الجمعة، 28 ديسمبر 2018

العبودية الطوعية



كثيراً ما أُثيرت مسألة العبودية الطوعية لدى الكتاب والمفكرين والفلاسفة تحت عناوين مختلفة منها : القابلية للاستغباء , والقابلية للاستعمار , والاستحمار , والاستخفاف وغيرها , فهل يوجد عبودية طوعية فعلاً ؟ , وهل يوجد شعب أو أمة تقبل بالعبودية بمحض إرادتها وكامل اختيارها ؟ , وكيف تتغلغل العبودية الطوعية في صفوف الشعب ؟ , وهل إلى خلاص من العبودية من سبيل ؟ . هذه الأسئلة وإجاباتها هي ما سنحاول إلقاء الضوء عليه في السطور التالية. 

يقول المفكر الفرنسي ( ايتيان دو لابويسي ) في مقالة له كتبها في القرن السادس عشر الميلادي نُشرت فيما بعد في كتاب بعنوان

 ( العبودية الطوعية ) عن كيفية تغلغل العبودية الطوعية في صفوف الشعب " ينتشر الداء السياسي في ظل حكم طاغية ما انتشاراً ضمن طبقات متعاقبة , فيتقرب إلى المستبد خمسة من الطامعين أو ستة , ليصيروا متواطئين مع مطالبه تواطئاً مباشراً , لكن هؤلاء الستة ما يلبثوا أن يصيبوا بالعدوى ستمائة من الأشخاص السلسي القيادة أو ذوي المنافع الكبرى , ليعود هؤلاء فيصيبوا ستة آلاف من المتزلفين الطامعين ... وهكذا حتى تصيب العدوى غيرهم من الطامعين الأذلاء ... إن العيون التي يترّصد بها السيد اتباعه إنما هي التي يتولون منحه إياها , وأن الأيدي التي تنهال عليهم بالضرب لا يأخذها إلاّ من بين صفوفهم ... لا سلطة لسيدهم عليهم إلا بهم , لذا يغدون بكل يسر شركاء اللص الذي يسرقهم والمجرم الذي يقتلهم , لم تستعبد الشعوب إلا لأنها استسلمت للفساد وقبلت بالاستغباء".  

والعبودية الطوعية التي سماها ( لابويسي ) القابلية للاستغباء , أطلق عليها المفكر الجزائري ( مالك بن نبي ) القابلية للاستعمار في كتابه ( شروط النهضة ) الذي كتبه عام 1948 م , وهو مفهوم يشير إلى اقناع المستعمر من يستعمرهم بتفوّقه عليهم وعدم قدرتهم على إدارة شئون حياتهم بدونه , وأنهم غير مؤهلين لحكم أنفسهم بأنفسهم ولذلك فهم بحاجة إليه , ويرى أن القابلية للاستعمار والرضى بالاحتلال قد تكون ناتجة عن الخضوع الطويل للاستعمار , أو قد تكون ناتجة عن صفات عقلية ونفسية ترسّخت في شعب معين أو أمة ما نتيجة طروف تاريخية قاسية تجعلها تشعر بالدونية تجاه الآخر المتفّوق حضارياً عليها , وبالتالي توجد لديها قابلية للاستعمار حتى لو لم يتم استعمارها بالفعل. 

وتناول الفيلسوف الإيراني (علي شريعتي ) في سبعينات القرن العشرين نفس الفكرة في كتابه ( النباهة والاستحمار ) وأطلق عليها ( الاستحمار ) وهو مصطلح يدل على الاستغباء الممنهج للشعوب الغافلة من لدن قوى الاستعمار أو النظم السياسية المستبدة من أجل إلهائها عن المطالبة بحقوقها وثرواتها , وهو تسخير للإنسان كما يُسّخر الحمار , وهو كل إلهاء للإنسان بأمر ليس من الأولى أن يشغل به من أجل الاستيلاء على متعلقاته حتى لو كان هذا الأمر إيجابياً في ظاهر الأمر , فالزهد قد يكون وسيلة من وسائل (الاستحمار) عندما نقنع الإنسان بأن يشتغل بالآخرة حتى تستولي على دنياه , والفن قد يكون وسيلة من وسائل (الاستحمار) نشغل به الشباب عن السياسة. 

وهذه المفاهيم قريبة إلى حدٍ ما بمفهوم ( الاستخفاف ) الوارد في القرآن الكريم في قوله تعالى عن فرعون قومه " فاستخف قومه فأطاعوه  إنهم كانوا قوماً فاسقين " هذا الاستخفاف من فرعون بقومه وصل إلى حد قوله لهم " وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري " ويوضح المفكر المصري (سيد قطب )كيفية الاستخفاف في كتابه ( في ظلال القرآن ) بقوله : " استخفاف الطغاة بالجماهير أمر لا غرابة فيه , فهم يعزلون الجماهير أولاً عن كل سبل المعرفة , ويحجبون عنهم الحقائق حتى ينسوها ولا يعودوا يبحثوا عنها , ويلقون في روعهم ما يشاءون من المؤثرات حتى تنطبع نفوسهم بهذه المؤثرات المصطنعة ومن ثم يسهل استخفافهم بعد ذلك وتلين قيادتهم فيذهبون بهم ذات اليمين وذات الشمال مطمئنين".

ومهما كان المفهوم المستخدم للدلالة على العبودية الطوعية فإن هناك سمات مشتركة تميز الحكام الطغاة الذين يقهرون شعوبهم ويسعون لاستعبادهم سواء كانوا غزاة من الخارج أو مستبدين من الداخل وضحها الفيلسوف المصري المعاصر ( إمام عبدالفتاح إمام ) في كتابه ( الطاغية ) وهي : طريقة الوصول إلى الحكم أو البقاء في الحكم تكون غير مشروعة , وعدم الاعتراف بقانون أو دستور في البلاد فإرادته هي والقانون ورغبته هي الدستور , وتسخير كل موارد البلاد لإشباع رغباته وملذاته , وعدم الخضوع للمساءلة والمحاسبة والرقابة من أي نوع , والاقتراب من التأله والتعالي والتكبر على شعبه , وإذلالهم بالقهر والقوة , وأنه يقرّب المنافقين والانتهازيين إليه ويُبعد المخلصين والصادقين عنه , إضافة للسخرية والاستهزاء والاستهتار بالآخرين من شعبه. 

وفي الختام فالعبودية لا يُمكن أن تكون طوعية وإن بدت في الظاهر كذلك , لأنها تتناقض مع الطبيعة البشرية والفطرة الإنسانية التي فطرها الله تعالى على حب الحرية وكراهية العبودية , فهي عبودية جبرية بشكل أو بآخر سواء بالقهر أو الغفلة أو الخداع , فإن سكت شعبٌ ما على العبودية حينٌ من الدهر وبدا إنه رضخ لحكم الطغاة المستكبرين , فإنه لن يقبل بالعبودية إلى ما لا نهاية , ولن يرضى بالذل طوال الدهر , فلا بد أن تأتي لحظة الانفجار في وجه الطغيان , ولا بد أن يستفيق الشعب من سباته وتنهض الأمة من كبوتها ... فتتحطم أغلال العبودية وتنكسر قيود الذل ... وتُستعاد الحرية المفقودة. 
- الكاتب  د / وليد القططي 

الجمعة، 9 نوفمبر 2018

متى يمكن للعلماء أن يؤمنوا بالآلهه ؟



= في محيطنا العربي يجري الخلط بين علماء العلم التجريبي، وفقهاء الأحكام المستوحاة من النصوص الدينية !!  فنرى دمجاً بين العلماء الذين يعتمدون المنهجية العلمية التي تنطلق من الملاحظة وصولاً الى التجريب واستنتاج القوانين العلمية ، وبين فقهاء الدين الذين جل همهم التفتيش في بطون الكتب الدينية واستخراج الأحكام وتفاسيراتها ، فمن الخطأ اطلاق نفس المسمى على كليهما، فالفرق شاسع بين العالم التجريبي ، وفقيه الدين ، فالعلم التجريبي ينطلق من موجودات الأرض ، من الواقع المُشاهَد ، بينما الفقيه يغوص في بطون الكتب الدينية التي مبحثها وتخصصها في الغيب السماوي وملحقاته .
حينما يبدأ العالم بالعمل ، ينطلق من جملة من المشاهدات والملاحظات ، فيبدأ في طرح فرضياته على ما يجول بخاطره من تساؤلات أوحت له بها مشاهداته ، ويبدأ في اختباراته ، وحتماً سيصل الى استنتاجاته ، سواء بالنجاح أو الفشل .
ولكن هل يتوقف ؟ بالطبع لا ،فالعالِم أسير " قانون الحياة " وهو التسلسل السببي المادي ، والتسلسل الاستنتاجي ، ولا يعير انتباه  لما يسمى " عالم السماء " ومقدساته ، فهو لا يتعامل مع الغيبيات التي لا يمكن اخضاعها  للبحث والتجريب ، فكل عمله يتركز  في الوصول الى استنتاجات ، أو قوانين جديدة . كل هذا يجري ضمن اختصاصاته ، وما هو موجود أمامه من معطيات واقعية ، ومقومات للاستمرار في العمل لإيجاد الحلول لما هو مطروح أمامه من تساؤلات .
ولكن تبقى هناك تساؤلات لا يستطيع اخضاعها للتجربة ، فهو يواجه ظواهر كثيرة ليس بالإمكان إلقاء القبض على أجوبتها ، فهي لا زالت هاربة من اهتمامات العلماء ، وهاربة من امكانية إلقاء القبض عليها ، أي ايجاد أجوبة شافية لها ، مثل ظاهرة الموت ، الهِرم ، العجز ، اليأس ، المفاجآت السعيدة ، المفاجآت الضارة ، والحكمة من الأعاصير ، والزلازل والفيضانات  التي تقتل مؤمنين ، وغير مؤمنين ، والحكمة من خلق أطفال ، والقضاء بموتهم فور ولادتهم !!
والسؤال : من يعرف الاجابة على مثل هذه التساؤلات ؟ طبعا يصطدم بإجابة يقذفها الدين في وجهه ، أن الذي يعرف كل شيء هو " الله " .
هو يعلم كل شيء ، هو وراء كل الطلاسم المستغلقة على العقل البشري ، وهو الذي يسمح بالعلم أن يصل اليك ، هو لديه الخطة ، هو يقذف الى الحياة من يريد ، هو يُميت وينفي من الحياة من يريد ، هو ينتظرك بعد الموت ، هو كل المفاجآت !!
هو يقول " علم الانسان ما لم يعلم " . ولكن متى يسمح الله لهذا العلم أن يصل الى الانسان ؟ هل يسمح للعلم أن يصل للانسان منذ الولادة ؟ بالطبع ، لا ، فالانسان يُولد صفحة بيضاء ، ليس بها أي معرفة مُسبقة، وحركاته لا تزيد عن ردود أفعال تتوافق مع دوافعه الفطرية . فالوعي نتاج اجتماعي ، والعلم نتاج تجريبي ، وحينما ينخرط الانسان في نشاطه العملي لإنتاج مقومات حياته ، يكتسب المعرفة بأشياء العالم المحيط به .
فإنسان الصحراء يكتسب معارفه من تعامله مع أشياء الصحراء وحيواناتها ، والانسان الذي يسكن بجوار الغابة يتعلم كيف يحصل على غذائه من الغابة ، والانسان الذي يجاور البحر ، يتعلم كيف يحصل على غذائه من البحر !!
 من هنا فالعلم مرتبط بالحياة ، ويتم اكتساب العلم بشكل تدريجي ، وليس بدفعة سحرية واحدة ، ولا يجري استيراده من الخارج كجرعة من الغيب بوحي أو رؤيا ، بل بالتفاعل بين الانسان وأشياء العالم المحيطة به ، وزيادة المعرفة العلمية مرتبطة بمقدمات ، أي بمستوى التطور الذاتي – دماغ الانسان – والموضوعي ، أي الأشياء التي يتعامل معها الانسان .
  فالعلم يتطور حينما تكون الظروف مؤهلة لهذا ، والتفاعل بين الانسان والطبيعة وصل الى الحد الذي يدفعه لإنتاج الجديد ، فالاختراع وليد الحاجة وهي الدافع الى اختراع أكثر تطوراً من السابق ، ومن الأفكار السابقة تتولد أفكار أشمل وأعمق . اذن هناك تسلسل تفكيري ، وتسلسل اختراعي ، فلا يمكن أن يتم اختراع طائرة " الكونكورد " قبل ألف سنة ، فالتفكير في الطيران ، وتصنيع الطائرات سار بالتدريج الى أن وصل الى " الكونكورد " ، فالعلم والاختراعات مرتبطة بمقدمات مادية وفكرية لا تأتي من " وحي خارجي " أو بضربة سحرية ، أي يُولد انسان ولديه معرفة بكل العلوم ، ولا داعي للمزيد !!
 ان المشتغل بالعلم يدرك هذا ، وتتعاظم الثقة بعقله ومقدرته على صنع حياته ، فيشعر الانسان بقوة عقله وتفكيره حينما يُدرك أن هذه المقدمات ، المخترعات هي من انتاجه ، ولم تكن نتيجة لتلقين خارجي ، وأنه يجب عليه أن ينتظر تلقين آخر لا يعرف متى سيأتي !!
وبتعاظم الانجازات والاختراعات يتعاظم الشعور بمركزية الانسان وقوة عقله ، وعند هذا تحدث قطيعة بين العالِم ومسميات الغيب وملحقاتها ، فكلما تطور العلم وزاد نشاط العلماء ، تتعاظم الاشكالية بين العلم والنصوص الدينية حول الكون والانسان ، وفي نفس الوقت بقدر ما يتقدم  العلم وبمدى ما تتعدد إنجازات العلماء ، وتتغيّر الأسئلة القديمة لتولد بدلا عنها أسئلة جديدة ومن ثَمّ إجابات جديدة. هكذا هي عجلة الحياة.
ولكن باختلاف الأفراد والخبرات والظروف ، تختلف المواقف حسب المحن والمصائب والتجارب الخاصة ، ويختلف أيضاً الموقف من الغيب " الله " ودرجة الاعتقاد في مدى تدخله في حركة الكون وحرية الفرد ، وهل هناك غاية من وجود الكون ؟
 ان العلماء يؤمنون بإمكانية وجود أكوان أُخرى ، وليس الأرض وحدها ، وهنا تزول " الغاية " التي تعتمد عليها الأديان حينما تقول بمركزية الأرض وانسانها للكون !!
= ولكن أكبر لحظة يشعر فيها " العالم " أنه وجهاً لوجه أمام مسمى " إله " ، أو بصدد الاقتراب ، أو محاولة  البحث عن معنى " إله " حينما يُحال الى التقاعد !!، ويقوم الآخرون بتغيير قفل مختبره ، فيُسجن في داخل غرفة نومه ، فتنحصر اهتماماته في أدواته ومستلزماته اليومية ، كطفل لا يعنيه غير ألعابه ، ولا تنقذه من حالة الاكتئاب إلا ذكريات انجازاته على طول مسيرته العلمية ، والتي تصبح كخيالات من الماضي !! ، فهنا تتقاذفه الأفكار الفوقية التي ليس لها مدلولات واقعية وتختلط مع الخيال ، الغيب . في هذه اللحظة تجتاحه التساؤلات التي لا يجيب عليها العلم ، الموت ونهاية النهايات ، والمصير ، والعجز ، والافتقار الى العودة ، الى التجدد الجسدي والفكري !! فيغرق في عالم منفصل كليا عن الواقع ، عالم الخيال ، الغيب ، وربما ينحدر الى ما يشبه الغيبوبة الصوفية .
ولكن كيف يحدث هذا للعالِم ؟
يحدث هذا حينما تغزو جسده علائم الهِرم والشيخوخة ، شيئاً فشيئاً حينما يدخل في حالة من الانحسار الحركي للجسد ، تنحسر الانتباهات ، وتُختزل ردود الأفعال في الضروريات ، فينعكس هذا على نشاط خلايا الدماغ ، وربما يعتريه نسيان ، فتندمج ذكريات الواقع بالخيال ، ويصعب التمييز بينهما ، وتختلط لديه دلالات المفاهيم ، فينزلق الى الخيالات أكثر فأكثر ، فيزيد انعزاله عن الواقع ، وتجتاحه حالة من عدم اليقين ، وتصعب المقدرة على التحديد والتقرير ، ولا يجد غضاضة في مجاراة الشيء وعكسه ، وتنحسر لديه الدافعية للمناقشة أو المجادلة ، ولا يمكن تشخيص حالته إلا أنه منزل آيل للسقوط ، أو آيل للرحيل كجسد ، فتعتريه اللامبالاة وعدم الاكتراث بما كان ، وما سيكون ، وتجتاحه حالة من المجاراة والتسليم بالمسلمات الشعبية المستوحاة من الميراث الديني ، وهنا من الممكن أن يقال عنه أنه من المؤمنين ، بعد طول غياب !!

- ان ايمان العالم بإله لا يعني أنه آمن بإله مثل الاله الذي تُصوره الأديان الكتابية ، بل قد يكون تصوره للإله من نوع آخر لا يعرفه غير الفلاسفة أو العلماء !! فربما يكون " فكرة مطلقة " ، " روح مطلق " ، " معنى مطلق" ، " نظام مطلق " ، " كمال مطلق " .
ولنتعرف على رأي انشتاين  حينما أجاب على سؤال وُجه اليه من فتاة تدعى " فيليس " حيث سألت : سيشرفنا جدا لو أجبت على سؤالنا: هل يصلّي العلماء ، وما الذي يصلّون لأجله؟
عزيزتي فيليس،

سأحاول الرد على سؤالِك ببساطة قدر المستطاع، و هذا هو جوابي:
يعتقد العلماء أن كل حدث، بما في ذلك أحداث و شؤون البشر، هو بسبب قوانين الطبيعة. لذا لا يمكن للعالِم أن يميل إلى الاعتقاد بأن مسار الأحداث يمكن أن يتأثر بالصلاة، الرغبة أو الأمنية التي تتجلّى بشكل خارق.

ومع ذلك، لا بد لنا من الاعتراف بأن معرفتنا الفعلية بهذه القوى و قوانين الطبيعة هي غير متكاملة، وبالتالي فأن الاعتقاد في وجود روح نهائية يعتمد على نوع من الإيمان. مثل هذا الاعتقاد يبقى حاضراً على نطاق واسع حتى في ظل الإنجازات الحالية في مجال العلوم.
و لكن في نفس الوقت، كل من يطمح بجدّية في السعي وراء العلم، يصبح مقتنعاً بأن بعض من تلك “الروح” تتجلّى في قوانين الكون، روح بمفهوم آخر يفوق مفهوم الروح المعهود عند الإنسان. بهذه الطريقة، السعي وراء العلم يقود بنا إلى شعور ديني من نوع خاص، والذي بالتأكيد يختلف تماماً عن مفهوم التديّن عند شخص أكثر سذاجة.

مع تحياتي وودي،   " ألبرت آينشتاين " . 24 من يناير 1936...

فالمتدين يجب أن يقوم بالكثير ، الكثير من الطقوس لكي يكسب رضى من يعبد ، ولكن العلماء والفلاسفة ، لا يرون أن " الله" الذين يؤمنون به بحاجة الى كل هذا ، فهو " غني " عن العالمين !! والغنيْ ، الكامل الغنى ليس بحاجة الى صلوات ، أو دعوات ، أو قرابين كائن فقير ليكمل له نقص ، أو يسد له حاجة .
 والعلماء يسخرون من الذين يرفعون شعار الدفاع عن " الله" فالمتصف بالكمال المطلق لا يطلب مساعدة من أحد ، فمن يرفع شعار الدفاع عن "الله " فهو بهذا من حيث لا يشعر يضع الإله في وضع الضعيف ، العاجز ، المسكين الذي يحتاج للمساعدة والعطف ، ولا يملك القدرة في الدفاع عن نفسه .
وفي الكلام عن صفات الله ، لا نجد أي إنسان يجرأ على القول أن الله ضعيف ، فالله هو القوي وذو البطش الشديد والذي يُمهل ولا يُهمل ولا يحتاج لأي مساعدة من سكان الأرض . ولا يطلب من أحد تكوين الأحزاب للدفاع عنه ، أو سن قوانين لمعاقبة الآخرين باسم " الله " .
ومن يكلف نفسه بالدفاع عن الله إنما يضع نفسه في وضع تحجيم قدرة الله في الدفاع عن نفسه ، وهو القادر على إنزال العقاب الشديد على من يتطاولون عليه في الوقت المناسب ، وبالشكل الذي يريده .فكيف يحاول البعض الدفاع عن وجوده وهو بنوره وجبروته وقدرته وحكمته يملأ الكون ، وأقرب الى الانسان من حبل الوريد ؟؟
====================

الخلفية الأيديولوجية وراء اصطفاف نتنياهو إلى جانب بن سلمان

ليس دفاع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن القاتل، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الدليل الأول أو الوحيد عن لا أخلاقية هذا الكيان، وافتقاره إلى الحس الأخلاقي التضامني مع الشعوب الأخرى.
فالفكرة الصهيونية في الأصل، هي فكرة غير أخلاقية وغير إنسانية، بل متناقضة مع روح الدين اليهودي، وليس صدفة أن الفكرة - المشروع لاقت إدانة ومعارضة من التيار الديني الأرثوذكسي في أوروبا وكل مكان مطلع القرن الماضي وقبلها. كان التيار الصهيوني بين اليهود تيارا صغيرا، في حين بات اليوم تيار الأغلبية، وأضحت اليهودية تعيش في بيئة غريبة تُحمَّلُ ظلماً المسؤولية عن جرائم خاطفيها.
منذ الأيام الأولى وبعد الإعلان عن تورط النظام السعودي في تصفية الصحافي جمال خاشقجي، أُصيب نتنياهو بالفزع، ليس حزناً على الجريمة المروعة، إنما خوفاً على خسارة لنظامٍ عربي مارق، بات صديقاً وحليفا لنظام الأبارتهايد الإسرائيلي، في سياساته العدوانية والاستعمارية في فلسطين ودول عربية أخرى، وضد حركات المقاومة التحررية، وضد النظام الإيراني، وكذلك خوفاً من فقدان أحد الشركاء العرب الأساسيين في "صفقة القرن" التصفوية".
لقد سعت حكومات الأبارتهايد الاستعماري المتعاقبة، لنسج علاقات سرية مع أنظمة عربية، في إطار مخططها لتفكيك العالم العربي ومحاصرة تيارات وحركات الرفض للاستعمار. كانت أولويات هذه الحكومات، التي تتغذى من معين أيديولوجي واحد، يتمثل في الصهيونية، ترسيخ طمسها لحق الشعب الفلسطيني واستعمارها لأرضه، وتكريس الهيمنة الصهيونية والإمبريالية الغربية على المنطقة العربية. لم يكن همّها في يومٍ من الأيام حقوق الإنسان العربيـ بل تخوّفت دائما من الشعوب العربية، والقوى السياسية المعبرة عن طموحاتها في التحرر.
حين انفجر البركان العربي في أواخر عام 2010 في تونس وامتد إلى مصر، وقبل أن يمتد إلى بقية الأقطار العربية، كانت حكومة إسرائيل ترتجف خوفا من انتصار الجماهير وخسارة النظام المصري. ولم تُخْفِ حكومة إسرائيل والنظام السعودي غضبهما من تخلي الإدارة الأميركية بزعامة باراك أوباما عن النظام المصري، المرتبط بإسرائيل من خلال اتفاقية صلح مهينة.  وتحققت مخاوف إسرائيل والنظام السعودي عندما انتصر الشعب المصري، وزحف إلى السفارة الإسرائيلية وهاجمها، تعبيرا عن الرغبة في إزالة هذا العار.
غير أن معجزة سقطت على إسرائيل من السماء، وهي جملة كررها قادة إسرائيل تعبيرا عن فرحتهم فور إقدام ضابط مصري غير معروف، هو عبد الفتاح السيسي، على الإطاحة بأول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا، وارتكاب مجزرة مروِّعة، حيث ذبح المئات من المعتصمين في ميدان رابعة العدوية. ويصف حكام إسرائيل، سواء من الساسة أو في الجيش، بأن مستوى التعاون الأمني مع نظام السيسي غير مسبوق، ويفوق بطبيعته ومستواه ما كان قائما مع نظام مبارك.
 
في الغرب داعمون لنظام السيسي القاتل، غير أنه لم يبق صديقا ولو في الظاهر لولي العهد السعودي القاتل، سوى بنيامين نتنياهو وزمرته، الذين يسعون، بلا خجل أو ذرة إحساس بالإنسانية، إلى تنظيفه من المسؤولية عن الجريمة على مذبح مصالح إسرائيل الاستعمارية المعادية للعرب وللإنسانية.
تاريخ مشين من دعم أنظمة القتل في العالم 
يقول المحامي الإسرائيلي والناشط من اجل الشفافية في مراقبة الصادرات الإسرائيلية في قطاع الأسلحة، إتاي ماك، إن "سكوت نتنياهو إزاء لاسامية البيت الأبيض لا يجب أن تفاجئ أي أحد، من الأرجنتين إلى رواندا. إن لإسرائيل تاريخا فاضحا من تزويد الأسلحة والدعم للأنظمة المجرمة" (موقع 972+ بالإنجليزية، نشر بتاريخ 7.2017 .27).
ويذكرنا ماك في مقاله، بتاريخ هذه العلاقة غير الأخلاقية والدموية، خصوصا بين إسرائيل ودول أميركا اللاتينية الجنوبية منذ أواخر الستينيات.  من هذه الأنظمة الأرجنتين، غواتيملا وبوليفيا؛ وفي القارة الأفريقية: جنوب أفريقيا ورواندا وغيرها. وفي جنوب أفريقيا ظلت حكومات إسرائيل من عهد بن غوريون وغولدا مئير ومناحيم بيغين، تساند نظام الأبارتهايد المتوحش هناك، حتى عندما كانت لحظة انتصار السود على هذا النظام تقترب وتطيح به معلنة فجرا جديدا في هذه البلاد، التي استمر فيها الاستعمار والفصل العنصري لأكثر من 300 عام. شكّل هذا النصر عارا لإسرائيل، وهزيمة لتحالفها مع نظام من نفس طينتها. هذه الأنظمة قمعت شعوبها بوحشية من خلال الأسلحة التي زودتها لها إسرائيل، ومن خلال فرق الموت سيئة الصيت التي درّبتها.
 
هي سياسة ثابتة وبنيوية في التركيبة الأيديولوجية للكيان الإسرائيلي، هدفها حماية جريمة غزو فلسطين، واستمرار استعمارها ومواصلة التنكيل بأهلها على مدار الساعة.
 وليس ترحيبها بفوز الفاشي جايير بولسانورو برئاسة البرازيل، أواخر الشهر الماضي، سوى امتداد عضوي ومزمن لهذه السياسة الدموية.
 الفكرة الصهيونية هي فكرة إجرامية من الأصل 
إنّ الفكرة الصهيونية هي أساسا فكرة غير أخلاقية وعدوانية، وهي منذ البدء أُسست على العنف كوسيلة لتحقيق أهدافها. هي غير أخلاقية لأنها تنطوي على إحلال مجموعة سكانية غريبة، محل جماعة من الناس عاشت على أرضها آلاف السنين. وليس اختراعها أكذوبة "أرض بلا شعب لشعبٍ بلا أرض" سوى تجسيد للتوجه الاستئصالي لهذه الحركة السياسية العنصرية الاستعمارية.
كان هدفها المعلن بناء دولة يهودية، وليس دولة ديمقراطية عربية- يهودية مساواتية. هي رفضت كليا أطروحات حركة ״بريت شالوم" اليهودية، التي طرحت في أواخر العشرينيات والثلاثينيات، دولة ثنائية القومية واحدة في فلسطين.  بل رفضت الحركة الصهيونية أي طرح يمنح العرب حقوقا متساوية، وكان هدفها منذ البداية إخلاء فلسطين من العرب. وهي لا أخلاقية لأنها منذ البدء سعت إلى التحالف مع القوى الاستعمارية الغربية التي كانت تفتك بالشعوب الفقيرة، لتحقيق مشروعها الاستئصالي. وفي إطار هذه التحالفات غير الأخلاقية وغير الإنسانية، رأت بالحركات العمالية والتقدمية المحلية، والتي شملت قوى يهودية ديمقراطية ويسارية، قوى معيقة لمشروعها العدواني العرقي.
إن واقع الحكم الإسرائيلي الراهن، وممارساته الدستورية والسياسية والميدانية، تتجه بوتيرة عالية نحو التكريس النهائي للهدف الصهيوني الأول. غير أن العامل الديمغرافي الفلسطيني وصمود الشعب على أرضه، ورفضه الاستسلام يشكل تحديا حقيقيا أمام المشروع الصهيوني الاستعماري.
إنّ نتنياهو وشلته في الحكم يسكتون على مظاهر اللاسامية، في دول يحكمها رؤساء لا ساميون وعنصريون بل يتعاونون معهم، مثل ترامب في أميركا وفيكتور أوربان في هنغاريا، والرئيس البولندي والرئيس البرازيلي الجديد وغيرهم. ويعود هذا التعاون غير الأخلاقي إلى رغبة اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل بالحفاظ على حكمه، فتلك الأنظمة تدعم جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين في المنابر الدولية. وسبب آخر هو أن إسرائيل لا تستطيع إدانة العنصرية في العالم، في الوقت الذي تسقط ما تبقى من أقنعة عن وجهها الحقيقي، من خلال تمرير سلسلة من القوانين العنصرية، والتي تُوّجت مؤخرا بـ"قانون القومية".
هذه هي إسرائيل، فاقدة الشرعية الأخلاقية، ولا غرابة بأن من اختطف اليهودية وفرّغَها من مضمونها الروحي والأخلاقي، وحوّلها إلى حركة استعمارية عنصرية عدوانية، ويقيم أكبر غيتو يهودي في التاريخ اليهودي والأقل أمنا لليهود أنفسهم، على أنقاض شعب آخر يواجه حملة متصاعدة من المجتمع المدني العالمي، لنزع الشرعية الأخلاقية عنه.
إن تحالف حكام الغيتو الصهيوني مع طغاة عرب، مثل بن سلمان والسيسي وغيرهما، ومع حكام فاشيين في البرازيل وأوروبا الشرقية، سيساهم في عملية نزع الشرعية الأخلاقية عن نظام الأبرتهايد الإسرائيلي.
------ نقلا عن " عرب 48 -- عوض عبد الفتاح .

الخميس، 6 سبتمبر 2018

دور الخطاب الديني الأصولي في إغواء الشباب نحو التطرف والعنف

ما هو شكل الخطاب الديني الهادف إلى تنمية عملية التطرف وصولًا إلى العنف؟

بقلم الخبير الكندي أيلوي غان – مجلة “ميلتري جورنال” الكندية
ما هو التطرف الديني؟
التطرف الديني هو العملية التي يدفع بها فرد أو مجموعة من الأفراد أيديولوجية دينية معينة إلى أقصى حدود المبالغة والإفراط. وعلى المستوى الاجتماعي، يتخذ التطرف شكل استبعاد الفرد، أو الجماعة، أو الذات، عن غالبية المؤمنين بالدين، أو عن التيار المجتمعي السائد. وقد عرّف باحثو العلوم الإنسانية الفرد المتطرف بـ”الفرد الذي يستخدم الدين لإبعاد نفسه عن المجتمع، أو لاستبعاد الآخرين”.
إن تبني أيديولوجية دينية راديكالية في حد ذاتها لا يضر بالمجتمع. فقد كان مارتن لوثر، أب البروتستانتية، راديكاليًا في عصره آنذاك. ويمكن كذلك اعتبار الأخوين ويسلي، مؤسسا الحركة الميثودية، متطرفين دينيين. وهذا ينطبق أيضًا على غاندي ومارتن لوثر كنغ الابن، أبوا النزعة الدينية السياسية السلمية. ومع ذلك، من شأن أي تطرف يحرض على العنف الجسدي والنفسي أن يكون مدمرًا على البشر والمجتمعات، وأن يعرّض القيم الإنسانية للخطر. من الواضح أن التطرف الإسلامي –كما تروج له التنظيمات الإسلامية المتشددة– يضر برفاهية المجتمعات الحديثة، لذا، هو شكل من أشكال التطرف العنيف، الذي يحرض على العنف، بمعنى استخدام العنف لنشر والدفاع عن قناعات تلك الجماعات.
في السنوات الأخيرة، اتفق الخبراء على أن التطرف عملية تدريجية، نظرًا لوجود أسباب متعددة. لكن في بعض الحالات، وقع أفراد في وحل التطرف في غضون أيام، إلا أن العملية بشكل عام تتطلب شهورًا وحتى سنوات. يستغرق الخطاب الديني الراديكالي وقتًا طويلًا قبل أن يؤثر على الفرد أو المجموعة، ليجذبهم نحو التطرف. وكما هو الحال في حي “مولينبيك” في بروكسل، فإن المكان الذي يعيش فيه الفرد عاملٌ حاسمٌ في تطرفه. 
شكل الخطاب الديني
تبدأ عملية التطرف بخطاب راديكالي، يُسمع في أماكن العبادة، أو عبر مواقع الإنترنت، أو بين الأصدقاء، أو في الأحياء، أو ساحات المدارس، وغيرها. أدى ظهور رجال الدين المتطرفين في المساجد إلى انتشار الأفكار الراديكالية بسرعة هائلة، ومن بين أولئك، إمام مسجد عمر في باريس، التونسي الأصل، محمد حمامي، وأيضًا إمام مسجدٍ في ديسون في بلجيكا، يدْعى الشيخ علمي، يحمل الجنسيتين الهولندية والمغربية. بدأ هذان الرجلان بدعوتهما إلى التطرف علانية عبر المساجد، تحت ذرائع دينية. حرّضا خلال ذلك على القيم الغربية، وبررا استخدام العنف في محاربتها، وحثا على العقاب البدني ضد النساء، فضلًا عن الترويج للدعاية السلفية، وإثارة معالم الحروب المقدسة.
الجهاديون بارعون في وسائل الإعلام الاجتماعي في نشر أفكارهم، إذ تعتمد الخطب الدعائية وأشرطة الفيديو عبر الإنترنت على إستراتيجيتين رمزيتين رئيستين:
  1. اقتراض سلوكيات ثقافية مقبولة متجذرة في الذاكرة الجماعية للمجتمع الغربي.
  2. دمج هذه السلوكيات بالمعايير الرمزية لجهاد القاعدة.
وخلال ذلك، يجري خلط الأنماط الفكرية بطريقة تمسح الحدود بين الخيال والرواية. لقد تعدى الخطاب الجهادي على قواعد الأسر التقليدية، من خلال غزو المنازل، جسديًا أو عبر الإنترنت أو وسائل الإعلام الأخرى. وبهذا، يكون الخطاب الجهادي قد اخترق وتحايل على عملية الحراسة الحكومية والأبوية للأسر.
النطاق اللاهوتي للرواية الجهادية
  • الدين “النقي”
تدّعي الرواية الجهادية أنها ترشد المسلمين وغير المسلمين إلى “الإسلام الحقيقي”، وتحث على العودة إلى “المصدر”، ولذلك، ينبغي تطهير الإسلام المعاصر من كل “عيوبه” من أجل تحقيق المفهوم السلفي. ووفقًا لهذه الرواية، تعرّض الإسلام للإفساد بثقافات وعادات المجتمع الغربي، ولذلك، فإن من يلتزم بالإسلام “النقي” و”الصادق” سيكون جزءًا من مجموعة صغيرة من المختارين، تدّعي امتلاك الحقيقة. هم يؤمنون بتفوقهم على غيرهم من المؤمنين، وغير المؤمنين (الكفار). وحسب الخبيرة المؤلفة الفرنسية “دنيا بوزار”، فإن استخدام مفهوم “طهارة الجماعة” سمةٌ من سمات الدعاية الجهادية المشؤومة.
تتمثل الوظيفة الاجتماعية لـ”نقاء المجموعة” في خلق عالمين منفصلين: النقي والملوث؛ نحن وهم. يعتمد مفهوم النقاء في هذا السياق على تفكيك الثقافات الجديدة الملتصقة بالإسلام، واستثناء بعضها، والإبقاء على بعضها الآخر، وصولًا إلى خلق “إسلام معولم” جديد. وبالتالي، فإن المسلمين “الحقيقيين” يعرّفون أنفسهم من خلال ارتباطهم بهذه المجموعة الجديدة من المسلمين “الصادقين”، الذين لم يعودوا يتعاطون مع الثقافة الغربية، أو مع بلد محدد، أو مع جنسية ما، بل فقط مع الأصولية السلفية.
هذا النوع من الخطاب ليس جديدًا، فهو مبني على الإستراتيجيات التي تستخدمها الجماعات الطائفية أو الحركات الدينية الجديدة، التي تدفع بمذهب الإحياء. هنالك شيء واحد مشترك بين السلفية الإسلامية والأصولية البروتستانتية، هو “رفض الثقافة والفلسفة وعلم التوحيد لصالح القراءة الكتابية للنصوص المقدسة، واعتبار ذلك مصدرًا لفهم الحقيقة”.
  • الإيمان بالآخرة والجهاد
يقترن مفهوم “النقيّ” و”الطهارة” في الخطاب السلفي بعلم الآخرة. ووفقًا لخبراء المجموعات الجهادية، فإن “نهاية الوقت” حافز إضافي في عملية إغواء الشباب في الحركات الإسلامية الراديكالية نحو ممارسة الجهاد والعنف. يقول لنا أحد الخبراء: “أجريت مقابلات مع غربيين سافروا إلى سوريا للقتال إلى جانب تنظيم داعش، وقالوا لي إنهم يشعرون بالفخر للمشاركة في القتال المرتبط بيوم القيامة، بين عناصر الدولة الإسلامية والكفار”.  في نظرهم، الحرب في سوريا مقدمةٌ لظهور شخصية مسيحية، ستحقق العدالة في العالم حسب المصادر الإسلامية.
لا يمكن تجاهل أو التقليل من شأن هذه الرسالة “الأخروية” المرتبطة بعقيدة الموت والقيامة والجنة والنار. في خطاب الدولة الإسلامية الراديكالي، إذا استطاع التنظيم إقناع الشباب بأنهم يشاركون في ظهور المهدي، في الوقت الحقيقي وفي المكان الحقيقي، فإن هذا الاعتقاد يمنحهم شعورًا بمعنى الحياة، ومغزى وجودهم فيها. بالنسبة لأولئك الذين يشعرون بخيبة أمل من السياسيين أو المجتمع الرأسمالي الاستهلاكي، فإن المنظور الأخروي للسرد الجهادي يبدو منطقيًا بشكل كامل. وبالنسبة لكثير من الشباب، فإن رواية الدولة الإسلامية بمثابة ضوء في نهاية نفق وجودي مظلم، يمكن لهم استخدامه للعب دورٍ مفيد في مجتمع فاسد متحلل، يتمثل في الجهاد [قتل الآخرين].
ووفقًا للمؤرخ الفرنسي “بيير كونيسا”، يستند الفرد الإسلاموي المتطرف إلى “رؤية أخروية”، يرى فيها أن “العالم فاسدٌ ولا يمكن أن يستمر؛ فهنالك الكثير من المظالم والحروب والمذابح، والإفلات من العقاب، وأن العقاب الإلهي وشيك، ولا بد من المشاركة في المعركة النهائية ضد الكفار، قبل مجيء يوم القيامة”.
المصدر: مجلة “ميلتري جورنال” الكندية

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2018

*الطائفيــــة سـِلاحُ الغـــــرب الأمضى لتفتيت الشّـــــرق الأوسط:*


= الطائفية سلاح الغرب !!
*هذه الدراسة مهمة جداً لمن أراد أن يفهم إلى أين تتجه الأحداث...*

يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل ، ليس كل التاريخ مؤامرة ولكن المؤامرة موجودة في التاريخ!. وأقول أن من لا يرى مؤامرة في كل ما فعله الغرب في المنطقة منذ بدايات القرن الماضي، من وعد بلفور، وسايكس - بيكو، وإقامة اسرائيل، وما فعله منذ بدايات هذا القرن، فمن لا يجد في ذلك مؤامرة ، فإنه لا يفرق بين التمـــرة، والجمرة .
في هذا المقال سأستعرض بعض الوثائق والوقائع والحقائق والمعطيات والتصريحات المأخوذة كلها من أفواه الصهاينة في إسرائيل أو في أمريكا ، معتمداً أحد مناهج البحث السياسي المتعددة ، ألا وهو المنهج التاريخي الذي يستند إلى الاحداث التاريخية في فهم الحاضر والمستقبل ، وعدم فهم وإدراك اية حالة سياسية الا بالعودة إلى جذورها التاريخية وتطورها ، سلباً أم إيجابياً ..!!!

في 14 أيار 1948 ، يوم الاعلان عن قيام / دولة إسرائيل / أعلن دافيد بن غوريون ، أن أمن إسرائيل يتحقق عندما تكون إسرائيل أقوى عسكرياً من اي تحالف عربي محتمل..!!!؟؟ وباتت هذه الرؤية عقيدة إسرائيل الأمنية لعقود عديدة....!إلا أن العديد من الاستراتيجيين الصهاينة رأوا لاحقا ان هذه النظرية وحدها لا تكفي لضمان أمن إسرائيل، وأن ضمان هذا الأمن ، واستقرار إسرائيل وقوتها وتماسكها مرهون بانهيار المجتمعات العربية وضعفها وتمزقها ...!!!
في شباط 2011 نشر الكاتب الامريكي / مايكل كولينز بايبر/ مقالاً في موقع / أمريكان فري برس American Free Press / اشار فيه إلى بحث نشرته دورية المنظمة الصهيونية العالمية المعروفة/ كيفونيم/ بقلم الصحفي الاسرائيلي /عوديد ينون/المرتبط بالخارجية الاسرائيلية ، ودعا فيه بوضوح إلى نشر الفوضى في العالم العربي ، وإحداث انقسام في الدول العربية من الداخل إلى درجة تصل إلى / بلقنة / مختلف الجمهوريات العربية وتجزئتها إلى جيوب طائفية..!!! وهذا كان ترداد لذات الأجندة التي طرحها البرفسور الاسرائيلي الراحل/ إسرائيل شاحاك/ وهدفها تحويل إسرائيل إلى قوة عالمية من خلال نشر الفوضى في الدول العربية وبالتالي إعداد المسرح في الشرق الاوسط للهيمنة الاسرائيلية.

هذه الاستراتيجية سبق وتحدث عن شبيه لها الأكاديمي الامريكي/ زبغنيو بريجنسكي/ قبل أن يصبح فيما بعد مستشار الرئيس كارتر لشؤون الامن القومي ، وذلك في كتابه /بين عصرين العصر التكنو تروني/ الصادر في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي والذي دعا فيه للإعتماد على الأصوليات الدينية لمواجهة الخطر الماركسي ، ودعا لهيمنة رجال الدين واشعال حروب الاديان والطوائف، وتقوية التيارات الدينية التي لا ترى العالم إلا من زاوية الدين والخلافات الدينية ....!!!
وفي إحدى تصريحاته يقول : ان منطقة الشرق الاوسط ستحتاج الى تصحيح الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس - بيكو ومقررات مؤتمر فرساي .!!!
وكان قد سبق لوزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر ان صرح انه بهذه المنطقة تواجدت كل الاديان ولا يمكن التعامل معها الا من خلال الدين .!!! أي أن اللعب على وتر الدين هو المدخل المناسب لتنفيذ المشاريع التي تصبو اليها الصهيونية العالمية !!!.

وأعتقد ان كل منا قد قرأ مشروع المستشرق الصهيوني الامريكي ، البريطاني الأصل / بيرنار لويس / عن تقسيم الشرق الاوسط بكامله بحيث يشمل تركيا وإيران وافغانستان ، وقد تمت الموافقة على هذا المشروع بالإجماع في الكونغرس الامريكي عام 1983.

وفي مقابلة لبرنار لويس في 20/5/2005 قال تماما ما يلي : " ان العرب والمسلمين قومٌ فاسدون ومفسدون فوضويون ، لا يمكن تحضرهم ، وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوّض المجتمعات ، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة إحتلالهم واستعمارهم ، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة ، لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان ... وأنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الافعال عندهم ، ولذا يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل ان تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها".

وفي البحث الذي كتبه الصحفي البريطاني جوناثان كوك في العام 2008 كشف عن الدور الذي لعبته إسرائيل في إذكاء الصراع بين الحضارات، ومحاولة جعل تلك المقولة اساساً لنظرة العالم الى مكوناته الأساسية ولاسيما البلدان الاسلامية .!!!

وفي كتابه / إسرائيل وصرع الحضارات/ يكشف كوك بوضوح محاولات إسرائيل استخدام مقولة صراع الحضارات لإعادة صياغة الشرق الاوسط بأكمله على نحو مواتٍ لها ولمصالحها .!!
ويؤكد كوك أن الحرب الأهلية ،ودعوات التقسيم التي رافقتها كانت على وجه التحديد هي الهدف الأول لغزو العراق ، وأن هذا الهدف لم يوضع في واشنطن ، وإنما في مكان اخر على بعد آلاف الأميال / ويقصد تل ابيب/ ،، والحالة العراقية التي تسودها الانقسامات الطائفية والدينية والعرقية تشكل المواصفات المثالية للدولة العراقية من وجهة النظر الاسرائيلية ، وبحسب التصور الصهويني فمن يسيطر على العراق يتحكم استراتيجياً في الهلال الخصيب، وبالتالي الجزيرة العربية ، فضلا عن موارده الضخمة....!!!

وحسب ما نقلته الأنباء في حينه ، فقد سبق وقال نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني ، لآرييل شارون ، ان الولايات المتحدة هاجمت العراق أولاً ، وقبل أي شيء من أجل خاطر إسرائيل .!!!

ويقول جوناثان كوك ان إسرائيل منذ عام 1980 قررت اتباع سياسة ملخصها هي: تقسيم كل شيء على الضفة الاخرى ، أي في الجانب العربي ، بداية من الفلسطينيين ثم زحفاً وأحياناً ركضاً ، إلى بقية الدول العربية .ويضيف كوك أن المحافظين الجدد كانوا يشاركون إسرائيل بقوة في ضرورة مواصلة هذه الاستراتيجية لإلغاء أي دور لدول الشرق الأوسط واغراقها في مشكلات داخلية تعمق من ضعفها....!!!!

ويتابع كوك ، أن الهدف هو بدء موجة من الصراع الطائفي انطلاقاً من العراق الى كل المنطقة ، وكان العراق مكاناً جيداً لإختبار هذه الاستراتيجية لأسباب متعددة كان منها ، انه تمكن في السابق من تحقيق وئام طائفي، وإعلاء لراية الوطن على راية الطائفية ، فقد كانت نسبة الزيجات المختلطة بين الطوائف المتباينة هي الأعلى في الشرق الاوسط ، وكان من الواضح انه إذا نجحت تلك الاستراتيجية في العراق فان بامكانها ان تنجح في اماكن أخرى كثيرة !!!!

ويقول كوك ان هدف اسرائيل من ذلك كان ادخال العراق في دائرة الاضطراب الدائم، وزرع بذور شقاق طائفي اقليمي يقطع الطريق على دعوة القومية العربية ذات الطابع العلماني ، واطلاق اليد الاسرائيلية بترحيل عرب 1948 من فلسطين الى خارج أرض / إسرائيل الكبرى/ بحجة ان الجميع في الشرق الأوسط يبعدون بعضهم البعض على أسس دينية ، وعرقية ، فلماذا لاتفعلها إسرائيل!
ويقول كوك إن أحداث الحادي عشر من ايلول 2001 أتاحت فرصة ذهبية لأصحاب هذه الرؤية، وجعلت الحديث عن صراع الحضارات، وتفتيت الشرق الاوسط يخرج من مجالس الهمس الى العلن ..!

الحالة العراقية هذه وما يسودها من انقسامات مذهبية وعرقية ، موجودة مسبقاً في لبنان ، واليوم يعملون بدأب لنقلها الى سوريا لنشر الفوضى والتفتيت في كل المنطقة ، مع الأخذ بعين الاعتبار ان السودان قد انفصل قسمه الجنوبي مسبقا ، وأن الفوضى تعم ليبيا واليمن ومصر وحتى تونس ، وكل شيء في هذه البلدان يشير أنها سائرة في هذا الإتجاه ، وليس العكس ، كما يُروج بعض / أهل / الفكر والثقافة لتخدير العقول ، ليس إلا !!!. بل أن الجزائر تخشى من تصعيد الأوضاع الأمنية ،، غير المستقرة أصلا ،، بعد المعلومات عن تهريب صواريخ تُحمل على الكتف من ليبيا الى داخل أراضيها !!!. وتجدر الإشارة هنا الى ما قاله الأمريكان للمرحوم ياسر عرفات حينما رفض التوقيع على شروطهم : / إعلمْ أنك من منطقة قابلة لتعديل الحدود والبشر في اي وقت / !!!. وفضلا عن ذلك ، أفادت دراسات صادرة عن مركز واشنطن لدراسات الشرق الادنى ، ومعهد الدراسات السياسية الاستراتيجية المتقدمة ،، ومنذ زمن ، أن اسرائيل تريد حصار العراق وسورية من الشمال من خلال وجودها في تركيا والتجسس عليها من خلال علاقاتها مع الأكراد والحكومة التركية ، وتستطيع اسرائيل التحرك ضد ايران من تركيا ، وكذلك التغلغل في الجمهوريات الاسلامية في آسيا الوسطى عن طريق تركيا !!!. فماذا يعني هذا ؟؟. إنه يعني محاصرة روسيا من كل الاتجاهات !!!.

ويفيد احد العاملين في مكتب رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الامريكي ان إسرائيل تدفع باتجاه قيام حرب اهلية في سوريا على الطريقة العراقية او اللبنانية ، وان مصلحتها تكمن في انهيار النظام الحالي دون قيام نظام اخر في مكانه ، وهذا يؤكد وجود مشروع يتعمد إغراق سورية في الفوضى والإقتتال ، وليس غير ذلك ،وإخراجها كلية من معادلات المنطقة لتسترخي اسرائيل، وتطمئن عيون قادتها وأهلها !

إذاً مخطط تفجير المنطقة بدأ من العراق، وهذا ما أوضحه النائب الامريكي/ جيمس مورون/ بقوله : ان اليهود الأمريكيين هم المسؤولين عن دفع الولايات المتحدة الى الحرب على العراق ...!!

وهذا ما أكده بدوره المفكر الأمريكي / كولينز بايبر/ بقوله : ان الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق تندرج في مخطط اقامة اسرائيل الكبرى وان اللوبي الصهويني في الإدارة الامريكية هو الذي كان يدفع بقوة واستماتة في اتجاه الحرب !! وهذا كله يصب في ذات المجرى الذي تحدث عنه الصهويني الاسرائيلي الفرنسي برنار هنري ليفي في كتابه / الحروب التي لانحب/ الصادر في تشرين الثاني 2011 ..!!

وقد عبر الجنرال احتياط / عاموس يادلين / رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية السابق ، في تصريح له في أواخر كانون الثاني الماضي عن شماتته ، وسروره بنفس الوقت ، عندما قال : ان اسرائيل كانت مستعدة ان تدفع ثمناً غالياً ، يتمثل بالتنازل عن هضبة الجولان ، مقابل اخراج سورية من محور سوريا ـ ايران (الراديكالي ) في حين ان ذلك من شأنه ان يحدث اليوم دون ان ندفع اي ثمن ...!!!! طبعا هو يراهن بذلك على وهن وضعف سورية مستقبلا ، ووعود بعض اطراف المعارضة السورية.!!!

ان الدعوات الى اضعاف العرب وتقسيم المنطقة الى كانتونات عرقية ودينية وقبلية كانت دوماً موضع مخططات وتصورات استراتيجية لمعاهد البحوث الامريكية التي يسيطر عليها اللوبي الصهويني مثل : مؤسسة التراث ، والمعهد الأمريكي لأبحاث السياسة العامة ، ومعهد أبحاث السياسة الخارجية ، ومعهد بروكنجز --- Brookings Institute -- هذا إضافة الى العشرات من معاهد الدراسات الأخرى مثل : مركز فريمان للدراسات الاستراتيجية في تكساس ، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي ،، ومعهد دراسات السياسة والاستراتيجية المتقدمة ...... ألخ ..

وهذه المعاهد طرحت دوماً اهمية الهمينة الاسرائيلية على المنطقة وايجاد نظام اقليمي شرق اوسطي بدلاً من النظام الاقليمي العربي // وهذا ما تساهم به الجامعة العربية //، وجميعنا يتذكر طرح شيمون بيريز بعد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 عن قيام شرق اوسط كبير ، ينسجم مع هذه الرؤى والاستراتيجيات الصهوينة !!!.. وهذا مارفعته ايضاً وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كوندوليزا رايس عندما تحدثت عن ولادة شرق أوسط جديد في بداية عدوان 2006 على لبنان ،، واعادت الحديث عن نظرية / الفوضى الخلاقة/ ، إذ ان هذه النظرية هي مشروع مطروح حتى قبل احتلال افغانستان وانهيار الاتحاد السوفيتي من قبل معاهد البحوث الامريكية ، ثم أعادت رايس اثارة هذا المشروع من جديد والسعي الى تحقيقه ، وربما ما تشهده المنطقة اليوم هو من أحد ثمرات جهودها الهدامة !!..

التفتيت الطائفي على مستوى المنطقة يحتاج بالضرورة الى طائفيين ، أو الى نوعيات تدعي الليبرالية والعلمانية ولكن لا تدري خطر ما تفعل ، أو أنها مخروقة بوسيلة أو بأخرى ، أو تحركها دوافع وأحقاد وكيديات خاصة ...!!! فالقوى العلمانية واليسارية والقومية والليبرالية الحقيقية والمبدئية والصادقة مع ذاتها ، لا تؤدي هذا الغرض ، لأن تكوينها الفكري والثقافي والعقائدي لا يسمح لها بذلك ..!!! إذا من هو المؤهل للقيام بهذا الدور ؟؟ طبعا هي القوى الدينية المتعصبة والمتطرفة والتكفيرية ،، والنوعيات الأخرى التي أشرت اليها آنفا ،، فضلا عن كل من يُغذي الثقافة الطائفية بالقول أو الكتابة أو الفتاوى والخطابات والمقابلات والأحاديث والألفاظ ... الخ .. هؤلاء جميعا هم الرهان لجر المنطقة الى الدائرة التي تخطط لها دوائر الصهيونية العالمية ، وهي تفتيت المُفتت ، من خلال الضخ والحقن الطائفي حتى الصدام ،، ثم تجزئتها على مقاسات تتلائم مع اسرائيل ومستقبلها لقرن قادم على الاقل ،، لأن سايكس – بيكو قد شاخَتْ ولم تعد صالحة لخدمة هذه الإستراتيجية الصهيو- أمريكية ...!!!
فالغرب الواقع تحت التاثير الصهيوني القوي ، ومن خلال استراتيجية توظيف الدين السياسي والاستثمار به ، يسعى لتطويع الشعوب وتدجينها واستخدامها في استراتيجية السيطرة والهيمنة وإشعال الحروب الأهلية والإقتتال الداخلي وتنفيذ مخططاته من دون ان يرسل جندي واحد الى ميادين القتال ، وأيٍ يكون الخاسر فهو مكسب للغرب ، ودعم لاسرائيل وتعزيز لمكانتها في المنطقة ،، فالخاسر والرابح هما بالنسبة للغرب أعداء ، وينطبق عليهم المثل / نابْ ........ / وبقية المَثَل معروفة !!! . والكل يتذكر كيف استخدم الغرب استراتيجية الدين وتشجيع التطرف والتعصب الديني من كافة الأديان ، في حربه لمجابهة الإتحاد السوفييتي السابق ، على قاعدة الإيمان والكفر ،، وهذا ذات الخطاب المُستخدم اليوم !!!..
لا أعتقد أن أحدا أكثر سعادة من اسرائيل في هذا الزمن ، وهي تقف وتتفرج على الوضع العربي ، في مشهد أشبه بإحدى حلقات مسلسل / مرايا / عندما تمكن بطل المسلسل من خلق الفتنة والإقتتال بين أبناء القرية ، الذين كانوا مُوَحَدين ضده ، بعد أن أرسل للمختار بعض المعونات من الزيت والسمنة والسُكّر والأرز لتوزيعها ،، ثم وشَى به وأنه إحتفظ بمعظمها الى نفسه ،، فدارت المعركة ووقف البطل على شرفته يتفـــــرج ويقول: يا سلام ما أجمل هذا المنظر !!!..

والسؤال أخيرا ، هل ستتمكن اسرائيل وأمريكا من تنفيذ هذا المخطط الجهنمي والخطير من خلال البوابة الطائفية ؟؟؟!!! إعتقادي أنها لن تتمكن لأن الشعوب العربية الحية أوعى بكثير من أن تتمكن اسرائيل وحلفائها من جرها الى أتون هذه المحرقة ، حتى لو وُجد هناك من بينها قوى وتيارات ونخب وأفراد تسير في التيار الغربي -- الاسرائيلي، منها عمدا، ومنها جهلا ،، ولكن هذه تبقى بالنسبة لشعوب الأمة عبارة عن أسماك ميتة ، والأسماك الميتة وحدها هي من يسبح مع التيار ، بحسب المثل الشهير !!!. فحذارِ ،، حذارِ ،حذارِ ، من غول ونار الطائفية لأنها ستأكل الجميع ، بينما الإسرائيلي يردد من الأعلى : يا سلام ما أجمل هذا المنظر !!
-------- منقول من ( المتنورون العرب – الفيس بوك - Husein Khresheh ) بتاريخ 4/9/ 2018
=========

الجمعة، 20 يوليو 2018

حشاشون وكمان ماسون !! + لماذا صرت ماسونياً؟ سيد قطب .

حشاشون وكمان “ماسون” + لماذا صرت ماسونياً - سيد قطب 

 فى مثل هذه الايام من خمس سنوات بالظبط , وقف الشيخ صفوت حجازي ، من أعلى منصة رابعة العدوية، يعلن أن غدا سيكون “يوم الفرقان” بين الحق والباطل -على حد وصفه. وناشد حجازي في كلمته، مؤيدي الرئيس قصده طبعا الاهطل مرسى , بالصمود والثبات والتفاؤل.
وأضاف حجازي: “صامدون ثابتون متفائلون، إن شاء الله رب العالمين الجمعة هي الفرقان بين الحق والباطل.. والسبت هيحصل حاجة ويوم “الأحد” الرئيس هيكون معانا إن شاء الله لازم نتفائل ونطمئن” , وليه لا مادام سيدنا جبريل معتصم معاهم , وكمان الاهطل مرسى يؤم الصلاة ووراه رسول الله .
الشيخ صفوت المعروف بأنه الشيخ شكوكو لم يكن يتكلم فى الفاضى , بل كان على يقين , مش ان الله معهم بل مساندة جماعة اخرى تعلمت منها جماعته اللعب بالبيضة والحجرطبعا كله خلع وتركوا الغلابة , وانتهت الليلة اونطة , لكن تبقى الحكاية دون رد من احد .
فى المقال الماضى كتبنا عن التشابه حتى اليقين بين جماعة الاخوان وجماعة الحشاشين برضة الاسلامية ,وحكاية السمع والطاعة , حتى الاسماء بين حسن الصباح وحسن البنا , ولكن لسه فى الجراب ياحاوى .
واليوم فى ذكرى كلام شكوكو ايام رابعة , نتذكر فضيحة سر المعبد، الأسرار الخفية لجماعة الاخوان”، الصادر عن دار النهضة 2012، عندما نشر المحامى الإخوانى الشهير “ثروت الخرباوى” دراسة مقارنة بين جماعة الإخوان وتنظيم الماسون.. وقال أن أوجه الشبه بين التنظيمين كبيرة للغاية.. فكلاهما مجموعة منغلقة على نفسها، وتحوطها السرية والغموض.. فالأسرار محفوظة، ولايعرفها إلا عدد محدود جدا من القيادات العليا (يعد على أصابع اليد الواحدة).. وكلا التنظيمين يؤمنان بفكرة الحكومة العالمية، والسيطرة على العالم، ورفض فكرة الوطن..
وقال ثروت الخرباوى أيضا، أنه لايوجد فرق فى المبايعة، بين الإخوان والماسونية، فطريقة البيعة وأسلوبها واحدة، والعبارات واحدة.. وقال ثروت الخرباوى أيضا، أن البناء التنظيمى لجماعة الاخوان يطابق البناء الهرمى للجماعة الماسونية !! علاقة جماعة الإخوان المجرمين بالماسونية، علاقة وثيقة، كما يؤكد الباحث محمود حسنى رضوان وتؤكدها الوثائق والدراسات وشهادات الشهود.. والدلائل على ذلك كثيرة، وأكبر من أن تحصى :—
(1). ففى 2يناير 1949 كتب الكاتب الكبير/عباس محمود العقاد، مقالا خطيرا فى جريدة الأساس بعنوان “الفتنة الإسرائيلية”..
قال فيه أن حسن البنا يهودى، من أب يهودى، وأم يهودية !!.. وأن أسرته مغربية وليست مصرية.. وأن أبوه هرب من المغرب إلى مصر بسبب ظروف الحرب العالمية الأولى.. وفى مصر تلقفته الجماعات الماسونية، ووفرت له العمل والمأوى.. حيث إلتحق بالعمل بهيئة السكة الحديد، فى مهنة إصلاح ساعات الهيئة، وهى المهنة التي كان يحتكرها اليهود في مصر.. ويقول عباس العقاد، أن حسن البنا إسمه بالكامل، “حسن أحمد عبد الرحمن” وأن إسمه لايوجد به أصلا كلمة “البنا”.. ويقول العقاد أنه فيما بعد تم إضافة كلمة “البنا” للإسم، تنفيذا لتعليمات الماسونيين اليهود المصريين !!.. وقال العقاد أن الهدف من ذلك، كان تأسيس فرع عربى لتنظيم الماسون..
ومن المعروف أن كلمة “البنا” بالعامية المصرية يقابلها فى الانجليزية كلمة mason .. ويقول العقاد أن حسن البنا قد ولد في البحيرة، حيث يوجد ضريح اليهودى المغربى “أبو حصيرة”، الذى مازال يهود العالم يحجون إليه سنويا، تخليدا لذكراه.. ويقول العقاد أن سكان الحى الذى ولد فيه حسن البنا، كانوا جميعهم من اليهود الذين كانوا يعملون فى مهنة تصليح الساعات.. ولأن العقاد قد فضح جماعة الإخوان المجرمين، وكشف أسرار علاقتهم بالماسونية، لذلك فإن هذه الجماعة الخائنة تعتبر العقاد عدوا لدودا لها..
(2). وليس العقاد وحده، هو من كشف ماسونية حسن البنا وجماعته..
ففى كتاب “قذائف الحق” للداعية الإخوانى الشهير الشيخ محمد الغزالى، يقول الغزالى، أن المرشد الثانى للجماعة (حسن الهضيبى) كان ماسونيا !! والعجيب أن حسن الهضيبى لم يكن أصلا من جماعة الإخوان.. ولكن رغم ذلك، يقول الغزالى أن أصابع الماسونية الخفية قد إستقدمته من خارج الجماعة، وأتت به، ونصبته مرشدا للجماعة، خلفا لحسن البنا !! كما كشف محمد الغزالى أيضا أن مصطفى السباعي المراقب العام للجماعة الإرهابية فى سوريا (قائد الجماعة) كان هو أيضا ماسونيا !!. وأن مصطفى السباعى، كان يعمل تحت قيادة القائد البريطانى اليهودى الماسونى، “غلوب باشا” !!.
ولأن الشيخ الغزالى قد كشف جانبا خطيرا من علاقة الجماعة الخائنة بالماسونية، لذلك فقد كان جزاؤه الفصل من الجماعة !!
(3). وفى 23 إبريل 1943 كتب سيد قطب (مفكر الإخوان التاريخى الأول) المقال الافتتاحى لمجلة “التاج المصرى”.. وهذه المجلة هى لسان حال المحفل الماسوني فى مصر !!. وكان المقال بعنوان “لماذا صرت ماسونيا”؟!!. وفى هذا المقال، أجاب سيد قطب على السؤال الذى طرحه.. وشرح بالتفصيل، الأسباب العديدة التي جعلته يؤمن بأفكار ومبادئ الماسونية، إيمانا تاما كاملا غير منقوص !!. وكان من بين الأفكار الماسونية التى آمن بها سيد قطب، الدعوة إلى العرى التام، وممارسة العلاقات الجنسية بلا قيود !!. وتطبيقا لهذه الأفكار الإباحية، فقد كتب سيد قطب مقالا خطيرا فى جريدة الأهرام بتاريخ 10 يوليو 1938 تحت عنوان “خواطر مصيف.. الشواطئ الميته”.. وفى هذا المقال دعا سيد قطب إلى العرى على الشواطئ !!، وتغزل بأسلوب شاعرى فى جمال جسد الأنثى !!
ويقول محمود عبد الحليم، فى كتابه، “الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ” (الجزء الأول، ص211) أنه قد إستفزه مقال سيد قطب بالأهرام الذى روج فيه للأفكار الماسونية الإباحية، ودعوته الصريحة للعرى التام ، وأن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم !!. ويقول محمود عبد الحليم، أنه قد حمل المقال المذكور، وذهب به إلى حسن البنا، طالبا منه أن يسمح له بالرد عليه.. ويحكى محمود عبد الحليم بأنه قد أصابه الذهول من رد حسن البنا.. فقد طالبه حسن البنا بالصمت وعدم الرد على سيد قطب !!
(4). كتب القيادى الإخوانى الشهير “على عشماوى” الذى كان رئيسا للتنظيم الخاص (الجهاز السرى للجماعة الإرهابية) فى كتابه “التاريخ السرى” ص226.. كتب يقول أن كثيرا من قيادات الجماعة كانوا ماسونيين !!. وذكر على سبيل المثال د.محمد خميس حميدة، الذى وصل إلى منصب وكيل عام الجماعة !!. وأيضا الحاج حلمى المنياوى، الذى كان ماسونيا كبيرا، وأيضا عميلا للمخابرات البريطانية، وكذلك ممثلا لها داخل الجماعة !!.
(5). قدمت المخابرات البريطانية، لرئيس الوزراء البريطانى، تقريرا حول طبيعة العلاقة بين جماعة الإخوان والماسونية.. وذكر التقرير أسماء العديد من قادة الإخوان، المنضمين للماسونية.. وفى نهاية التقرير، قدمت المخابرات البريطانية نصيحتها للحكومة البريطانية بالتعاون مع جماعة الإخوان !!. والتقرير المذكور موجود على الانترنيت باللغتين العربية والإنجليزية.. اما بعد ,, لمؤاخذة مافيش بعد , انت حر , روح بيع دماغك اى كنت سباك ام استاذ جامعة , صباح الخير , ولا حد عايز يقول حاجة
===================
مقال لماذا صرت ماسونيا : كتابة سيد قطب
( لقد صرت ماسونيًا لأنني كنت ماسونيًا، ولكن في حاجة إلى صقل وتهذيب، فاخترت هذا الطريق السوي، لأترك ليد البناية الحرة مهمة التهذيب والصقل، فنعمت اليد ونعم البناءون الأحرار".
وأضاف قطب: عرفت أن الماسونية ليست مبدأ أو مذهبا يعتنق، وإنما هي الرجولة والإنسانية التي تدفع بالإنسان إلى عمل الخير دون وازع ألا وازع من وجدانه وضميره، هي روح عالية نبيلة تسمو بالإنسان عن الصغائر وتنزهه عن الترهات والسفاسف، هي المثل الأعلى لكل من ينشد كمالًا أو يبغي رفعة ومجدًا، هي الفضيلة التي تنطوي على أسمى المعاني وأشرف المقاصد وأنبلها، هي مبدأ الكمال ومنتهاه.
الماسونية هي الوحدة التي تجمع بين مختلف الأديان ولا تعرف للتحزب معنى، ولن تجد لكلمة التعصب مكانًا في شرعها، هي التعويذة السحرية التي تؤلف بين القلوب جميعها في أقصى الشرق أو أدنى الغرب، هي المكان الوحيد الذي يستطيع فيه الجميع، الصغير منهم والكبير أن يتصافحوا مصافحة الأخ لأخيه، ويجلسوا جنبًا إلى جنب، دون نظر إلى فارق اجتماعي أو مركز أدبي، ولا غرو في ذلك إذ أن دعائمها وأسسها مشيدة على الحرية والإخاء والمساواة، فما أعظمها دعائم وما أقواها من أسس وما أبذلها من مبادئ.)
هكذا تحدث سيد قطب في مرحلة من حياته
وما بين القوسين اعلاه اجزاء من مقال سيد قطب بجريدة التاج الملكي الماسونية قبل الغاء الترخيص لها من قبل جمال عبد الناصر اثناء حكمه
ليس الهدف التشهير بسيد قطب لكن الهدف فهم و تشريح عقله واطواره
وايضا النضال من اجل حرية الانسان في اعتقاد ما يشاء طلما لم يمارس العنف او يحرض عليه ولعل اسوء مراحل افكار سيد قطب هي الافكار التي مات عليها
رابط محاضرة الماسونية والجمعيات السرية بين الخرافة والحقيقة : goo.gl/wM1Csm
رابط حلقة أراء سيد قطب الصادمة في العري و التحرش الجنسي و جمال الجسد :goo.gl/gEShwY
رابط حلقة سيد قطب من جمال الحرية والتعري لقبح الجاهلية و التكفير والتنظيم السرى :goo.gl/x2VcHe
رابط حلقة سيد قطب ينتقد الصحابة ويعمل لدى جمال عبد الناصر : goo.gl/skfHBa
رابط حلقة تنظيم الاخوان السري الفاشل بزعامة سيد قطب محاولة للفهم : goo.gl/B5vmZU

ماهي الدولة ؟؟هل للدولة دين ؟

لا تزال هناك صعوبات في تعريف الدولة , فالدولة مشتقة من كلمة STATUS أي حالة أو وضع , لذلك تعددت التعريفات الغير متفق على جزئياتها من قبل الجم...