كتب الباحث الحصيف والمفكر العميق الدكتور د. حسين دزيري :
1. النص القرآني يعتمد على الغموض "المقصود"، بداية من الحروف الطلاسمية في أوائل بعض السور، و استعمال ألغاز وتشفيرات، يحار فيها و"يعجز" عن فهمها أصحاب الألباب. تنقصه الدقة في التعبير في وصف الأحداث والقضايا المختلفة. معظم الآيات هي عموميات، أغلبها مبهمة وتقريبية ومعظم الضمائر لا ندري على من تعود إلا ظنا. كما أنه يحتمل تأويلات كثيرة، ظنية غير قاطعة، تستوجب حتما الاختلاف في الفهم، ومِن ثَمّ في التطبيق... نص مقتبس: "يحتوي القرآن على جمل غير كاملة وغير مفهومة بدون تفسير؛ كلمات أجنبية؛ كلمات عربية غير مألوفة؛ وكلمات مستخدمة بمعاني غير مألوفة؛ صفات وأفعال مصرفة بطريقة لا تتفق مع الجنس والعدد؛ ضمائر غير منطقية وغير متفقة مع قواعد اللغة وأحيانا لا تشير إلى شيء؛ والخبر في كثير من الأحيان بعيد عن المبتدأ بسبب متطلبات السجع".
2. كتاب مفكك، أفكاره غيره مرتبة، لا تتبع منطقا واضحا، ومواضيعه متداخلة، فنجد آيات مُقحمة بين أخرى لا توجد علاقة واضحة بينها، كما نجد في نفس الآية انتقال من موضوع إلى آخر بدون فاصلة أو توقف و لا أحد يفهم السر في ذلك، مثلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ...) (المائدة/1)، (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ...)(النساء/3). (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (الحج/5). مقتبس: "في كثير من الأحيان، لا توجد أيّة علاقة منطقية على الإطلاق بين المواضيع المختلفة في السور الطويلة. فالقرآن هو كتاب مفكك وغير منتظم. فهو مجموعة من فقرات قصيرة موضوعة في النص بدون أي اعتبار للتسلسل المنطقي أو للموضوع."
3. فيه تكرار كثير حدّ الملل، أحيانا في نفس السورة عِدّة مرات، وأحيانا موزع على المصحف وبنفس العبارات والجمل القصيرة أو الطويلة المتكررة، بحيث لو نزعنا التكرار ما بقي الثلث من المصحف، مثلا: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (التوبة/73) و (التحريم/9) بالضبط، حرفا بحرف. (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاَءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) (البقرة/49) و (الأعراف/141) ومثلها في (إبراهيم/6). ذكرت "غفور رحيم" 49 مرة، "اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" 35 مرة، " تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ" 34 مرة، " فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ " 31 مرة، " بكل شيء عليم" 20 مرة، "سميع عليم" 16 مرة، " وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ" 12 مرة، "وَمَا اللَّهُ (ربك) بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" 9 مرات، " مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ" 7 مرات، "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مذكر" 4 مرات، تكرار القصص و خاصة قصة موسى، الخ.
4. الأسلوب العام والغالب المتبع للإقناع بصدق الرسالة هو التخويف من "عدم تصديقها" وتكذيبها، بالعذاب الدنيوي و الأخروي و الخلود في النار. أما الدعوة إلى التدبر في الخلق، فكل ما ذكر هي أمور ظاهرة لكل الناس، ثم تُنسب إلى الله: هو الذي سخر لكم ما في السماوات و الأرض، هو الذي أنزل من السماء ماء، هو من يمسك الطيور في السماء، هو الذي خلق كذا وكذا، الخ.
5. المتأمل لمجموع النص القرآني يجد فيه تأثير البيئة الصحراوية عليه بشكل ملحوظ. طبعا المدافعون يقولون، أنه نزل على قوم وسط بيئتهم، فلابد من مخاطبتهم بما يعرفون، و لكن القرآن مرسل إلى كل البشر في كل أنحاء الأرض و في كل العصور. فنجد فيه و بكثرة، الحديث عن عادات و تقاليد ومفاهيم محلية (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا) (النحل/80)، )حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ) (الرحمن/72)، (عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى) (النجم/14)، (السدرة شجرة شوك بالصحراء تعطي النبق)، و طقس محلي (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) (الواقعة/30) ، (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا =عيدان تدق في الأرض لتثبيت الخيام) (النبأ/7)، و حيوانات محلية (الإبل). فمثلا، حيوان الرنة (الآيل) أو اللاما الموجودان في الشمال هما يشبهان الأنعام لكنهما غير مذكورين من بينهم. و صعوبة العمل بأوقات الصلاة و الصيام في مناطق قريبة من القطبين، الخ.
6. القرآن (مُحدث)، جاء مرتبطا بأحداث يتفاعل معها ويعالجها عند حدوثها. حتى أنه يلجأ إلى النسخ و التبديل والتعديل والتصحيح، حسب تفاعل الناس، كما تدل عليه روايات أسباب النزول المختلفة. ولولا تلك الروايات، لما فهم المفسرون معظمه. نجد مثلا، حديث في البخاري ومسلم يروي أن الآية نزلت في أول الأمر بدون "غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ" ثم غيٌرها الرسول استجابة لابن أم مكتوم الأعمى؟؟؟ عن زيد بن ثابت قال: كنت عند النبي (ص) حين نزلت عليه "لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله" ولم يذكر أولى الضرر، فقال ابن أم مكتوم: كيف وأنا أعمى لا أبصر، قال زيد: فتغشى النبي في مجلسه الوحي، فاتكأ على فخذي، فو الذي نفسي بيده لقد ثقل على فخذي حتى خشيت أن يرضها، ثم سرى عنه فقال: اكتب "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر" فكتبتها. كذلك تبرير زواج الرسول من زوجة دعيه زيد، تبرير قطع نخل بني النضير و هم محاصرون في حصونهم، و إعلان خصومات مع أشخاص معينين (أبو لهب، أبو جهل، الوليد بن المغيرة، العاص بن وائل، ابن أبي سلول...)، الخ.
7. هناك فضاءات واسعة خصصها القرآن لقضايا لا تهم الإنسان اليوم، و تلاوتها في القرآن لا تفيد شيئا و لا حتى أي عِبر منها، مثلا: كثرة تكرار وتفصيل قصة موسى مع فرعون، بقرة بني إسرائيل، عدد أصحاب الكهف، الخصومات الشخصية للرسول، سبع آيات عن "النجوى" ثم تنسخ، كل ما قيل أنه منسوخ و باق في المصحف... الخ. كان الأولى الكلام عن قضايا أهم، كتربية و حقوق الأطفال، الحرية و حقوق الإنسان، الترغيب في العمل الدنيوي وطلب العلم الدنيوي و البناء والصناعة، بعض مبادئ نظام الحكم (السياسة) الذي تخبط فيه المسلمون منذ وفاة الرسول إلى اليوم، و سالت بسببه دماء الصحابة و من جاء بعدهم، الخ.
8. إضافة إلى الكثير من التناقضات مع العلم و الواقع والمنطق السليم،
--------------------------------------------
قال في سورة النمل ان الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم اعمالهم
وتاني في نفس السورة قال و زين لهم الشيطان اعمالهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق