= لاجئ للمرة العاشرة !!
لي من الذكرى حنين
تتعثر ، تنفر من مشحون ألم
وآهات من أنين
خيمة تفغر فاها للشمس
وفي الليل شرائحُ الفسيخ
أزهو ب" ديماية " أبي المُصغرة
التي عبث بها المقص والابرة
طولاً وعرضا لتلائم جسدي الصغير
يحزمني شريح قماش ليلمها على جسدي
ثم ألهو بها في الخلاء
بلا بنطال ، بلا حذاء !!
كبرنا على حبوب التموين
من فول وعدس وفاصولياء
وحصة أسرتنا من الطحين
وبعضاً من التمر اقتنصناه في أحدى السنين
أو تكرر مرةً أو مرتين !!
كبرنا ، وسجلونا في المدرسة
وخاطت لي أمي شنطة
من بقايا الألبسة
أحشر فيها الدفاتر واللوازم
وقطعة من الخبر أستبدلها بشيء
أو أقضمها ان عصرني جوع في المدرسة
******
اشتعلت الجزائر، وثارت اليمن !!
ونادى المنادي ، تبرعوا ، تبرعوا !!
تبرع الجوعى بالخبز ، وبعضاً من ألبسة
!!
نشدنا: تعيش الجزائر ، تعيش اليمن !!
تعيش الجمهورية العربية المتحدة ..
تعيش كل الشعوب العربية ، حرة ، أبية
!!
كنا " عرباً " و " وطنيين " حتى النخاع ...
وفلسطينُ تنزف .. وتنزف !!
**********
في المدرسة ، علمونا الصلاة !!
من يصلي أكثر ، له جائزة
من معثورات فريق النظافة
كنا نصلي لمديح المدرس ، والجائزة !!
علمونا أن من الأخلاق ، لا تسرق
وأنا لم أسرقْ يوما ، فكلنا فقراء
قالوا لنا ، لا تكذب !!
فأنا لا أستطيع التلون كالحرباء !!
أنا لا أعرف أن أكذب !!
ذمن الوصايا ، لا تزني !!
وأنا لا أعرف ماذا تعني !!
****************
الكون مليء بالمصائب ، ونسينا ما به من
خيرات !!
حر ، وبرد ، وجوع ، ومرض ، وآهات !!
أمشيئةُ " ربٍ " هذه ، وقدرٌ
يفرض هذه النكبات ؟؟
غابت البسمات ...
في دفتري ، أنا لاجئ
في مطبخي ، أنا لاجئ
في كل السكنات ..في كل الآهات ..
في كل حكايةٍ نسجتها الذكريات ..
**********
يطاردُني اللجوءُ في نشيد المدرسة ،
وعلم السارية ، وصورةُ الشهادةٍ !!
ووثيقةُ السفر !!
أنت مغضوب ، عليك ، مكتوب عليك
أن تكون ، أن تكون بلا مقر !!
في أرض اللجوءِ ، الوطن ليس وطني
الأرض ليست أرضي ، ولا الرابية
البيت ليس بيتي ، ولا الساقية
أنت هنا لزمن معلوم ، وغداً تعود !!
رضعنا اللجوء ، والشقاء منذ الطفولة
وغابت الأحلام ، وكذبت الوعود !!
وبقي الأمل ، فهل نعود !!
*****************
أنت مغضوب عليك ، مكتوب عليك ..
أن تكون بلا وطن !!
أنت مُشعل الحروب ..
أنت وراء كل الفتن !
أنت ، أنت ، أنت ، أنت
وراء كل المصائبٍ والمحن !!
أنت لا يحق لك الأنين
ولا أن تنادي باسم فلسطين !!
*************
رسمَ الزمنُ خطواته على وجوهنا !!
وهرمنا .... هرمنا ...
هرمنا ، فهل نعود ... ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق