الاثنين، 13 ديسمبر 2021

= ماذا يعني الاسلام دين ودولة ….

 

لا يعود الحديث عن المذهب الذي يتألف من دين ومن دولة, الى أهمية تلك الكيانات الممثلة لمذهب , يتضمن جزء الدين وجزء الدولة عالميا , كيانات من هذا النوع , أي من نوع الدولة الدينية نادرة جدا في عالم اليوم , وهذه الكيانات النادرة قليلة الاهمية السياسية والاجتماعية والعسكرية والاقتصادية في عالم اليوم , تكمن اهميتها في تصديرها لمادة الارهاب والتأخر واللاجئين , ثم في تصدرها لممارسة الارهاب الداخلي , ثم تصديرها للارهاب الى الخارج , بالمجمل تمثل هذه الكيانات صورة من صور العنف والارهاب , كيف ؟؟؟
الدولة كيان مادي قائم على علاقات مادية بين افراده ومؤسساته , وهذه العلاقات المادية هي النقيض من العلاقات الدينية , التي لاعلاقة لها أصلا بالماديات , الا أن رجال الدين هجنوا هذه العلاقات ماديا , بالتالي افسدوا هذه العلاقات , اي أقاموا الفساد , الذي هو ممارسة ارهابية بامتياز , ويترافق في كل الحالات مع كل اشكال الارهاب الأخرى .
الدولة في جوهرها قومية , بينما الدين في جوهره أممي ، اذن هناك تناقض وضدية بين طبيعة الدولة وبين طبيعة الدين , ومن الصعب جدا ان يشكلا اجزاء من مفهوم المذهب الواحد , الذي سيتألف عندها من دين ومن دولة, لا يمكن ان تكون الدولة جزءا من شيئ آخر , فالدولة هي كيان نهائي جامع لكل الأجزاء , للبشر والأرض ولمصالح الناس وحاضرهم ومستقبلهم وطموحاتهم , أما الدين الأممي فمن الصعب سجنه داخل حدود قومية – جغرافية , أمميته لاتستقيم مع قومية الدولة , أي مع مفهوم الدولة , الجمع سيقود حتما الى الانهيار والفشل مع مايرافق ذلك من عنف وارهاب .
مفهوم الدين والايمان هو أمر شخصي , لا يستقيم مع الدولة , التي هي كيان اجتماعي, الشخصي مفسد للدولة الاجتماعية وبالتالي يعتبر من أهم مصادر العنف والفساد , اضافة الى كل ذلك يجب التأكيد على أن الدولة بطبيعتها مشروع علماني , ولا يمكن لها أن تكون غير علمانية , لأنه عليها ممارسة المساواة , الكيان الذي لا يتمكن من ممارسة المساواة بين المواطنين ليس دولة ، انما كيان قائم على هيمنة مذهب على مذهب آخر وانسان على انسان آخر وبالتالي انتفاء الدولة , اعتبار مذهب معين كدولة يحمل في ثناياه نفيا لهذه الدولة ,
تنتفي الدولة عندما تتغير كهدف اجتماعي -سياسي ، اي عندما تفقد صيغة “الهدف” بالنسبة للمواطن , فهدف المواطن هو الدولة وليس الدين , بينما هدف المؤمن هو الدين وليس الدولة بالدرجة الأولى , ولا يمكن للانسان أن يكون مواطنا ومؤمنا , لابل مؤمنا بالدرجة الأولى ومواطنا بالدرجة الثانية , هذا الأمر لا يستقيم مع مفهوم الدولة , لذلك ستفشل كل دولة مواطنيها مؤمنين بالدرجة الأولى , للايمان مستوى ثانوي وفضاء خاص به ومستقيم مع العلمانية , التي تضع الدولة في المقدمة المطلقة وتحت الدولة تتموضع الهويات والانتماءات والأهداف الأخرى ,
لا دولة بدون شعب , ووجود الشعب يتطلب سلطة , ومفهوم الدولة يقول ان الشعب هو مصدر السلطات , مفهوم الدولة لا يقول ان الله او الشرع هو مصدر السلطات , لذا لا ديموقراطية في الكيان الديني , الذي لا يسمح سوى بالديكتاتورية , وبالتالي ممارسة الارهاب والعنف والفساد .
اذن يمثل مفهوم الاسلام دين ودولة نوعا من الاعتداء الصارخ على مفهوم الدولة وعلى مفهوم الدين بآن واحد , وبالتالي حتمية فشل الدولة والدين بآن واحد , مع كل ما يجرجره الفشل من تأزم معه , ومع العنف المتوقع بين الشخصي والاجتماعي , وبين القومي والأممي , لا تتمكن الضديات التي جمعت قسرا مع بعضها البعض من العيش بسلام مع بعضها البعض , يبرهن واقع الكيانات الدينية المتسربلة برداء الدولة عن صحة ما تم ذكره . منقول من صفحة : ممدوح بيطار

ماهي الدولة ؟؟هل للدولة دين ؟

لا تزال هناك صعوبات في تعريف الدولة , فالدولة مشتقة من كلمة STATUS أي حالة أو وضع , لذلك تعددت التعريفات الغير متفق على جزئياتها من قبل الجم...