الأربعاء، 27 أبريل 2016

تطور وضع المرأة في الثقافات القديمة .. و نشوء فكرة الحجاب

تطور وضع المرأة في الثقافات القديمة .. و نشوء فكرة الحجاب
أسا‎طير الاولين‎ 
‫#‏حجاب_المرأة_في_الحضارات_والاديان‬  


سنحاول في هذه المقالة عرض تاريخي موجز للحجاب و كيف نشأ و اسبابه...

السومريون: كانت المرأة عند السومريين ذات قيمة بالغة في حياة الناس الروحية و المادية و لهذا جعلها رمز للخصب و النمو و الحياة و في التماثيل انذاك تظهر عشتار عارية و معظم تماثيل الالهة الام القديمة و السمينة ذات الخصوبة تظهر بشكل عاري في الغالب مع التركيز بشكل خاص على الاثداء و الوركين للدلالة على الخصوبة و لم تظهر فكرة العورة بعد! كانت كثافة الشعر رمز للتغزل و كما في احدى القصائد السومرية: (يا كثيف الشعر مثل النخلة ...) ، و اعتبرت زينة المرأة امرا اساسيا و كان اضطهاد النساء لم يمارس بعد.



الاكديون:
بعد السومريون جاء سرجون الأكدى قبل انتهاء الالفية الثالثة ق.م ، صاحب الولادة المثيرة المشابهة لولادة موسى في التوراة ، قهر سرجون السومريون و لكنه ابقى على اخلاقيات الشعوب المغلوبة و حرية المرأة و اخيرا جاء حمورابي و سن الشرائع التي اعطت حقوقا كثيرة للمرأة لا تزال نسائنا محرومة منها الى الان كحقوقها الكاملة في الارث و الشهادة.

الاشوريون 1250 – 600 ق.م:
في تلك الفترة كان حجاب المراة يصنف الطبقة التي تنتمي اليها ، فالملكة تلبس التاج اما الوصيفات و حاشية الملكات فكن يبدين مجردات من زينة الشعر و يكتفين بتصفيفة مألوفة لشعرهن اما النساء الحرائر فكن يرتدين عباءة تسفر عن الوجه فقط فيما فرض على الجواري السفور لتمييزهن عن الحرائر فكان الحجاب انذاك لغرض التصنيف الطبقي للنساء ، ممكن ان يكون اليهود تأثروا بهذه الحجاب الاشوري خاصة ان اليهود كانوا على حلف مع الاشوريين طيلة اكثر من قرنيين انتهت اخرها بغزوا الاشوريون لهم و سبيهم.
البابليون 600 ق.م:
في العهد البابلي منحت المرأة حرية كبيرة فارتدت نساء بابل الثياب الفضاضة و الغنية بالوانها ، و تفاخرن بحبهن لمسرات الحياة و لذائذها ، و لبسن اللؤلؤ و حسرن عن اكتافهن في ايام الاعياد و هذا التغير المهم عائد الى الاستقرار و الرفاهية و الامن للحضارة البابلية.
حضارة مصر القديمة:
كانت المراة في مصر تحظى بتكريم و احترام كبيرين و كانت النسوة يتمتعن بحق الملكية و التوريث و يخرجن في الاسواق سافرات و كان الزوج يتنازل عن جميع املاكه لزوجته عند اقترانه بها ، و كتبت منقوشات فرعونية عام 2800 ق.م مدهشة للحقوق التي كانت تتمتع بها المراة المصرية و هي قريبة من شرائع حمورابي ، و تقلصت حرية المراة عندما غزا الهسكوس مصر و ادخلوا التقاليد البدوية لها و اشاعوا الرعب و الخوف و عدم الاستقرار في ارجاء مصر كافة ، فبدات المصرية تتحجب خوفا من الاعتداء عليها و عندما انتصر رمسيس الثالث افتخر بانتصاراته و كما نرى من خلال النقوش الهيروغليفية التي نقشها عبيدة على الحجارة: (انه بامكان المراة ان ترفع قناعها بلا خوف و لا وجل فلن يتعرض لها احد بسوء بعد اليوم)...

الحضارات الاسيوية:
كانت المرأة الصينية تعامل كالرقيق و لا حقوق لها و كان للزوج الحق في دفنها حية من دون أي اعتراض و قد ساهم كونفوشيوس الحكيم في تأكيد هذه المفاهيم و بقائها , و لم تكن النساء الهندوسيات افضل حظا و كن يخدمن كهان المعابد قبل الزواج و بعده و كذلك اعتبرن جزء من الغنائم الحربية و عرفت المرأة الهندوسية الحجاب حوالي القرن الرابع قبل الميلاد ، اما الديانة المانوية القديمة كانت ضد استقلال المرأة و يجب ان تطيع زوجها و والدها طاعة عمياء ، و تقول المانوية ان المرأة هي الشر عينه و هي مصدر العار و ينبغي ان لا يجلس الرجل في عزلة مع المرأة و لو كانت من اقرب أقربائه كما في الاسلام (ان ثالثهما الشيطان).

اليهودية:
اليهودية من الديانات الذكورية فقد شوهت صورة الام الكبرى في الحضارات القديمة و صورتها على انها خلقت من ضلع ادم و اعطت للذكر الفضل في تكاثر الجنس البشري ، و المراة لعنة عند العبرانيين و لا ترث طالما ان لها اخوة ذكور و للاب الحق في بيع ابنته القاصر ، و تصبح المراة بزواجها ملكا للرجل ، و يحرم التلمود ان ينظر الرجل الى كعب امراة غير زوجتة و يحرم لمس يدها او الحديث معها و هذا القانون ينطبق على بني اسرائيل وحدهم فالتعامل مع الفتيات الاجنبيات غير اليهوديات ليس له عقاب.
الحضارة الاغريقية:
كانت المراة في الحضارة الاغريقية لها حرية و احترام كبير في البداية خصوصا عصر بركليس (429-495) ق.م ثم شاع التدهور الاخلاقي التدريجي حوالي القرن الثاني ق.م و ما يليه ، فشاع الحجاب و لم يسمح للمراة خاصة في اثينا و ايونيا بمغادرة البيت او مجالسة الرجال و كن محرومات من القراءة و الثقافة و الارث و اعتبروهن رجس من عمل الشيطان ، و يصف ديكايرش حجاب نساء طيبة و هي مدينة من مدن اليونان ، قائلا: (كن يلبسن ثوبهن حول وجههن بطريقة يبدو معها هذا الاخير و كأنه غطي بقناع ، فلم يكن يرى منهن سوى العينين) ، اما اسبارطة فمنحت المراة بعض الحقوق ربما بسبب انشغال المدينة بالحرب فاضطرت النساء للخروج للعمل و تدبير بيوتهن و كن متعلمات و يمارسن الرياضة ، و مع تطور الحضارة عند الاغريق ، تبدلت اوضاع المرأة و راحت تختلط بالرجال و لكن الحجاب ظل مفروضا على النساء الحرائر و رفع فقط عن الجواري و البغايا ، و كان كبار فلاسفة الاغريق كسقراط و افلاطون و ارسطو يروجون للافكار التي تحط من منزلة النساء و تميز الرجل عنها ، و كان الفارق الكبير في السن بين الزوجين عادة اثنية.
المسيحية:
رفعت المسيحية من شان المراة و جعلتها والدة الاله من جديد و اصبحت مريم البتول الام الشفيعة للمسيحيين و بلغت مرتبة مهمة في طقوس العبادات و العجائب ، ودافعت عن حقوق الارامل و الخاطئات (الزانيات): منكان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر...) و اوصت كتبهم المقدسة بعدم جواز تطليق المرأة او الزواج عليها ،و لكن شدد بولص رسول المسيحية على التحجب اثناء الصلاة و بعض الاوقات و منعت النساء من التكلم داخل الكنيسة (فان ابتغين ان يتعلمن شيئا فليسالن رجالهن في البيت فانه عار على النساء ان يتكلمن في الكنيسة!) و بهذا جعل الرجل طريق المراة للخلاص!
و لم تتخلص المراة المسيحية من هذه التبعية الا بعد الثورات الاجتماعية و العلمية و الصناعية التي اجتاحت العالم في عهد النهضة الاوربية ، و لم يسمح للمرأة بالدراسة في الجامعات اسوة بالرجال رسميا الا حوالي 1920 م حيث تمكنت بعدها من الخروج و الحصول على شهادة و العمل.
الدولة الاسلامية:
فرض الحجاب في هنا على الحرائر فقط و منع على الجواري ، كما ورد في الآية القرآنية: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما) الاحزاب 59 ، و جاء في مجمل التفاسير قوله ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) يقول كما في تفسير الطبري كمثال: (إدناؤهن جلابيبهن إذا أدنينها عليهن أقرب وأحرى أن يعرفن ممن مررن به ، ويعلموا أنهن لسن بإماء فيتنكبوا عن أذاهن بقول مكروه ) ، أي حتى تتميز الحرائر عن الجواري فلا يؤذوا المسلمين الحرائر او يتحرشوا بهن كما ظنا منهم انهن جواري , و هذا ما يتفق عليه السنة و الشيعة و كل المذاهب.
الخلاصة:
عندما شاع الغزو و الحرب في المجتمعات البشرية حدث تغير جوهري على صعيد الدور الاجتماعي للمرأة فقد كان الغزو يوفر الغنائم الضخمة باقل جهد ممكن و بالمقابل اصبح على المجتمات المسالمة ان تدافع عن نفسها فاصبح كل من الغازي و المعتدى عليه في حاجة ماسة للتكاثر السريع لأجل البقاء فزاد اهتمام الناس بالتكاثر و خاصه صنف الذكور و بدا دور المرأة خاصة انجاب البنات و غدت المرأة السبية محط انظار الغزاة بوصفها منتجة لآلات الحرب و القتل البشرية ، و لما كثرت الجواري و الاجنبيات نتيجة هذه الحروب اهملت الزوجات الحرائر و انشغل ازواجهن بالتمتع بالجواري و طرق الجنس المتعددة و خوفا على زوجته الحرة من ان تثور عليه و تخونه البسها الحجاب و منعها من الخروج من البيت و اقنعها بان البيت افضل مكان لها و حرمها من التعليم و الاحتكاك بالمجتمع و الثقافة و لهذا نجد دائما في تاريخنا الفنون و الشعر و الثقافة و حسن الكلام الذي يذكره التاريخ عن الجواري لانهن اكثر احتكاكا و تعليم و ثقافة بالمجتمع...
المصادر:
رسالة بولص الاولى الى اهل كورونثوس 5،4/11 المفهوم التاريخي لقضية المرأة – عزيز السيد جاسم – ص 37
G.Hoberinan, the art of coins, 1st edition, London: spink,1982, p 35
تطور المراة عبر التاريخ – باسمة كيال – ص 31
الجنس في العالم القديم – بول بريشاور – ص 89 -93
انجيل سومر – خزعل الماجدي – ص 87 ، 91
‫#‏كلكامش‬

الأحد، 17 أبريل 2016

أوراق فيسبوكية




1 -  الإنسان والآلهه

ظهر في التاريخ العديد من الآلهه ، في اليونان ومصر وبلاد الرافدين والهند والصين -- ولكن السؤال : لو لم يكن انسان ناطق على هذه الأرض ، من سيعبد هذه الآلهه ؟ طبعا لا أحد ، من سيقول أن هناك آلهه ، في الجبال ، في الغابات ، في الأحلام ، في الأعالي - السماء - طبعا لا أحد . فلو لم يكن انسان ، فلا يمكن أن تكون هناك قصصا عن هذه الآلهه ، فهي في المجهول ، والمجهول في عداد العدم ، والعدم لا يمكن أن يُنتج نفسه ، ولأن البشر وصلوا لدرجة الأنسنة والتواصل اللغوي نجدهم قد أطلقوا مسميات على عالم الغيب والمجهول بأنه " مسكن الآلهة " ، وكل شعب نرى أنه قد شَكَل إلهه على هواه وأعطاه صفات التعظيم والتبجيل والسمو والقُدرة والقوة ، وهذه الصفات جعلت الانسان يبدو صغيرا بالقياس لها ، فصار يرجوها ويعبدها ويدعوها لتلبية رغباته ، ووجد بعض الناس أن في الادعاء بالتواصل من الغيب عملا مربحا ومريحا ، فنجد في التاريخ مسميات لرجالات الغيب والأنبياء والشيوخ والقساوسة والربانيين فبنوا بيوتا للآلهه وأصبحوا سدنتها . وتحالفوا مع الحكام والملوك ، وأحيانا نجد أن بعض الملوك قد مزج بينه وبين الإله مثل فرعون ،  فوجد الحكام في الأديان ضالتهم التي تدعو الناس الى السكينة ، وأن الوصايا الدينية تدعوهم لاعتبار الحياة الدنيا معبرا لحياة أبدية وسعيدة بعد الموت .

-------------------

2 - الدين أفيون المؤمنين أم أفيون الشعوب ؟

عذرا كارل ماركس !!!

إنني أرى أن الشعوب قد تصحوا من غفوتها حينما تعي أسباب الظلم ، وتقوم بثورة تقضي على الفساد والظالمين وتجار الأديان ، فلن يستمروا تحت تأثير الأفيون الديني الى الأبد .

أما ما نراه من سلوكات ودروشات في الزوايا وصرخات على المنابر مما تقوم به مشايخ الوهابية أو الشيعة أو وحزب التحرير والمتصوفة والاخوان وداعش والقاعدة وطالبان ، فهذا يؤكد أن الدين أفيون المؤمنين ، ولا أمل أن تصحو هذه الفِرق من تأثير هذا الأفيون .

---------------------------------------

3 - لماذا في داخلنا نزوع لمعرفة الحقيقة ؟

البحث عن الحقيقة هو الدافع الأول الذي يجعلنا نقرأ ، ومتعة معرفة الحقيقة هي التي تجعلنا ننتصر لها وندعو غيرنا لمعرفتها لكي يشاركنا هذه المتعة ومن ثم نستطيع خدمة الانسانية بها .

وليعرف الجميع أننا نعرف الحقيقة بطريقة تراكمية ، وليس دُفعة واحدة كما تصورها الأديان . وهنا يجب أن نجيب على السؤال : ما هي الحقيقة ، وما هو مقياس الحقيقة ؟

قالوا : أعذب الشعر أكذبه - طريقة الدعاية الجذابة عن المنتج الصناعي لا يعني أن هذا المُنتج ممتاز ، ومنظر الشيخ الذي يلبس الأبيض النظيف وابتسامه أثناء الحديث لا يعني أن كل ما يقوله صحيح ُ فربما يكون خادم سلطة أو مذهب أكل الدهر عليه وشرب ....

اذا ما هو مقياس الحقيقة ؟ لكي نتعرف على مقياس الحقيقة يجب أن نعرف معناها : فالحقيقة ليس ما هو موجود في الواقع ، بل أفكارنا عن الواقع ، ما نعرفه عن ما هو موجود في الواقع .

ان الحقيقة لا تُقاس بالأغلبية - فربما يكون الكثير من الناس مخدوع بأفكار غير حقيقية - أفكار هتلر مثلا ، والحقيقة لا تقاس بالفائدة ، فربما يستفيد منها شخص وتكون ضارة بالكثير من الناس ، والحقيقة ليس ما هو موجود في النصوص الدينية ، فكثير من النصوص ليس لها مسوغات عقلية ولا تزيد عن كونها تقترب من الأساطير . والحقيقة ليس ما يقوله الزعيم أو الملك ، فكثير من الزعماء والملوك يكذبون +

++ اذا ما هي الحقيقة ؟ الحقيقة هي مطابقة أفكارنا للواقع وكشف الزيف فيها - مثلا : الاستعمار لتطوير الشعوب ، والحقيقة لنهب خيرات الشعوب ، والاسلام السياسي يريد بناء مجتمع الرفاه العام ، ولكنه يريد السلطة والسيطرة على مقدرات البلاد ويتعامل مع الشعب بشعار من ليس معي فهو ضدي .
----------------------------------------------------

       4 - دفاعًا عن نظرية التطور

ما يثير العجب أن تسمع بعض الناس يحاولون الثرثرة خارج ميزان العقل والمعقولية وذلك بمعارضة فكرة ونظرية التطور في هذا الزمن .

وهناك بعض الأفكار البسيطة وهي كافية لتحطيم كل الآراء التي ترفض فكرة التطور منها :

 1- انتهاء عصر المعجزات وافتراض جهل المتلقي ، فالعلم لا يرحم الخرافة .

-2- ان المعارف لم تصلنا دُفعة واحدة وانما بالتدريج ، أي بتراكم المعلومات وكذلك لم توجد أي من المصنوعات دُفعة واحدة وانما بالتطوير حسب قانون نفي النفي التطوري . وكذلك السيارات والطائرات ، وصولا الى الكائنات الحية .

3- قانون الصراع من أجل البقاء والبقاء للأفضل

 4- الانتخاب الطبيعي ودور الطفرة في ظهور أنواع جديدة -

 5- تكيف الكائنات العضوية مع بيئتها -

-6- تصور المدى الزمني الطويل لعملية التطور

وأخيرا ، لا شيء موجود على سطح الكرة الأرضية وُجدت أسلافه خارج الكرة الأرضية فمكونات أجسادنا من هذه الأرض ولم يوجد فيها عناصر من خارج الأرض .فلكل زمن علمه وانسانه والآن زمن العلم والانسان العلمي وليس من يريدون بعث أساطير جلجامش

راجعوا مقالي ( العرب ونظرية التطور ) - ومقالي ( كيف عرفت نظرية التطور )

====================

5 - القرآن ليس موسوعة علمية "

== ولا بد من سؤال للذين يدعون أن القرآن ذكر الكثير من القضايا العلمية منذ ألف واربعمائة عام وقد اكتشفها العلم حديثا ،والسؤال : لماذا لم يسارع المسلمون باكتشاف هذه العلوم ويسجلوها بأسمائهم . وهنا ينقطع عندهم حبل التفكير .

ونجعل أحد المسلمين يرد على القائلين بعلمية القرآن :

يقول الشيخ متولي الشعراوي :

ان الذين يقولون ان القرآن لم يأت ككتاب علم صادقون ذلك أنه كتاب أتى ليعلمني الاحكام. .ولم يأت ليعلمني الجغرافيا أو الكيمياء أو الطبيعة.

إن الغوص في المفاهيم والمقولات الدينية والنصوص يسحبك الى المجهول والى الغيب ، بينما المفاهيم والمقولات العلمية تسحبك الى الواقع والارتباط بالواقع والحياة العملية .

ان البحث في قلب الطبيعة التي نعيش فيها ، هو الوسيلة التي نكتسب بواسطتها المعرفة التي يتم تطبيقها ، وان الغوص في الميتافيزيقا لن يجعلنا نتقدم في العلم والحياة خطوة واحدة .

فحسب المنطق الديني ، لا علم إلا علم الكتاب المقدس ، إذا فالإنسان الذي يحصر نفسه ضمن هذا الفهم سيكون محدود المعرفة ، وهي معرفة مأذونة ، وموجودة في الكتاب المقدس فقط ، وقد وصلت الى الانسان دُفعة واحدة . من هنا لا يمكن للذي يحصر نفسه ضمن هذا الاطار أن يكون عالم في الطبيعة أو في الفلك أو في الفيزياء أو في الطب إلا بقدر تزحزحه عن خانة الاعجازية باعتبارها ممكنة بشريا .

وهناك من يحاول أن يضع العصى في دواليب العلم بطرح مسائل تعجيزية أمام العلم ، مثل القول : إخلقوا ذبابة ؟ إحيوا الميت ؟ طبعا هذا غير ممكن ، وهذا المنطق يريد أن يضع العلم في الخانة الاعجازية ، وبالتالي الفشل .

من هنا نستنتج أن :

منطلق الدين ليس مثل منطلق العلم ، ومنطلق العلم ليس مثل منطلق الدين ، فلكل اهتماماته ولكل مساحة لعمله ، فيجب عدم الخلط بينهما .ويجب عدم مقابة أو مشابهة الدين بالعلم . من هنا تسقط فكرة أن هناك اعجاز علمي في القرآن ، لأن القرآن من الغيب ، من المجهول ، والعلم من الواقع ، من التجربة ، من التطبيق الذي معيار الصواب والخطأ ، المعيار الذي يكشف الحقيقة ، فالتطبيق العلمي هو الفيصل بين الحقيقة والاسطورة ، والخيال .

-----------------

6 - خلط المفاهيم

لقد دأب العرب منذ تعرفهم على الثقافة الغربية على الحذر منها ومن مفاهيم مثل الديمقراطية والحرية والعقد الاجتماعي والانتخابات والبرلمان والاشتراكية وحتى مفهوم العلم بسبب تجربتهم مع الاستعمار الغربي ، وصارت نداءات البحث في الجذور والعودة للذات العربية والاسلامية هي السائدة ، فجرت محاولات لاستبدال هذه المفاهيم وتعريبها وفي الحقيقة جرى اختزال معانيها ، وبعضها خرج عن المعنى المقصود لهذه المفاهيم حيث جرت محاولات لاستخراج أشباه لها من الميراث الفكري الذي لا يمكن عزله عن الميراث الديني .

ان محالات تعريب المفاهيم العلمية والاجتماعية هي جهل بل وعدم ادراك الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي أفرزت هذه المفاهيم ، من هنا جرى حشر المفاهيم العلمية والاجتماعية التي أفرزها التطور الاجتماعي والاقتصادي والعلمي في مفاهيم قديمة .

لهذا ما نراه منتشر في الأروقة الثقافية والتعليمية هو التشويهات للمفاهيم العلمية والاقتصادية ، ومن الناحية الاجتماعية جرى تشويه مفاهيم مثل " ثورة " و " شعب " و " طبقة " و " ديمقراطية " و" حرية " و" أحزاب " ، بل وتحجيم الدوافع والسخرية من الأحزاب وشعاراتها .

 لهذا نجد خلطا في أمثال هذه المفاهيم ، فصارت الديمقراطية شورى ، والحكومة ، خلافة ، والرئيس خليفة ، ملك ، أمير . ولا لزوم للانتخابات والبرلمان هو أهل العقد ... الخ .

 وفي الجانب التطبيقي انتهجت بعض الدول شعار التعريب في مناهجها الدراسية وحتى في الجامعات ، حيث قامت دول مثل سوريا بتدريس الطب ومفاهيمه باللغة العربية ، وبهذا عزلت الجيل عن المستوى الفهمي للمفاهيم العلمية والاجتماعية ومدلولاتها .

----------------

7 - ما معنى مبدأ " النقد والنقد الذاتي " ؟

هو مبدأ تعتمده المنظمات والأحزاب لتعديل المسار سواء الفردي أو التنظيمي ، فالاعتراف بالخطأ نصف الحل ، والابتعاد ومفارقة الخطأ هو تأكيد على النية على ترك الخطأ فكرا وسلوكا .

أما ما نسمعه من أن الصحابة والخلفاء من عثمان - ما عدا علي - الى الخلفاء الأمويين والعباسيين وأمرائهم والعثمانيين وولاتهم ، أنهم كانوا منزهين لا يعرفون الخطأ .لأنهم صحابة الرسول أو من عشيرته ، فهذا ابتعاد عن مبدأ النقد والنقد الذاتي .

- لا يمكن لأُمة أن تبني مجتمعا منظما متحابا متعاونا دون اعتماد مبدأ النقد والنقد الذاتي .

- ان التاريخ العربي والاسلامي مليء بقصص مخزية عن رجالات عربية واسلامية ، فيجب كشفها وتعريتها حتى لا تتكرر تحت ذرائع دينية ..

- ان ما تقوم به منظمات الاسلام السياسي وداعش من أعمال التفجيرات والذبح والتدمير للعمران البشري بذريعة اعادة الخلافة ، لهو تكريس للأخطاء والسلوكات الممجوجة لرجالات وولاة مسلمون .

-- من هنا يجب اعادة فلسفة التراث واظهار الخطأ ونقده ، واظهار الصواب والمناسب في هذا الزمان وتكريسه وتعليمه للأجيال ، ويجب عدم تعليم التراث ككل دون تمحيص وفرز الخطأ عن الصواب .

- فداعش قد يمكن هزيمتها بالوسائل العسكرية ، ولكن تبقى ممارساتها في وعي الكثير من دارسي التاريخ الاسلامي ويعتقدون بصدق رجالات كانت لهم مواقع مرموقة ويُتخذون كقدوة وأنهم منزهون عن النقد ، بل ويجب تقليدهم .

- فبدون غربلة التاريخ واعادة كتابته بطريقة نقدية ووجهة نظر عصرية ، ستبقى أفكار الوهابيين وداعش ودجاجاتهم ستبيض وتفقس دواعش بألوان متعددة .

- أي يجب على العرب غربلة تراثهم واعتماد مبدأ النقد والنقد الذاتي ، فبدون هذا لن يكونوا مؤهلين للعيش في هذا الزمان .

-- وتاريخ الصحابة والخلفاء مليء بممارسات يجب نقدها .

-----------------------------

8 - هي غزة ناقصة نكبات حتى يجيها تسونامي ؟

قالوا أن تسونامي قادم على غزة ، قلت هي غزة ناقصة نكبات ،

فهي منكوبة في تنظيماتها السياسية ، هي في واد والشعب في واد ،

منكوبة في أنها لسنوات تحت الحصار المتشعب والمتعدد الوجوه ،

منكوبة في زعاماتها التي انتهت صلاحيتهم ولا زالوا يعتبرون أنفسهم قادة ، بل يعيشون في وهم قيادة ، منكوبة في معابرها - فغزة أكبر سجن في التاريخ ،

منكوبة في مستشفياتها ، التي زالت منها مظاهر الانسانية في التعامل مع المرضى ،

منكوبة في مدارسها التي خرجت عن هدفها لتعليم النشيء فأصبحت منهجا وممارسة زوايا لاستتابة الأطفال ونشر المذهبية ،

غزة منكوبة في حجم الضرائب المفروضة عليها والتي تسرق النوم من عيون كل رب أسرة ،

غزة منكوبة في جامعاتها ذات المناهج الخوارقية الخداعة والقائمة على الصم والتقليد الأعمى ،

غزة منكوبة في أغنيائها الذي لا يشبعون من نهب الشعب ،

غزة منكوبة في طبقة الكمبرادور التجارية التي لها أسعار لا تجدها في العالم ، ولها أساليب للغش بالألوان . غزة منكوبة لأنها ابتُليت بشركة اتصالات ديكتاتورية خارجة عن القانون .

ولا يسعني الا أن أصرخ : كفى فساداً !!!!!!!!!!!!!!!!!! كفاية ، كفاية !!

-----------------

9 - حينما تتماهى السلطة مع الديكتاتورية

= المسائلات والتبليغات لمقابلة مسئول الأمن كانت في عهد سلطة الاحتلال لتكميم الأفواه والترهيب ، وعلى أثر استدعاء بعض النشطاء السياسيين للمُسائلة ، أستغرب !!!! من يطلب مُن ؟ ومَن يعتقل مَنْ ؟ فلسطيني يُرهب فلسطيني !!!! عجيب !!! لقد انقلبت المعادلة ، الموضوع يحتاج للاجابة على السؤال : هل رجل الأمن الاسرائيلي لا زال هــنا ؟ ؟ ؟؟؟؟؟سل مضجعيك يا إبن حيينا ......... من تكن أنت ومن أكون أنا ؟ +++  عندي سؤال من كم سنة .........    أأنت الفلسطيني أم أنــــا ؟

لماذا لا يكون الحزب الحاكم حزبا للشعب بمجموعه ؟ لماذا يتحول الى ديكتاتور ، الى الحزب الحاكم ، أي يحكم لصالح فئة ، وبالأخص اللجنة المركزية للحزب ، أو الحركة ؟

---------------------

10- الاسلام يفتقد الرأي الواحد للحقيقة الواحدة

أرى وأسمع الكثير من الشباب يعلقون قائلين أن داعش ليست من الاسلام ، وآخر يقول أن الشيعة ليسوا من الاسلام ، والدروز ليسوا من الاسلام وهكذا ...

ألا تعلمون أنه ظهر في التاريخ فِرق كثيرة وأنه يوجد 73 فرقة تحت راية الاسلام ، وكلها تناقض بعضها بعضا ويوجد بينها عداء مستحكم لا يمكن حله ، وكلها تأخذ من الاسلام ..انهم جميعا من الاسلام ، فداعش من الاسلام والشيعة والسنة والشاذلية والأشاعرة والاسماعيلية والأحمدية والمعتزلة والعلويين والخوارج والاخوان وطالبان أفغانستان وباكستان والقاعدة وداعش العراق وداعش سيناء وحماس والجهاد الاسلامي والصابرين والمرابطون .. ووووو فكلهم وغيرهم خرجوا من خيمة الاسلام . ولا ينكر هذا أو يتجاهله ، فهو لا يعرف ماذا تحوي مكتبة الاسلام وأدبياته من متناقضات !!

وهذا يطرح أمامك السؤال : ماذا يعني أن تكون مسلما ؟ أي ماذا يعني أن تكون مع احدى هذه الفِرق ، وأن تكون في عداء مع كل الآخرين ؟

ماذا يعني هذا ؟ هذا يعني أنه لا توجد مبادئ أساسية لا يمكن الاختلاف عليها غير أن الله واحد ومحمد رسوله ، وغير ذلك أفكار متفرعة ومُختلف عليها عند كل الفرق .

من هنا فالحقيقة غائبة ومتعددة الوجوه ، أي أن الاسلام حمال أوجه ، وليس مُعتقد واضح ذو مبادئ واضحة وقطعية ، وله رأي واحد في الموضوع الواحد .أي هو معتقد متعدد الدلالات والاستنتاجات ، وهذا يُولد أرضية لخلافات مذهبية لا نهاية لها .

ان الخلافات القائمة على مذهبية دينية تُورث الحقد والفرقة والصراعات التي تقضي على السلام الاجتماعي .

ان الصراعات الدينية هي الأكثر تدميرا في حياة الشعوب ، فالعصبية المذهبية تُدمر ليس العمران البشري ، بل الانسان وعقله .

ماهي الدولة ؟؟هل للدولة دين ؟

لا تزال هناك صعوبات في تعريف الدولة , فالدولة مشتقة من كلمة STATUS أي حالة أو وضع , لذلك تعددت التعريفات الغير متفق على جزئياتها من قبل الجم...