذلك الوقت كانوا يعزون وجود الروح الى مجموعة سمات تنضوي تحت الاسماء التالية:
* اسم المولود الجديد.
* حيوية الشمس
* التفرد الشخصي. وهو أشبه بمفهوم شخصية الإنسان.
* القوة الدافعة للحياة.
* "قطرة من قلب الأم"
* و ظل الإنسان .
و اذا ما توفرت تلك الشروط فهناك روح في الكائن.
اما البوذية ، فترى ان كل شيء في حالة حركة مستمرة وتتغير معها الاشياء باستمرار، و ان الكائنات تنقسم إلى خمس مفاهيم: الهيئة (الجسمانية)، الحواس، الإدراك، الكارما، والضمير. وهذه الأجزاء الخمسة يمكن اعتبارها مرادفة لمفهوم الروح .
وعليه فإن الإنسان هو مجرد اتحاد زمني طارئ لهذه المفاهيم، و الهدف الأسمى حسب البوذية هو التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث، والتخلص من الآلام والمعاناة التي تحملها. وبما أن الكارما هي عواقب الأفعال التي يقوم بها الأشخاص، فلا خلاص للكائن ما دامت الكارما موجودة .
و ترى البوذية، أن الجسد ينفصل عن الروح ‎، عند وفاة الإنسان و كذلك الحواس، الإدراك، الكارما والضمير ، لكن روحه لا تموت بل تبحث عن جسد جديد يحقق لها كمال النيرفانا، وهي الكينونة الخالدة للكائنات الحية . و ينشأ الجيفا من عدة تناسخات ( حالات التناسخ الاربع، هي النسخ، المسخ ،الفسخ، و الرسخ)، من المعادن إلى النباتات إلى مملكة الحيوانات. ويشكل الكارما، أي (الأفعال التي يقوم بها الكائن الحي، والعواقب الأخلاقية الناتجة عنها) عاملا رئيسيا في تحديد الكائن اللاحق الذي ينتقل اليه الجيفا بعد فناء الكائن السابق وتكمن الطريقة الوحيدة للتخلص من دورة التناسخات هذه بالوصول لمرحلة النيرفانا (الانبعاث وحالة التيقظ التي تخمُد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام مثل الشهوة، الحقد والجهل) في البوذية
و يعتقد الموحدون (أدفايدا) ، و هم من الهندوس ، إن الروح سيتحد في النهاية مع الخالق الأعظم ، بينما يعتبر غير الموحدين (دفايتا) ، من الهندوس أن لا صلة للروح على الإطلاق بالخالق الأعظم ، وإن الخالق لم يخلق الروح ولكن الروح تعتمد على وجود الخالق .
اليهودية:
ليس هناك في التوراة تعريف دقيق لكلمة الروح . ويذكر سفر التكوين إن الخالق الأعظم خلق الإنسان من غبار الأرض، ونفخ الخالق في انف الإنسان ليصبح مخلوقا حيا.
أما كتاب كبالاه Kabbalah الذي يعتبر الكتاب المركزي في تفسير التوراة ، يرى ان الروح تنقسم إلى 3 اقسام :
نفيش (Nefesh) وهي الطبقة السفلى من الروح وتربط بغرائز الإنسان الجسدية وهو موجود من لحظة الولادة.
* روخ (Ruach) وهي الطبقة الوسطى من الروح والمسؤولة عن التمييز بين الخير والشر وتنظيم المبادئ الأخلاقية.
* نيشامه (Neshamah) وهي الطبقة العليا من الروح وهي المسؤولة عن تميز الإنسان من بقية الكائنات الحية.
*
وهناك تشابه كبير بين هذا التقسيم وتقسيم سيغموند فرويد لللاوعي الذي قسمه فرويد إلى الأنا السفلى والأنا والأنا العليا.
المسيحية :
‏‎تعتبر المسيحية الروح بمثابة الكينونة الخالدة للإنسان وإن الخالق الأعظم بعد وفاة الإنسان إما يكافئ أو يعاقب الروح ويوجد في العهد الجديد من الكتاب المقدس وعلى لسان المسيح ذكر الروح وتشبيهه برداء رائع أروع من كل ما كان يملكه سليمان . ويرى المفكر المسيحي أورليس أوغسطينس (354 - 430)، ان الروح عبارة عن مادة خاصة وفريدة غرضها التحكم في الجسد. بينما يعتقد البعض الآخر إن روح الإنسان تنتقل كمزيج من روحي الوالدين وإن آدم هو الشخص الوحيد الذي خلقت روحه مباشرة من الخالق بينما ترى طائفة شهود يهوه إن الروح مطابقة لكلمة نفيش (Nefesh) العبرية والتي حسب تصور الجماعة إنها مشتقة من التنفس وعليه فإن نفخ الخالق للروح في جسم اي كائن يجعل هذا الكائن كائنا متنفسا وهناك البعض ممن يعتقد إن الروح تذهب إلى حالة من السبات لحين يوم الحساب.
فلاسفة الاغريق:
كانت لديهم افكار مختلفة تعبر عن فهمهم لمفهوم و ماهية الروح. نجد طاليس لا يؤمن بوجود روح منفصلة عن الجسد. اي ان ليست هناك روح مفارقة للجسد. كذلك هيراقليطس انكر وجود الروح. فيثاغوراس تصور الروح على انها عدد، و ذلك العدد يهجر الجسد بعد الموت. فان كان نقيا طاهرا، فهو يرتفع لملاقاة الله، والا فانه يتقمص جسدا جديدا ليكتمل نقاؤه.
سقراط آمن بتواجد الروح لكنه لم يؤمن بالتقمص. أفلاطون آمن بان الروح اعرق من الجسد، و هي تعود الولادة من جديد في جسد جديد، دون توقف. أرسطو قال ان ليست هناك ارواح تبتعد عن اجسادها. الشاعر اليوناني الشهير، اوفيد، آمن بخلود الروح والتقمص المستمر.
الاسلام القديم:
لو عدنا الى المتحدثين و الفلاسفة العرب و المسلمين حول الروح لوجدنا ان ابراهيم النظام، سيد المعتزلة، يقول بان الروح هي جسم مفارق، و الجسد يحتجز ذلك الجسم ويحبسه. أبو بكر الأصم يقول أن النفس هي هذا البدن بعينه. أبو الهذيل يرى ان النفس غير الروح، و الروح غير الحياة، و الحياة عرض، و الروح لا تغادر الجسد عند النعم.
اما الداعية صفي الدين بن فتوح، فقد آمن بأن الروح ليست جسما، بل هي اخف من الجسد بكثير، و هي تخفف من وزن الجسد اثناء حياة الانسان و العكس بعد موته. اما الكندي فآمن بان الانسان هبط من عالم العقل الى عالم الحس، وانه مزود بذكريات من حياته السابقة. بشر بن المعتمر يقول بان الانسان جسد و روح. معمر بن عباد السلمي يرى ان الانسان هو جوهر قائم بذاته. أحمد بن حابط، آمن بالروح وعملية التقمص المستمرة حتى خلاص الروح من ذنوبها.
في العصور الوسطى:
آمن القديس اوغسطين بوجود الروح، و يقابله في ذلك الفارابي . ابن سينا ، آمن ان النفس هي روح خالدة و ان المادة ازلية. ابن رشد قال ان النفس تموت مع موت الجسد.
في العصور الحديثة:
الفيلسوف فرانسيس بيكن آمن بازلية المادة و خلود الروح. ديكارت ربط النفس بالفكر، و استبعد الروح من العالم المادي.
سبينوزا، ابو الطبيعة، كما يلقبونه. نفى وجود الارواح و الله . لايبنتر يؤمن بوجود الجسد و النفس. اما لوك، فقد اعتقد بعدم وجود الروح. جون تولاند، يرى ان الروح هي محض حركة فيزيائية لمادة الدماغ. الفيلسوف بركلي نفى وجود المادة ( بعكس كل الفلاسفة)، و اكد على وجود النفس الفردية. الفيلسوف لامتري اعتبر الانسان آلة
معقدة لا روح لها بل استعدادات. المفكر ديدارو آمن بالعقل و رفض فكرة الروح. عامانوئيل كانط آمن بخلود النفس. الفيلسوف هيغل (ابو المثالية) ، آمن بالروح المطلقة و هي الله.
فيورباخ كان ماديا آمن بالعقل. كارل ماركس، آمن ان لا وجود لنفس او روح خارج مادية الانسان. و ذكر الروح كمفهوم وجداني. عالم النفس الشهير سيجموند فرويد، آمن بالنفس كجزء من الشخصية. وان الروح هي شيء معنوي وجداني ، غير مفارق.
لينين ، و بقية المفكرين الاشتراكيين لم يبتعدوا كثيرا عن التصور المادي الماركسي، مع بعض الاختلافات بينهم.
هايدغر، تطرق للوجود و للزمن، لكنه لم يذكر الروح ابدا في كتاباته او محاضراته.
الفيلسوف الوجودي ، سارتر، كان قريبا من فرويد بشان بنية الشخصية عند الانسان. فالذات الإنسانية عند سارتر توجد فى "الأنا موجود". وهذا الأنا موجود عند سارتر ما هو إلا إعادة صياغة لمفهوم الدازاين عند هايدجر.
أما آخر الفلاسفة الاحياء فهو يورغن هابرماس، فقد استخدم مفهوم الروح تعبيرا عن شخصية الانسان و تميزه، و تعبيرا عن ارادة الانسان و تصميمه على صنع التواصل المطلوب.
و ما ذكرنا هم بعض من الفلاسفة، فهناك اضعاف منهم، لكن النص لا يحتمل ذكرهم جميعا --= نقلا عن صفحة

فيصل محسن الأعور‏. - الفيس بوك 

===عن== عن =====
١٠


ماهي الدولة ؟؟هل للدولة دين ؟

لا تزال هناك صعوبات في تعريف الدولة , فالدولة مشتقة من كلمة STATUS أي حالة أو وضع , لذلك تعددت التعريفات الغير متفق على جزئياتها من قبل الجم...