الخميس، 6 سبتمبر 2018

دور الخطاب الديني الأصولي في إغواء الشباب نحو التطرف والعنف

ما هو شكل الخطاب الديني الهادف إلى تنمية عملية التطرف وصولًا إلى العنف؟

بقلم الخبير الكندي أيلوي غان – مجلة “ميلتري جورنال” الكندية
ما هو التطرف الديني؟
التطرف الديني هو العملية التي يدفع بها فرد أو مجموعة من الأفراد أيديولوجية دينية معينة إلى أقصى حدود المبالغة والإفراط. وعلى المستوى الاجتماعي، يتخذ التطرف شكل استبعاد الفرد، أو الجماعة، أو الذات، عن غالبية المؤمنين بالدين، أو عن التيار المجتمعي السائد. وقد عرّف باحثو العلوم الإنسانية الفرد المتطرف بـ”الفرد الذي يستخدم الدين لإبعاد نفسه عن المجتمع، أو لاستبعاد الآخرين”.
إن تبني أيديولوجية دينية راديكالية في حد ذاتها لا يضر بالمجتمع. فقد كان مارتن لوثر، أب البروتستانتية، راديكاليًا في عصره آنذاك. ويمكن كذلك اعتبار الأخوين ويسلي، مؤسسا الحركة الميثودية، متطرفين دينيين. وهذا ينطبق أيضًا على غاندي ومارتن لوثر كنغ الابن، أبوا النزعة الدينية السياسية السلمية. ومع ذلك، من شأن أي تطرف يحرض على العنف الجسدي والنفسي أن يكون مدمرًا على البشر والمجتمعات، وأن يعرّض القيم الإنسانية للخطر. من الواضح أن التطرف الإسلامي –كما تروج له التنظيمات الإسلامية المتشددة– يضر برفاهية المجتمعات الحديثة، لذا، هو شكل من أشكال التطرف العنيف، الذي يحرض على العنف، بمعنى استخدام العنف لنشر والدفاع عن قناعات تلك الجماعات.
في السنوات الأخيرة، اتفق الخبراء على أن التطرف عملية تدريجية، نظرًا لوجود أسباب متعددة. لكن في بعض الحالات، وقع أفراد في وحل التطرف في غضون أيام، إلا أن العملية بشكل عام تتطلب شهورًا وحتى سنوات. يستغرق الخطاب الديني الراديكالي وقتًا طويلًا قبل أن يؤثر على الفرد أو المجموعة، ليجذبهم نحو التطرف. وكما هو الحال في حي “مولينبيك” في بروكسل، فإن المكان الذي يعيش فيه الفرد عاملٌ حاسمٌ في تطرفه. 
شكل الخطاب الديني
تبدأ عملية التطرف بخطاب راديكالي، يُسمع في أماكن العبادة، أو عبر مواقع الإنترنت، أو بين الأصدقاء، أو في الأحياء، أو ساحات المدارس، وغيرها. أدى ظهور رجال الدين المتطرفين في المساجد إلى انتشار الأفكار الراديكالية بسرعة هائلة، ومن بين أولئك، إمام مسجد عمر في باريس، التونسي الأصل، محمد حمامي، وأيضًا إمام مسجدٍ في ديسون في بلجيكا، يدْعى الشيخ علمي، يحمل الجنسيتين الهولندية والمغربية. بدأ هذان الرجلان بدعوتهما إلى التطرف علانية عبر المساجد، تحت ذرائع دينية. حرّضا خلال ذلك على القيم الغربية، وبررا استخدام العنف في محاربتها، وحثا على العقاب البدني ضد النساء، فضلًا عن الترويج للدعاية السلفية، وإثارة معالم الحروب المقدسة.
الجهاديون بارعون في وسائل الإعلام الاجتماعي في نشر أفكارهم، إذ تعتمد الخطب الدعائية وأشرطة الفيديو عبر الإنترنت على إستراتيجيتين رمزيتين رئيستين:
  1. اقتراض سلوكيات ثقافية مقبولة متجذرة في الذاكرة الجماعية للمجتمع الغربي.
  2. دمج هذه السلوكيات بالمعايير الرمزية لجهاد القاعدة.
وخلال ذلك، يجري خلط الأنماط الفكرية بطريقة تمسح الحدود بين الخيال والرواية. لقد تعدى الخطاب الجهادي على قواعد الأسر التقليدية، من خلال غزو المنازل، جسديًا أو عبر الإنترنت أو وسائل الإعلام الأخرى. وبهذا، يكون الخطاب الجهادي قد اخترق وتحايل على عملية الحراسة الحكومية والأبوية للأسر.
النطاق اللاهوتي للرواية الجهادية
  • الدين “النقي”
تدّعي الرواية الجهادية أنها ترشد المسلمين وغير المسلمين إلى “الإسلام الحقيقي”، وتحث على العودة إلى “المصدر”، ولذلك، ينبغي تطهير الإسلام المعاصر من كل “عيوبه” من أجل تحقيق المفهوم السلفي. ووفقًا لهذه الرواية، تعرّض الإسلام للإفساد بثقافات وعادات المجتمع الغربي، ولذلك، فإن من يلتزم بالإسلام “النقي” و”الصادق” سيكون جزءًا من مجموعة صغيرة من المختارين، تدّعي امتلاك الحقيقة. هم يؤمنون بتفوقهم على غيرهم من المؤمنين، وغير المؤمنين (الكفار). وحسب الخبيرة المؤلفة الفرنسية “دنيا بوزار”، فإن استخدام مفهوم “طهارة الجماعة” سمةٌ من سمات الدعاية الجهادية المشؤومة.
تتمثل الوظيفة الاجتماعية لـ”نقاء المجموعة” في خلق عالمين منفصلين: النقي والملوث؛ نحن وهم. يعتمد مفهوم النقاء في هذا السياق على تفكيك الثقافات الجديدة الملتصقة بالإسلام، واستثناء بعضها، والإبقاء على بعضها الآخر، وصولًا إلى خلق “إسلام معولم” جديد. وبالتالي، فإن المسلمين “الحقيقيين” يعرّفون أنفسهم من خلال ارتباطهم بهذه المجموعة الجديدة من المسلمين “الصادقين”، الذين لم يعودوا يتعاطون مع الثقافة الغربية، أو مع بلد محدد، أو مع جنسية ما، بل فقط مع الأصولية السلفية.
هذا النوع من الخطاب ليس جديدًا، فهو مبني على الإستراتيجيات التي تستخدمها الجماعات الطائفية أو الحركات الدينية الجديدة، التي تدفع بمذهب الإحياء. هنالك شيء واحد مشترك بين السلفية الإسلامية والأصولية البروتستانتية، هو “رفض الثقافة والفلسفة وعلم التوحيد لصالح القراءة الكتابية للنصوص المقدسة، واعتبار ذلك مصدرًا لفهم الحقيقة”.
  • الإيمان بالآخرة والجهاد
يقترن مفهوم “النقيّ” و”الطهارة” في الخطاب السلفي بعلم الآخرة. ووفقًا لخبراء المجموعات الجهادية، فإن “نهاية الوقت” حافز إضافي في عملية إغواء الشباب في الحركات الإسلامية الراديكالية نحو ممارسة الجهاد والعنف. يقول لنا أحد الخبراء: “أجريت مقابلات مع غربيين سافروا إلى سوريا للقتال إلى جانب تنظيم داعش، وقالوا لي إنهم يشعرون بالفخر للمشاركة في القتال المرتبط بيوم القيامة، بين عناصر الدولة الإسلامية والكفار”.  في نظرهم، الحرب في سوريا مقدمةٌ لظهور شخصية مسيحية، ستحقق العدالة في العالم حسب المصادر الإسلامية.
لا يمكن تجاهل أو التقليل من شأن هذه الرسالة “الأخروية” المرتبطة بعقيدة الموت والقيامة والجنة والنار. في خطاب الدولة الإسلامية الراديكالي، إذا استطاع التنظيم إقناع الشباب بأنهم يشاركون في ظهور المهدي، في الوقت الحقيقي وفي المكان الحقيقي، فإن هذا الاعتقاد يمنحهم شعورًا بمعنى الحياة، ومغزى وجودهم فيها. بالنسبة لأولئك الذين يشعرون بخيبة أمل من السياسيين أو المجتمع الرأسمالي الاستهلاكي، فإن المنظور الأخروي للسرد الجهادي يبدو منطقيًا بشكل كامل. وبالنسبة لكثير من الشباب، فإن رواية الدولة الإسلامية بمثابة ضوء في نهاية نفق وجودي مظلم، يمكن لهم استخدامه للعب دورٍ مفيد في مجتمع فاسد متحلل، يتمثل في الجهاد [قتل الآخرين].
ووفقًا للمؤرخ الفرنسي “بيير كونيسا”، يستند الفرد الإسلاموي المتطرف إلى “رؤية أخروية”، يرى فيها أن “العالم فاسدٌ ولا يمكن أن يستمر؛ فهنالك الكثير من المظالم والحروب والمذابح، والإفلات من العقاب، وأن العقاب الإلهي وشيك، ولا بد من المشاركة في المعركة النهائية ضد الكفار، قبل مجيء يوم القيامة”.
المصدر: مجلة “ميلتري جورنال” الكندية

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2018

*الطائفيــــة سـِلاحُ الغـــــرب الأمضى لتفتيت الشّـــــرق الأوسط:*


= الطائفية سلاح الغرب !!
*هذه الدراسة مهمة جداً لمن أراد أن يفهم إلى أين تتجه الأحداث...*

يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل ، ليس كل التاريخ مؤامرة ولكن المؤامرة موجودة في التاريخ!. وأقول أن من لا يرى مؤامرة في كل ما فعله الغرب في المنطقة منذ بدايات القرن الماضي، من وعد بلفور، وسايكس - بيكو، وإقامة اسرائيل، وما فعله منذ بدايات هذا القرن، فمن لا يجد في ذلك مؤامرة ، فإنه لا يفرق بين التمـــرة، والجمرة .
في هذا المقال سأستعرض بعض الوثائق والوقائع والحقائق والمعطيات والتصريحات المأخوذة كلها من أفواه الصهاينة في إسرائيل أو في أمريكا ، معتمداً أحد مناهج البحث السياسي المتعددة ، ألا وهو المنهج التاريخي الذي يستند إلى الاحداث التاريخية في فهم الحاضر والمستقبل ، وعدم فهم وإدراك اية حالة سياسية الا بالعودة إلى جذورها التاريخية وتطورها ، سلباً أم إيجابياً ..!!!

في 14 أيار 1948 ، يوم الاعلان عن قيام / دولة إسرائيل / أعلن دافيد بن غوريون ، أن أمن إسرائيل يتحقق عندما تكون إسرائيل أقوى عسكرياً من اي تحالف عربي محتمل..!!!؟؟ وباتت هذه الرؤية عقيدة إسرائيل الأمنية لعقود عديدة....!إلا أن العديد من الاستراتيجيين الصهاينة رأوا لاحقا ان هذه النظرية وحدها لا تكفي لضمان أمن إسرائيل، وأن ضمان هذا الأمن ، واستقرار إسرائيل وقوتها وتماسكها مرهون بانهيار المجتمعات العربية وضعفها وتمزقها ...!!!
في شباط 2011 نشر الكاتب الامريكي / مايكل كولينز بايبر/ مقالاً في موقع / أمريكان فري برس American Free Press / اشار فيه إلى بحث نشرته دورية المنظمة الصهيونية العالمية المعروفة/ كيفونيم/ بقلم الصحفي الاسرائيلي /عوديد ينون/المرتبط بالخارجية الاسرائيلية ، ودعا فيه بوضوح إلى نشر الفوضى في العالم العربي ، وإحداث انقسام في الدول العربية من الداخل إلى درجة تصل إلى / بلقنة / مختلف الجمهوريات العربية وتجزئتها إلى جيوب طائفية..!!! وهذا كان ترداد لذات الأجندة التي طرحها البرفسور الاسرائيلي الراحل/ إسرائيل شاحاك/ وهدفها تحويل إسرائيل إلى قوة عالمية من خلال نشر الفوضى في الدول العربية وبالتالي إعداد المسرح في الشرق الاوسط للهيمنة الاسرائيلية.

هذه الاستراتيجية سبق وتحدث عن شبيه لها الأكاديمي الامريكي/ زبغنيو بريجنسكي/ قبل أن يصبح فيما بعد مستشار الرئيس كارتر لشؤون الامن القومي ، وذلك في كتابه /بين عصرين العصر التكنو تروني/ الصادر في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي والذي دعا فيه للإعتماد على الأصوليات الدينية لمواجهة الخطر الماركسي ، ودعا لهيمنة رجال الدين واشعال حروب الاديان والطوائف، وتقوية التيارات الدينية التي لا ترى العالم إلا من زاوية الدين والخلافات الدينية ....!!!
وفي إحدى تصريحاته يقول : ان منطقة الشرق الاوسط ستحتاج الى تصحيح الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس - بيكو ومقررات مؤتمر فرساي .!!!
وكان قد سبق لوزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر ان صرح انه بهذه المنطقة تواجدت كل الاديان ولا يمكن التعامل معها الا من خلال الدين .!!! أي أن اللعب على وتر الدين هو المدخل المناسب لتنفيذ المشاريع التي تصبو اليها الصهيونية العالمية !!!.

وأعتقد ان كل منا قد قرأ مشروع المستشرق الصهيوني الامريكي ، البريطاني الأصل / بيرنار لويس / عن تقسيم الشرق الاوسط بكامله بحيث يشمل تركيا وإيران وافغانستان ، وقد تمت الموافقة على هذا المشروع بالإجماع في الكونغرس الامريكي عام 1983.

وفي مقابلة لبرنار لويس في 20/5/2005 قال تماما ما يلي : " ان العرب والمسلمين قومٌ فاسدون ومفسدون فوضويون ، لا يمكن تحضرهم ، وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوّض المجتمعات ، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة إحتلالهم واستعمارهم ، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة ، لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان ... وأنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الافعال عندهم ، ولذا يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل ان تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها".

وفي البحث الذي كتبه الصحفي البريطاني جوناثان كوك في العام 2008 كشف عن الدور الذي لعبته إسرائيل في إذكاء الصراع بين الحضارات، ومحاولة جعل تلك المقولة اساساً لنظرة العالم الى مكوناته الأساسية ولاسيما البلدان الاسلامية .!!!

وفي كتابه / إسرائيل وصرع الحضارات/ يكشف كوك بوضوح محاولات إسرائيل استخدام مقولة صراع الحضارات لإعادة صياغة الشرق الاوسط بأكمله على نحو مواتٍ لها ولمصالحها .!!
ويؤكد كوك أن الحرب الأهلية ،ودعوات التقسيم التي رافقتها كانت على وجه التحديد هي الهدف الأول لغزو العراق ، وأن هذا الهدف لم يوضع في واشنطن ، وإنما في مكان اخر على بعد آلاف الأميال / ويقصد تل ابيب/ ،، والحالة العراقية التي تسودها الانقسامات الطائفية والدينية والعرقية تشكل المواصفات المثالية للدولة العراقية من وجهة النظر الاسرائيلية ، وبحسب التصور الصهويني فمن يسيطر على العراق يتحكم استراتيجياً في الهلال الخصيب، وبالتالي الجزيرة العربية ، فضلا عن موارده الضخمة....!!!

وحسب ما نقلته الأنباء في حينه ، فقد سبق وقال نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني ، لآرييل شارون ، ان الولايات المتحدة هاجمت العراق أولاً ، وقبل أي شيء من أجل خاطر إسرائيل .!!!

ويقول جوناثان كوك ان إسرائيل منذ عام 1980 قررت اتباع سياسة ملخصها هي: تقسيم كل شيء على الضفة الاخرى ، أي في الجانب العربي ، بداية من الفلسطينيين ثم زحفاً وأحياناً ركضاً ، إلى بقية الدول العربية .ويضيف كوك أن المحافظين الجدد كانوا يشاركون إسرائيل بقوة في ضرورة مواصلة هذه الاستراتيجية لإلغاء أي دور لدول الشرق الأوسط واغراقها في مشكلات داخلية تعمق من ضعفها....!!!!

ويتابع كوك ، أن الهدف هو بدء موجة من الصراع الطائفي انطلاقاً من العراق الى كل المنطقة ، وكان العراق مكاناً جيداً لإختبار هذه الاستراتيجية لأسباب متعددة كان منها ، انه تمكن في السابق من تحقيق وئام طائفي، وإعلاء لراية الوطن على راية الطائفية ، فقد كانت نسبة الزيجات المختلطة بين الطوائف المتباينة هي الأعلى في الشرق الاوسط ، وكان من الواضح انه إذا نجحت تلك الاستراتيجية في العراق فان بامكانها ان تنجح في اماكن أخرى كثيرة !!!!

ويقول كوك ان هدف اسرائيل من ذلك كان ادخال العراق في دائرة الاضطراب الدائم، وزرع بذور شقاق طائفي اقليمي يقطع الطريق على دعوة القومية العربية ذات الطابع العلماني ، واطلاق اليد الاسرائيلية بترحيل عرب 1948 من فلسطين الى خارج أرض / إسرائيل الكبرى/ بحجة ان الجميع في الشرق الأوسط يبعدون بعضهم البعض على أسس دينية ، وعرقية ، فلماذا لاتفعلها إسرائيل!
ويقول كوك إن أحداث الحادي عشر من ايلول 2001 أتاحت فرصة ذهبية لأصحاب هذه الرؤية، وجعلت الحديث عن صراع الحضارات، وتفتيت الشرق الاوسط يخرج من مجالس الهمس الى العلن ..!

الحالة العراقية هذه وما يسودها من انقسامات مذهبية وعرقية ، موجودة مسبقاً في لبنان ، واليوم يعملون بدأب لنقلها الى سوريا لنشر الفوضى والتفتيت في كل المنطقة ، مع الأخذ بعين الاعتبار ان السودان قد انفصل قسمه الجنوبي مسبقا ، وأن الفوضى تعم ليبيا واليمن ومصر وحتى تونس ، وكل شيء في هذه البلدان يشير أنها سائرة في هذا الإتجاه ، وليس العكس ، كما يُروج بعض / أهل / الفكر والثقافة لتخدير العقول ، ليس إلا !!!. بل أن الجزائر تخشى من تصعيد الأوضاع الأمنية ،، غير المستقرة أصلا ،، بعد المعلومات عن تهريب صواريخ تُحمل على الكتف من ليبيا الى داخل أراضيها !!!. وتجدر الإشارة هنا الى ما قاله الأمريكان للمرحوم ياسر عرفات حينما رفض التوقيع على شروطهم : / إعلمْ أنك من منطقة قابلة لتعديل الحدود والبشر في اي وقت / !!!. وفضلا عن ذلك ، أفادت دراسات صادرة عن مركز واشنطن لدراسات الشرق الادنى ، ومعهد الدراسات السياسية الاستراتيجية المتقدمة ،، ومنذ زمن ، أن اسرائيل تريد حصار العراق وسورية من الشمال من خلال وجودها في تركيا والتجسس عليها من خلال علاقاتها مع الأكراد والحكومة التركية ، وتستطيع اسرائيل التحرك ضد ايران من تركيا ، وكذلك التغلغل في الجمهوريات الاسلامية في آسيا الوسطى عن طريق تركيا !!!. فماذا يعني هذا ؟؟. إنه يعني محاصرة روسيا من كل الاتجاهات !!!.

ويفيد احد العاملين في مكتب رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الامريكي ان إسرائيل تدفع باتجاه قيام حرب اهلية في سوريا على الطريقة العراقية او اللبنانية ، وان مصلحتها تكمن في انهيار النظام الحالي دون قيام نظام اخر في مكانه ، وهذا يؤكد وجود مشروع يتعمد إغراق سورية في الفوضى والإقتتال ، وليس غير ذلك ،وإخراجها كلية من معادلات المنطقة لتسترخي اسرائيل، وتطمئن عيون قادتها وأهلها !

إذاً مخطط تفجير المنطقة بدأ من العراق، وهذا ما أوضحه النائب الامريكي/ جيمس مورون/ بقوله : ان اليهود الأمريكيين هم المسؤولين عن دفع الولايات المتحدة الى الحرب على العراق ...!!

وهذا ما أكده بدوره المفكر الأمريكي / كولينز بايبر/ بقوله : ان الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق تندرج في مخطط اقامة اسرائيل الكبرى وان اللوبي الصهويني في الإدارة الامريكية هو الذي كان يدفع بقوة واستماتة في اتجاه الحرب !! وهذا كله يصب في ذات المجرى الذي تحدث عنه الصهويني الاسرائيلي الفرنسي برنار هنري ليفي في كتابه / الحروب التي لانحب/ الصادر في تشرين الثاني 2011 ..!!

وقد عبر الجنرال احتياط / عاموس يادلين / رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية السابق ، في تصريح له في أواخر كانون الثاني الماضي عن شماتته ، وسروره بنفس الوقت ، عندما قال : ان اسرائيل كانت مستعدة ان تدفع ثمناً غالياً ، يتمثل بالتنازل عن هضبة الجولان ، مقابل اخراج سورية من محور سوريا ـ ايران (الراديكالي ) في حين ان ذلك من شأنه ان يحدث اليوم دون ان ندفع اي ثمن ...!!!! طبعا هو يراهن بذلك على وهن وضعف سورية مستقبلا ، ووعود بعض اطراف المعارضة السورية.!!!

ان الدعوات الى اضعاف العرب وتقسيم المنطقة الى كانتونات عرقية ودينية وقبلية كانت دوماً موضع مخططات وتصورات استراتيجية لمعاهد البحوث الامريكية التي يسيطر عليها اللوبي الصهويني مثل : مؤسسة التراث ، والمعهد الأمريكي لأبحاث السياسة العامة ، ومعهد أبحاث السياسة الخارجية ، ومعهد بروكنجز --- Brookings Institute -- هذا إضافة الى العشرات من معاهد الدراسات الأخرى مثل : مركز فريمان للدراسات الاستراتيجية في تكساس ، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي ،، ومعهد دراسات السياسة والاستراتيجية المتقدمة ...... ألخ ..

وهذه المعاهد طرحت دوماً اهمية الهمينة الاسرائيلية على المنطقة وايجاد نظام اقليمي شرق اوسطي بدلاً من النظام الاقليمي العربي // وهذا ما تساهم به الجامعة العربية //، وجميعنا يتذكر طرح شيمون بيريز بعد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 عن قيام شرق اوسط كبير ، ينسجم مع هذه الرؤى والاستراتيجيات الصهوينة !!!.. وهذا مارفعته ايضاً وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كوندوليزا رايس عندما تحدثت عن ولادة شرق أوسط جديد في بداية عدوان 2006 على لبنان ،، واعادت الحديث عن نظرية / الفوضى الخلاقة/ ، إذ ان هذه النظرية هي مشروع مطروح حتى قبل احتلال افغانستان وانهيار الاتحاد السوفيتي من قبل معاهد البحوث الامريكية ، ثم أعادت رايس اثارة هذا المشروع من جديد والسعي الى تحقيقه ، وربما ما تشهده المنطقة اليوم هو من أحد ثمرات جهودها الهدامة !!..

التفتيت الطائفي على مستوى المنطقة يحتاج بالضرورة الى طائفيين ، أو الى نوعيات تدعي الليبرالية والعلمانية ولكن لا تدري خطر ما تفعل ، أو أنها مخروقة بوسيلة أو بأخرى ، أو تحركها دوافع وأحقاد وكيديات خاصة ...!!! فالقوى العلمانية واليسارية والقومية والليبرالية الحقيقية والمبدئية والصادقة مع ذاتها ، لا تؤدي هذا الغرض ، لأن تكوينها الفكري والثقافي والعقائدي لا يسمح لها بذلك ..!!! إذا من هو المؤهل للقيام بهذا الدور ؟؟ طبعا هي القوى الدينية المتعصبة والمتطرفة والتكفيرية ،، والنوعيات الأخرى التي أشرت اليها آنفا ،، فضلا عن كل من يُغذي الثقافة الطائفية بالقول أو الكتابة أو الفتاوى والخطابات والمقابلات والأحاديث والألفاظ ... الخ .. هؤلاء جميعا هم الرهان لجر المنطقة الى الدائرة التي تخطط لها دوائر الصهيونية العالمية ، وهي تفتيت المُفتت ، من خلال الضخ والحقن الطائفي حتى الصدام ،، ثم تجزئتها على مقاسات تتلائم مع اسرائيل ومستقبلها لقرن قادم على الاقل ،، لأن سايكس – بيكو قد شاخَتْ ولم تعد صالحة لخدمة هذه الإستراتيجية الصهيو- أمريكية ...!!!
فالغرب الواقع تحت التاثير الصهيوني القوي ، ومن خلال استراتيجية توظيف الدين السياسي والاستثمار به ، يسعى لتطويع الشعوب وتدجينها واستخدامها في استراتيجية السيطرة والهيمنة وإشعال الحروب الأهلية والإقتتال الداخلي وتنفيذ مخططاته من دون ان يرسل جندي واحد الى ميادين القتال ، وأيٍ يكون الخاسر فهو مكسب للغرب ، ودعم لاسرائيل وتعزيز لمكانتها في المنطقة ،، فالخاسر والرابح هما بالنسبة للغرب أعداء ، وينطبق عليهم المثل / نابْ ........ / وبقية المَثَل معروفة !!! . والكل يتذكر كيف استخدم الغرب استراتيجية الدين وتشجيع التطرف والتعصب الديني من كافة الأديان ، في حربه لمجابهة الإتحاد السوفييتي السابق ، على قاعدة الإيمان والكفر ،، وهذا ذات الخطاب المُستخدم اليوم !!!..
لا أعتقد أن أحدا أكثر سعادة من اسرائيل في هذا الزمن ، وهي تقف وتتفرج على الوضع العربي ، في مشهد أشبه بإحدى حلقات مسلسل / مرايا / عندما تمكن بطل المسلسل من خلق الفتنة والإقتتال بين أبناء القرية ، الذين كانوا مُوَحَدين ضده ، بعد أن أرسل للمختار بعض المعونات من الزيت والسمنة والسُكّر والأرز لتوزيعها ،، ثم وشَى به وأنه إحتفظ بمعظمها الى نفسه ،، فدارت المعركة ووقف البطل على شرفته يتفـــــرج ويقول: يا سلام ما أجمل هذا المنظر !!!..

والسؤال أخيرا ، هل ستتمكن اسرائيل وأمريكا من تنفيذ هذا المخطط الجهنمي والخطير من خلال البوابة الطائفية ؟؟؟!!! إعتقادي أنها لن تتمكن لأن الشعوب العربية الحية أوعى بكثير من أن تتمكن اسرائيل وحلفائها من جرها الى أتون هذه المحرقة ، حتى لو وُجد هناك من بينها قوى وتيارات ونخب وأفراد تسير في التيار الغربي -- الاسرائيلي، منها عمدا، ومنها جهلا ،، ولكن هذه تبقى بالنسبة لشعوب الأمة عبارة عن أسماك ميتة ، والأسماك الميتة وحدها هي من يسبح مع التيار ، بحسب المثل الشهير !!!. فحذارِ ،، حذارِ ،حذارِ ، من غول ونار الطائفية لأنها ستأكل الجميع ، بينما الإسرائيلي يردد من الأعلى : يا سلام ما أجمل هذا المنظر !!
-------- منقول من ( المتنورون العرب – الفيس بوك - Husein Khresheh ) بتاريخ 4/9/ 2018
=========

ماهي الدولة ؟؟هل للدولة دين ؟

لا تزال هناك صعوبات في تعريف الدولة , فالدولة مشتقة من كلمة STATUS أي حالة أو وضع , لذلك تعددت التعريفات الغير متفق على جزئياتها من قبل الجم...