الاثنين، 21 يناير 2019

لماذا وكيف تمّ تعليم الأمريكيين كراهية المُلحدين؟



لماذا وكيف تمّ تعليم الأمريكيين كراهية المُلحدين؟
By: John follis
مقال ممتع وللعبرة يُوضّح القصّة الحقيقية خلف شيطنة الإلحاد في المجتمع الأمريكي من خلال استغلال الدين في الصراعات السياسيّة. وستلاحظ أنّها نفس الوسيلة الذي يتّبعها ويستخدمها كهنة وشيوخ المسلمين الآن بمؤسساتها وميزانياتها ووسائل الإعلام فيما يسموه محاربة الإلحاد، بل حتى و يستشهدون بنفس نظرة المجتمع الأمريكي، بينما هو في الحقيقة وسيلة الإسلام الوحيدة لترهيب المسلمين من الخروج من تبعيّة الفقهاء والموروث من خلال جعل نفس صورة الإلحاد الشيطانيّة كبديل وحيد لتبعيّتهم.
🔆 مقدّمة
لو سألت الأمريكيين لوضع قائمة بأكثر الأوصاف كراهية فعلى الأغلب سيكون "مُلحد" من ضمن هذه القائمة، فعند غالبية الأمريكيين يقترن وصف "المُلحد" بشخص لا أخلاقي و لا ينتمي للمجتمع الأمريكي، وهذا ما كنت أسمعه خلال نشأتي، كانت مدارس الأحد الدينية تذكر وقتها بوضوح، بأن الملحدين سيّئين وأشخاص بدون إله!
ما لا يعرفه غالبية الأمريكيين هو أنك لو نشأت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي فأنت لن تحتاج أن تلتحق بالمدارس الدينية يوم الأحد حتى تتعلم الخوف من الملحدين وكرههم، ففي بداية الخمسينيات بدأت الحكومة الأمريكيّة حملات ضخمة وبعيدة المدى استمرت لسنوات لأجل شيطنة الإلحاد، ونتائج هذه الحملات كانت فعّالة.
🔆 تأليه أمريكا:
The GODification of America
في خمسينيات القرن الماضي كانت الحرب الباردة في أوجّها عندما كان وجود الشيوعية يُشكّل تهديدا واضحا للولايات المتّحدة، وبسبب الخوف من الشيوعيّة وزيادة قوّة الإتحاد السوفييتي، شعر الرئيس الأمريكي وقتها "آيزنهاور" بالحاجة الماسّة لفعل شيء كبير لتوحيد ودعم الدولة الأمريكيّة، وبسبب التشجيع الكبير من العديد من الوزراء و السياسيون المتدينون و رؤساء الأعمال، ومُلهمه المسيحي الإنجيلي "بال بيلي جراهام"، وافق آيزنهاور على القيام باستراتيجية جريئة لشيطنة الشيوعية من خلال شيطنة التوجه الرئيسي الذي يُميّزها وهو "الإلحاد".
كانت الفكرة وقتها تحويل الصراع بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي إلى "حرب مُقدّسة" وتحويل "الله" إلى "المُحارب الأول للشيوعيّة".
لفعل ذلك قام آيزنهاور بتنفيد المُهمة بمبادرة عدائيّة تمكّن بدايتها من جعل الكونغرس الأمريكي إضافة "أمّة واحدة تحت راية الله " “One nation ‘under GOD'” إلى قسم يمين الولاء، وهو قسم يتم ترديده يوميا في كل حصّة مدرسيّة في أمريكا.
بعدها استطاع الرئيس من جعل الكونغرس من استبدال الشعار الأمريكي "الجميع واحد" “E Pluribus Unum” والمعمول به منذ عام 1782 إلى "في الله نثق" "IN GOD WE TRUST" .
بعدها أخذ موافقة الكونغرس لنشر الشعار في المحاكم، المباني الحكومية، المدارس العامة، طوابع البريد، وجميع العملات الأمريكيّة، بل حتى بعض كتب الرسوم المصورة اليومية "comics" التي كانت تتكلم عن "الشيوعية اللاإلهيّة".
وقامت ولاية نيويورك بتأليف صلاة مدرسيّة مخصوصة "لصد انتشار الشيوعيّة"، ولم يكتفوا بهذا، بل تعاونت الإدارة الأمريكية مع مجلس الإعلان، المؤسسات الدينية الرئيسية، والشركات الأمريكية لإيجاد ما يُسمى "حملة الدين في الحياة الأمريكيّة" بميزانية سنوية تعادل 200 الف دولار في وقتها، كان الهدف من الحملة تشجيع الأمريكيين للحضور للكنيسة، كانت هذه الحملة مُنسّقة ببراعة وبجهود موحّدة.
ففي عام 1956 انتشر ما يقارب 5412 لوحة دعائية في الطرق السريعة، و ملصقات في 9,857 محطة باصات، وقطارات، إضافة إلى قيام دور السينما "بإعلانات صوتيّة كخدمات عامة" للتوسّل من الحضور التوجّه إلى أي كنيسة من اختياره في الأحد القادم.
لهذا من الإنصاف أن نقول أنه في خمسينيات القرن الماضي لم يتم تسويق شيء في أمريكا أفضل من الله، ولا شيء تم شيطنته أكثر من الشيوعية والإلحاد.
يظهر لنا بكل وضوح أنه حتى مع انتهاء الحرب الباردة وتجاوز حقبة الستينيات لم يخفّ موقف الأمريكيين العدائي من الإلحاد، ففي دراسة عام 2016 من جامعة مينيسوتا أظهرت أن نظرة الأمريكيين السلبية موجودة، وما زالوا ينظرون للإلحاد "كثقافة خارجيّة" ترفض القيم والممارسات الثقافيّة المتعارف عليها كأساسية لـ "الأخلاق الشخصيّة"، "إستقامة المواطن"، و" الهوية الوطنية"، وتم اختيار المُلحدين كأكثر أقليّة مكروهة في أمريكا.
من الواضح لنا أن آيزنهاور ورفاقه غرسوا ثقافة موجّهة ضد الإلحاد ما زالت قويّة لغاية الآن.
و برغم ذلك أصبح الأمريكيون أكثر تسامح مع الإحساس "بلزوم وجود الدين"، فنفس هذه الإحصائية عند سؤال "إذا كان سيّئا زيادة عدد الأمريكيين الذين يقولون بأنهم بدون أي إنتماء ديني؟" كانت 60% من الإجابات بأنه "جيّد"، أو "ليس جيد وليس سيّء".
بالرغم من أن غالبية الأمريكيين عندهم مُشكلة مع الملحدين فكثير منهم أصبحوا ملحدين، فقي إحصائية سنة 2014 أظهرت تضاعف نسبة الإلحاد في آخر سبع سنوات، ولأول مرة الآن تصبح "اللادينيّة" أكبر نسبة من أي جماعة دينية في أمريكا.
🔆الخاتمة
لسوء الحظ، أغلب الإنحيازات والتعصّبات في أي مجتمع سواء كانت دينية، تجاه الجنس، او الميول الجنسية، تحتاج لفترة طويلة حتى تتلاشى، لهذا هناك حاجة ماسّة وأهميّة لوجود واستمرار المنصات الحوارية والتوعويّة.
ولنا في وسائل التواصل الإجتماعي أكبر فضل لخروج الكثير من سطوة التقاليد الدينية والجهل الموروث وتجاوزهم النظرات العنصريّة والتعصبّيّة التي تلقّوها من خلال التربية الدينيّة من خلال منابر الشيوخ والمناهج التعليميّة ووسائل الإعلام.
الكاتب جون فوليس
المصدر:
http://churchandstate.org.uk/…/how-and-why-americans-were-…/

ماهي الدولة ؟؟هل للدولة دين ؟

لا تزال هناك صعوبات في تعريف الدولة , فالدولة مشتقة من كلمة STATUS أي حالة أو وضع , لذلك تعددت التعريفات الغير متفق على جزئياتها من قبل الجم...