الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

موضوع أعجبني بعنوان : مجتمعات العلم -- للكاتبة : فاطمة المزروعي

مجتمعات العلم  
عندما يرتفع سقف التعليم في أي مجتمع فإنه تبعاً لهذا يرتفع المستوى الاقتصادي والتنموي فضلاً عن المستوى الاجتماعي، ويمكن ببساطة متناهية قياس ومعرفة المجتمعات التي تنتشر فيها نسبة عالية من التعليم بعدة ظواهر ستشاهدها وتلمسها فقط في تلك المجتمعات دون سواها، منها الاستقرار التام ومظلة شاسعة من الأمن، كذلك ستلاحظ في مثل هذه المجتمعات اهتماماً عالياً بأمور تختلف عن السواد العام في الدول والبلدان والمجتمعات الأخرى، فقد تجد في بلد ما اهتماماً ونقاشاً في قضايا محسومة ومنتهية لدى الآخرين، بينما في مجتمعات العلم تجد حواراتهم وقضاياهم تدور عن غزو الفضاء أو بناء محطات توليد حديثة للطاقة صديقة للبيئة أو البحث عن مصادر بدليلة للطاقة.
كذلك من ملامح مجتمعات العلم مظلة كبيرة تغطي الجميع اسمها القانون وسيادته، وأمامه لا فرق بين كبير أو صغير، مجتمعات العلم شوارعها مرتبة والحركة المرورية منتظمة دون خلل والجميع يحترم هذه الأنظمة، مجتمعات العلم تجد فيها لحمة وتواصلاً دائماً بين القيادة والشعب على مختلف أطيافه دون تفريق أو اختيار، مجتمعات العلم تسودها لغة الأرقام فلا مجال للعشوائية ولا مجال لنشر معلومات غير صحيحة أو مجافية للواقع.
في مجتمعات العلم تخطيط وحركة نحو البناء والتعمير لا تعرف الكلل أو الملل، مجتمعات العلم تبني المدارس والجامعات وتخرج أجيالاً من حملة نور العلم وتبشر به العالم وتسابق به الأمم. مميزات مجتمعات العلم أنه يمكن ملاحظتها بسهولة حيث تجدها تضم ملايين الناس من مختلف دول العالم، بلغات وثقافات مختلفة ومتباعدة، ورغم كل هذا تجد الجميع في ألفة وتناغم قل مثيله، والسبب هو أن مجتمع العلم يخطط ويحل المشاكل وفق العلوم.
مجتمعات العلم لا تدخل في خصوصيات الناس ولا توجه أحداً لما يكرهه إطلاقاً، ما يحدث ببساطة متناهية هو أن الجميع يملكون إدراكاً تاماً وحقيقة لا تقبل الفصام أو النقاش بأن للجميع حق العمل والإنتاج والحلم والأمل، دون مخالفة لأعراف وتقاليد وأنظمة هذا البلد. مجتمعات العلم، رغم ما تحمله من شعلة خير للإنسان ورغم أن من بين ثناياها تنبثق شمس السعادة على الجميع، إلا أنها شحيحة في عالم اليوم، هذا العالم المضطرب الملتهب المنكوب بنار تحطيم الأحلام والانتفاضات والمظاهرات. بلادنا الحبيبة الإمارات ليست اليوم مجتمعاً من مجتمعات العلم فحسب بل هي مجتمع المعرفة وهذا مبعث السعادة لنا جميعاً.

-- تعليق من المدون على الموضوع : 

  
  موضوع أعجبني لأنه موضوع تنويري يبين الفرق بين المجتمعات التي اعتمدت العلم في مخططاتها وفي بنيانها اقتصادي فانعكس هذا على بنيانها السياسي ومكونها الاجتماعي . فمجتمع العلم يقف على النقيض مع مجتمع الخرافة الأقرب الى البربرية والعشائرية وتقدس فيه مسميات لا تناسب الحياة العصرية ، من مثل شيخ وفقيه ومفتي وأمير وملك ، وليس متعلم وعالم ومثقف وطبيب . وفي مجتمع الخرافة لا يوجد تصور عن معنى الحرية ولا الديمقراطية ولا الانتخابات ، ولا معنى لدولة تمثل الشعب ، ولا دولة المواطنة لجميع السكان في البلاد بغض النظر عن اختلافهم في الدين أو الجنس أو اللون ، بل يوجد تصور أصولي وذلك باعادة دولة خلافة يقف على رأسها شخصيات ومسميات لا تمت للعلم بصلة ولا تمت للعصر بصله . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماهي الدولة ؟؟هل للدولة دين ؟

لا تزال هناك صعوبات في تعريف الدولة , فالدولة مشتقة من كلمة STATUS أي حالة أو وضع , لذلك تعددت التعريفات الغير متفق على جزئياتها من قبل الجم...