الأربعاء، 17 أغسطس 2016

أهم أسئلة معارضي نظرية التطور واجاباتها

الباحثون العلميون

Scientific Researchers - الباحثون العلميون
عندما قدَّم «تشارلز دارون» نظرية التطور عبر الانتخاب الطبيعي مُند أكثر من ١٥٠ عام، جادلَ عُلماء هذا العصر بشدّة بخصوص بُطلان هذه النظرية، ولكن بزيادة الأدلة العلمية من علوم مختلفة مثل: علم الجينات، علم الحيوان، علوم الحفريات وطبقات الأرض، علم الأجنّة، علم التشريح المُقارَن وغيرها من الأقسام، أسسوا تدريجيًا حقيقة التطور.
فيالهُ من أمرٍ مُحرِج، فنحن في القرن ال٢١ و حتى في أكثر الدول المتقدّمة علميًا تجد مؤيدي فرضيات مثل «التصميم الذكي» يطاردون القُضاه، السياسيين وحتى عامة الناس، يقنعوهم بأن التطور شيء خيالي رغم كل الأدالة المُقدمة من المجتمع العلمي حول العالم. فهم يحاولون بكل جُهدٍ أن يستبدلوا نظرية التطور بفرضيات ليس عليها أي أدلة علمية، بل يريدوا تدريسها في المدارس و الجامعات!
إن الجدالات التي يستخدمها المُشككون بنظرية التطور مُضلِّلة، ومعتمدة بشكل كُلّي علي سوء فهم للمباديء الأساسية للنظرية، ولكن عدد الانتقادات و تنوعها قد تضع - حتي الناس المُثقفين - في تناقُض، ولذَلك ستجد في القائمة الأتية أشهر الجدالات العلمية التي رُفِعَت ضد التطور. بل أيضًا ستُرشِد قُرّائنا الأعزاء لمزيد من المعلومات، وشرح لماذا فرضية التصميم الذكي ليس لها مكان في المناهج التعليمية؟!
نبدأ بالسؤال الاول و قد لا يكون الاشهر ولكنه مهم كبداية:-
١- التطّور مُجرّد نظرية، ليس حقيقة أو قانون؟!
دَرس الكثير منا في المرحلة الابتدائية أن مرتبة النظرية تقع ما بين الفرضية و القانون، و هذا غير حقيقي بالنسبة للعلماء، فهم لا يستخدموا هذا المُصطلح بهذا المعني. و بالرغم من أن تعريف «النظرية العلمية» بالنسبة «للأكاديمية الوطنية للعلوم - NAS» هو «شرحٍ وافيٍ مُدعم بالأدلة لظاهرة طبيعية، فالنظرية تتطلّب حقائق وقوانين واستدلالات وإاختبار الفرضيات، فإن توفّرت الأدلة و الأثباتات، تصبح النظرية حقيقة علمية».
فالجاذبية نظرية بالرغم من كونها حقيقة يُستدل عليها. و النظرية الذرية حقيقة يُستدل عليها. فالتطور نظرية وحقيقة يُستدل عليها. وهناك سوء فِهم، فلمجرد دعوة التفسير المدعومة بالأدلة على أنها «نظرية»، فلا يُنقِصها ذلك شيءٌ من حقيقتها. تعطي «الأكاديمية الوطنية للعلوم» تعريفًا للحقيقة أيضًا بأنها «المُلاحظة التي تم تأكيدها مِرارًا و تكرارً لجميع الأغراض العلمية، فأصبح لا مجال للشك على حدوثها».
٢- كل يوم، تفقد النظرية مصداقيتها وأتباعها؛ حُجة أن الغرب حطمها.
لا يوجد أي دليل علي أن التطور يفقد أتباعُه، و لا يوجد أي دليل علي أن العلماء يرفضون التطور. بدليل انك لو تصفحت أي مجلة بيولوجية مُتخصصة مشهورة، ستجد انها لا تُناقش قضية التطور لأنها قضية لا يوجد عليها نقاش. فلا يوجد خلاف على مبادئ التطور في الوسط العلمي. وقام «George W. Gilchris» من جامعة «Washington» بعمل استطلاع بين المجلات العلمية عن أي أبحاث تتعلق بالفرضيات المنافسة للتطور كفرضية «التصميم الذكي»، و لم يجد أي شيء منشور لهم. و أيضًا في فترة سابقة، كان هناك استقصاءات بشكل مستقل من قِبَل «Barbara Forrest» من جامعة «Southeastern Louisiana» و «Lawrence M. Krauss» من جامعة «Case Western Reserve»، حيثُ وجدوا أنه لا توجد أبحاث عن ذلك الأمر أيضًا.
يُصرِح المُشككون بالتطور بأن المجتمع العلمي ِمُنحصِر الفكر، ومغلق الذهن، لا يريد أن ينظر في أدلتهم. فهم يقدمون أدلةً في كُتبٍ مؤلَفة من أشخاص مؤدلجة ،يسمونها علمية، وهي مساوية لأدلة وجود بابا نويل في المقام العلمي!
{بهذه المناسبة السعيدة، احتفل محرك بحث جوجل الأسبوع الماضي بذكرى مرور ٤١ سنة علي الحفرية لوسي} ( ٢).
٣- هناك خلافات بين علماء الأحياء التطورية، وقليل منهم من يتفق معها !
يناقش علماء الأحياء التطورية موضوعات متنوعة بحماس، حيث يتعارضون فيما بينهم علي قضايا، مثل: نشأة الأنواع، معدلات التغيُّير التطوري، علاقتنا بالأجداد والأسلاف المشتركة وغيرها. لكن جميع العلماء متفقون على مبدأ التطور نفسه، وهم يتناقشون حول تفاصيله كأي علمٍ أخر؛ للوصول لأفضل نتيجة.
أما المُشككون فيعتمدوا على طُرق غير نزيهة، وهي الاعتماد على أراء علماء، ومن ثم تأويلها بصورة تَدعم فكرتِهم. مثلما فعلوا مع عالم الحفريات «ستيفن جاي غولد» من جامعة هارفارد، حين صَرَّح بأن التطور يحدث، وهو مُعتَرِف بالتطور لكنه كان يشُك في عملية «الانتخاب الطبيعي»، و يقترح فرضية مختلفة جُزئيًا فيقول " إن التوازن المفاجىء والذي يوضِّح أن الصنّف ذو القدرة الأكبر على التكاثُر من أي كائن حي لهو المٌنتشر في الطبيعة، والتطور الذي قد حدث له في تاريخُه أو قد يحدث له مستقبلًا يكون إما معدومّا أو يكون تغيرًا طفيفًا جدًا، وإن حدث تطور في نوع ما من الكائنات الحية فإنه يحدث بطريقةٍ سريعةٍ مفاجِئةٍ، خاصة إذا قارناها مع مُدّة معيشة هذا الكائن على الأرض.
فَرِحَ
المشككون بتلك النظرية جدًا، فقد أساؤا الفِهم ونقلوا الرأي بعد تأويلهم له عشرات المرات؛ كي يتناسب مع أفكارِهم كما لو أنه مُعارِض لمفهوم التطور، ولكنهم غير مدركين بانهم يُعارضوا فكرةٍ أخرى بمعارضتم لفكرة الانتخاب الطبيعي، وكلاهُما يؤدي لنفس الفكرة تحت مبدأ التطور. فرح المشككون فرحةً لا مثيل لها، كانوا يظنون بأن «جولد» يشُّك في التطور، ويعتقدون أن الطيور بين ليلة وضُحاها تلد بيضة يخرج منها زواحف.
٤- التطَّور غير علمي، لأنه غير قابل للاختبار، ويدّعي قصص حدثت في الماضي، ولا نستطيع تكرارها!
هنا علينا أن نوضح بإن هناك قسمين من التطور:
- أولًا «Microevolution - التطور الصغروي»: هو تغيرات داخل نوعٍ واحد، هذه التغيرات هي نقطة انطلاق لأنواع جديدة.
- ثانياً «Macroevolution - التطور الكبير»:هو تغيرات على كل الأنواع، فهو لا يتعامل مع تغيُّر نوعٍ واحد، بل عدة أنواع مُتّصلة. ويظهر ذلك التطور بدراسة علاقة عدة أنواع ببعضها البعض، وعمل مجموعات تصنيفية بين هذه الأنواع.(٣)
تتم المقارنة بين الأنواع على أساس السجل الأحفوري، الحمض النووي و مدى التشابُه بينه و بين الأنواع المختلفة التي يُحتَمل أن تكون ذات صلة ببعضها البعض. حاليًا، كثير من المشككين يُقرُّون بصحة التطور الصغير، كما أيدت المختبرات صحة التطور الصغير علي ذبابة الفاكهة، و بين دراسة مناقير العصافير الموجودة علي جزيرة «Galápagos».
أعتمدت دراسة التطورات الكبيرة علي الأحافير و الحمض النووي بدلًًا من الملاحظة المباشرة، وهذه طريقة علمية تُستخدَم في علوم مُختلفة، مثلًا: أعتمد علم فلك والجيولوجيا و الأثار على نفس الفكرة. كذلك الحال مع الأحياء التطورية، فيتم اختبار الفرضيات ومن ثم النظر إن كانت توافق الأدلة المادية أم لا، و إن كانت تلك الفرضيات يمكن التحقُق منها في الحصول على تنبؤات بنتائج في المستقبل، حيث تنبأت نظرية التطور بأن أقرب سلف لنا من حوالي ٥ مليون سنة، بينما الإنسان الحديث ظهر قبل ١٠٠ -٢٠٠ ألف عام. وما بين تلك الفترة نجد سلسلة من الأحافير تختلف كل واحدة عن الأخري في تغيُّر تدريجي، فهنا يفيد التطور بأنه يتنبأ بأنك لا تستطيع أن تجد إحفورة لأي بشري أو حتي كائن شبه بشري أو قرد أو أي نوعٍ من أنواع القردة العُليا منذ ١٤٤ مليون سنة في العصر الجوارسي مثلًًا «عصر الديناصورات». وأضاف علم الأحياء التطوري الكثير، و ساعد العلماء على التنبُوء و التدقيق علي تلك التنبؤات. و من أهم سِمات العلم الصحيح، قدرتة علي التنبوء.
وهناك رِهانٌ قائم لدحض نظرية التطور، وهو إن أستطعت أن تجد أحد الحفريات ليست في عصرها الصحيح وتختلف مع كل السجل الأحفوري، حينها نستطيع أن نُشكك أو حتى نُنكر معظم مباديء التطور.
٥- يعتمد مفهوم الانتخاب الطبيعي علي مُغالطة منطقية تُسمى «البرهان المغلق»، بحيث الأصلح هم من يظلوا علي قيد الحياة، اذًا كل من هو على قيد الحياة فهو أصلح ؟!
«البقاء للأصلح أو للأنسب» لطالما كانت تلك العبارة وسيلة بسيطة لشرح مفهوم الانتخاب الطبيعي، و لكن كي نكون أكثر دقة فإن معدلات البقاء تختلف في الأنواع من حيث البقاء و التناسل، فنحن لا نستطيع أن نُصنّف الأنواع من مفهوم البقاء للأصلح، كل ما نستطيع فِعلُه أن نضع النوع في ظروف معينة و نشاهد كيف سيظل علي قيد الحياة، و هل لديه القدرة ليتحمل تلك الظروف؟! فهكذا يصبح الأصلح. في دراسة قام بها «Peter R. Grant» من جامعة «Princeton» أن هناك نوعان من طيور «الفينش» و «المرقش» {النوع الأول بطيء و بمنقار عريض سنُسمية س، النوع الثاني لنوع سريع بمنقار رفيع سنسمية ص}، و قام بترك النوعين علي جزيرة «Galápagos» وقام بمراقبتهم، وجد أن النوع الأول (س) بمنقارِه العريض أستطاع أن يُحطم البذور الغذائية ليحصل على الغذاء من داخلها بسهولة، بينما النوع الثاني (ص) رغم انه أسرع و لكنه لا يستطع البقاء ولا يحصل علي الغذاء الكافي الذي يضمن له البقاء، فتزيد نسبة تكاثر و انتشار النوع الأول (س) عن النوع الثاني (ص). هنا ليست اللياقة البدنية هي سر البقاء، بينما الظروف هي التي تُحدد من سيبقى و من لن يبقى. [٤] [٦]
رابط الورقة البحثية من سنة ١٩٩١ في مجلة «Nature» ضمن التعليقات. [١]
٦- دعونا لا ننسى سٌؤال قد يعد الاشهر، اذا كان البشر أنحدروا من القرود، فلماذا لا يزال هناك قرود؟!
اقسملكم انه لم يقل أحد ان الانسان أصله شيمبانزي او غوريلا او اي نوع من أنواع القردة التي تشاهدوهم في حديقة الحيوانات! هذا الجدال الشائع يعكس عِدة مُستويات من الجهل بنظرية التطور، الخطأ الأول أن التطور لا يدّعي أن البشر انحدروا من القرود، بينما هناك سلف مُشترك بين الأنسان و القرد !
الخطأ الأعمق هو أن هذا الأعتراض بمثابة التساؤل بأنه إذا انحدرت الأطفال من البالغين، فلماذا لا يزال هناك بالغين؟! أو التساؤل بأنه إذا أنحدر الأمريكون من الأوروبين، فلماذا لايزال هُناك أوروبين؟!
تطورت الأنواع الجديدة بسبب الانفصال عن المَنشأ الأساسي. عندما تنفصل مجموعة من الكائنات عن العائله الأساسية تكتسب اختلافات تجعلها مُختلفة عن أقاربها للأبد.[٦]
٧- التطور لا يُفسّر كيف ظهرت الحياة على الأرض!
لم تتطرق نظرية التطور عبر الانتخاب الطبيعي إلى تفسير أصل الحياة، فلا يزال أصل الحياة لغزًا كبيرًا،
ولكن أستطاع علماء الكيمياء الحيوية التوصل إلى كيفية تكوُّن الأحماض النوويّة و الأحماض الأمينيّة البدائية، وكيفية تنظيم أنفسهم إلى وحدات تتكاثر ذاتيًا قائمةً بذاتها، ووضع حجر الأساس للكيمياء الحيوية الخلوية. أشار تحليل التفاعلات الكونية إلى أن هذه المُركبات ربما تكوّنت في الفضاء وهبطت إلى الأرض على المُذنبات. وهذا السيناريو قد يحل مُشكله كيف نشأت الحياة على سطح الأرض في ظل الظروف التي كانت سائدة في بداية تكوُّن الكوكب.
يحاول المشككون إبطال نظرية التطور، و بالتالي العلوم المعتمدة عليها بالإشارة إلى عجز العلم عن تفسير أصل الحياة. فكما قلنا سابقًا أن نظرية التطور لا تفسر كيف نشأت الحياة، بل كيف تنوعت الحياة،. فهناك علم يناقش قضية أصل الحياة و هو علم «Abiogenesis» [٥].
ولكن حتى وإن كان هناك تدخُل من قوى خارجية - أي خارج كوكب الأرض- لإنشاء الخلايا البدائية الأولي من بلاين السنين، فمنذ ذلك الحين تم تأكيد حدوث التطور بشدّة من قِبَل عدد لا يُحصى من الدراسات.
٨- لم نشاهد باعيُنِنا أبدًا نوعًا جديدًا يتطوّر.
في الحقيقة تطور نوع جديد هو ظاهرة نادرة جدًا، و عادةً يستغرق ذلك قرونا ليحدُث. أيضًا، من أصعب الأمور هو تمييز النوع الجديد خلال مرحلة تطورُه. وتعريف النوع بشكل عام قد يختلف عليه العلماء، ولكن التعريف الأكثر استخدامًا هو «مصطلح ماير للصنف الحي - Mayr’s Biological Species Concept»، يُعرِّف الصنف على أنه مجتمع مُتميِّز من الكائنات المعزولة تكاثُريًا، وهي الكائنات التي عادةً لا تستطيع التكاثر خارج مُجتمعها. عمليًا، هذه المعايّير يُمكن أن تكون صعبة التطبيق للكائنات المعزولة بواسطة البُعد أو قِطَع الأرض، أو النباتات… بالتأكيد إن الأحافير لا تتناسل. لذلك فإن علماء الأحياء يستخدمون الصفات الفيزيائية وتصرُّفات الكائن كدلالةٍ على عضويتهم في النوع . ومع ذلك، تحوي الإصدارت العلمية تقارير عن تشكيل تطوري لنوع جديد من النباتات، الحشرات والديدان. [٧] ورقه بحثية.
في العديد من هذه التجارب، يقوم الباحثون بتعريض الكائنات لأنواع عديدة من الانتقاء كالاختلافات التشريحية، طريقة التآلِف، المسكن، وصفات اخرى. ووجدوا أنهم قد خَلقوا مجموعات من الكائنات التي لا تتكاثر مع الغرباء. فمثلًا، «ويليم ار ريس - William R. Rice» من جامعة نيومكسيكو و «جورج دبليو سُلت - George W. Salt» من جامعة كالفورنيا قالا أنه إذا تم تخزين مجموعة من ذباب الفاكهة حسب تفضيلهِم لبيئات مُعينة وتكاثُر هذا الذباب بشكل مُنفصِل خلال ٣٥ جيل ، فإن الذباب الناتج سوف يرفُض التناسل مع ذباب من بيئة مختلفة.
٩- يستطيع الانتخاب الطبيعي تفسير التطور على مستوى الأحياء الدقيقة «Microevolution»، ولكن لا يستطيع تفسير الصُّور الأرقى للحياة أو ال«Macroevolution».
َكتب عُلماء الأحياء التطورية بشكلٍ كبير عن طريقة إنتاج الأنواع الجديدة عبر الانتقاء الطبيعي. علي سبيل المثال، نموذج يُسمى «allopatry»، الذي قام بتطويرُه «ارنست ماير - Ernst Mayr» من جامعة هارفرد، والذي قام بفصل مجموعة من الكائنات عن بقية الأنوع بعوازل جغرافية، مما عرضها لضغوطات انتقائية مختلفة، حيث تتراكم التغيُّرات في المجموعة المعزولة. إذا أدت هذة التغيُّرات إلى عدم استطاعة المجموعة الجديدة التناسل مع المجموعة الأصلية، تُصبح المجموعة الجديدة معزولة تكاثُريًا وفي طريقها لتصبح نوعًا جديدًا.
يعتبر الانتقاء الطبيعي أفضل آليات التطور المدروسة، ولكن هذا لم يمنع علماء الأحياء من التفكير في احتمالات أخرى، حيث يقومون بتقيم إمكانية آليات جينيّة غير اعتيادية على إحداث تطور لنوع جديد، أو إظهار صفات مُعقدة في الكائن. لقد برهنَ «لين مارجوليس - Lynn Margulis» - من جامعة ماساشوتس - بشكلٍ جيد على أن بعض عضيات الخلية مثل المايتوكندريا مصدرًا الطاقة، وقد ظهرت في الخلية نتيجة تعايُش تكافُلي مع كائنات قديمة. مما يوضح إمكانية حدوث التطور بطُرُقٍ أخرى غير الانتقاء الطبيعي، ولكن بشرط أن يُمكن الاستدلال على هذه الطُرُق. [٨ ورقة بحثية]
١٠- رياضيًا، مُستحيل أن تتكوَّن بروتينات مُعقدة عن طريق الصدفة، ناهيك عن خلية حية أو كائن حي.
تلعب الصدفه دورًا في التطور. فعلى سبيل المثال: الطفرات العشوائية تُنتِج صفات جديدة، ولكن لا يَعتمد التطور على الصُدفة في جميع الحالات لتنشأ كائنات حية متنوعة { إقرأها مرة أخرى من فضلك}. فالبروتينات والمُركبات المُعقدة الأخرى، تكون على العكس تمامًا، فهي تقوم على آليه الانتخاب الطبيعي، وهو الآلية الرئيسية المعروفة للتطور. فيُسَخَّر التغيُّير العشوائي من أجل الحفاظ على الصفات المرغوب فيها، والقضاء على الصفات غير المرغوب فيها. وما دامت قوى الانتخاب الطبيعي ثابتة، يستطيع الانتخاب الطبيعي أن يدفع التطور في إتجاهٍ واحد، الإتجاه الذي يُعزِّز بقاء النوع. وتُنتَج هياكِل مُتطورة في أوقاتٍ قصيرة، بمعني أن الانتقاء الطبيعي يعمل كَمصْفى أو فِلتر لكل الصفات، وينتقي منها الصفة المُعزَّزة لبقاء النوع، ويُفَنِّد أي صفة تُقلِّل فرصة الكائن للاستمرار. [١١]

١١- يوضح القانون الثاني للديناميكا الحرارية أن الأنظمة يجب أن تتَّجِه من النظام إلى عدم النظام، فلا يُمكن أن تتطور الخلية الحية من مواد كيميائية غير حية، فالحياة مُتعددة الخلايا من مجموعات وحيدة الخلية.
تُستمد هذه الحُجة الشهيرة من سوء فهم للقانون الثاني الخاص بالديناميكا الحرارية -Thermodynamics»؛ لأنه لو كان صحيحً فإن البلُّورات المعدنية والثلج أيضًا سيصبحا مُستحيلا التكوُّن؛ لأن هذه المُركبات المُعقدة تتكوَّن بشكلٍ عفوي من أجزاء مُضّطربة وغير مُنظمة. في الواقع ينُص القانون الثاني على أن الفوضى لا تقل أبدًا في نظام مُغلق، أي نظام لا يحدث فيه تبادل بين المواد خارجهُ وداخلهُ. الغريب في الأمر أن أصحاب هذا الادعاء لا يعرفون أن الأرض ليست نظامًا مُغلقًا، فهي تستمد الضوء والحرارة دائمًا من الشمس، والتي تستغلها الكائنات الحية لتمدها بالطاقة. وعليهِ، يُمكن للكائنات الحية الأكثر تعقيدًا أن تتطور بصورةٍ عاديةٍ و بدون مُعارضة للقانون الثاني للديناميكا الحرارية عن الكائنات الأبسط تعقيدًا. [١٠]

١٢- الطفرات الجينية لا يُمكنها أضافة صفات جديدة، و يمكنها فقط إزالة صفة موجودة في الكائن الحي !
في الواقع، هذا غير صحيح. فعلم الأحياء قد صنَّف العديد من الصفات التي كانت نتاجًا ل«طفرات نقطية - Point Mutation»، أي التغيرات الحاصلة لزوجٍ من القواعد النيتروجينية في الحمض النووي للكائن، كمقاومة البكتيريا للمضات الحيوية كمثالٍ قريبٍ مِنّا. فالطفرات التي تظهر في جينات الـ «Homebox-Hox»، وهي عبارة عن عائلة من الجينات المسؤولة عن تنظيم النمو في الحيوانات، يمكن لها أن تُحدِث تغيُّرات مُعقدة. يُرشد ال «Hox» الأقدام، الأجنحة، قرون الاستشعار وأجزاء الجسم إلى أماكن نموها. في ذبابة الفاكهة مثلًا، طفرة تُسمى «Antennapedia»، والتي تُسبِّب نمو أقدامها في الأماكن الخاصة لنمو قرون الاستشعار. هذه الأطراف غير الطبيعية ليست فعَّالة، ولكن وجودها يوضح أن الأخطاء الجينية، حتى البسيطة منها، يُمكن أن تُنتِج تراكيب مُعقدة، والتي يقوم الانتقاء الطبيعي فيما بعد باختبار امكانية استخدامها و تصفيتها أو فلترتها.
اكتشف علم البيولوجيا الجزيئية آليات للتغيُّرات الجينية غير «الطفرات النقطية - Point Mutation»، وهذا يوسع الطرق والآليات التي تظهر من خلالها الصفات الجديدة. فهناك وحدات وظيفية في الجينات يُمكن أن يندمجوا معًا ليُشكلوا تركيبةً جديدة. فيُمكن أن يتم مضاعفة جينات كاملة صدفةً في الحمض النووي للكائن، ويمكن أن تظهر طفرات خاصة بصفات جديدة مِعقدة في كِلا النسختين، وهذا يحدُث حولنا بصورة دورية. فمقارنة الحمض النووي للعديد من أنواع الكائنات يدل على أن هذه هي الطريقة التي تطورت فيها جينات عائلة «الجلوبين - globin» وهي بروتينات الدم، عبر ملايين السنين. [١١]
هل ما زال في بالك سؤال علمي؟ حسنًا يمكنك طرحة بالتعليقات و سيتم تحديث الموضوع دورياً ☺️
__________________________
إعداد الموضوع:- Emad Fayed و Nourhan El-Omery
تدقيق علمي:- Mohamed Farrag
تدقيق لٌغوي :Mai Mahmoud Abd Elhamied
تصميم:- Abdallah Elansari
___________________________
مصادر علمية لكل فقرة بالارقام:-
1-http://bit.ly/1V8HUXz
2-http://on.fb.me/1V8IlkL
3-http://bit.ly/20Q2anU
4-http://bit.ly/20Q2cfl
5-http://bit.ly/1V8J9Gd
6-http://bit.ly/20Q2mmU
7- http://bit.ly/1WhPJdQ
8- http://bit.ly/1WhPPSP
9- http://bit.ly/20Q2mmU
10-http://bit.ly/1WhPYpj
11-http://bit.ly/20Q2mmU
________________________
‫#‏الباحثون_العلميون‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماهي الدولة ؟؟هل للدولة دين ؟

لا تزال هناك صعوبات في تعريف الدولة , فالدولة مشتقة من كلمة STATUS أي حالة أو وضع , لذلك تعددت التعريفات الغير متفق على جزئياتها من قبل الجم...