تطور وضع المرأة في الثقافات القديمة .. و نشوء فكرة الحجاب
#حجاب_المرأة_في_الحضارات_والاديان
سنحاول في هذه المقالة عرض تاريخي موجز للحجاب و كيف نشأ و اسبابه...
السومريون: كانت المرأة عند السومريين ذات قيمة بالغة في حياة الناس الروحية و المادية و لهذا جعلها رمز للخصب و النمو و الحياة و في التماثيل انذاك تظهر عشتار عارية و معظم تماثيل الالهة الام القديمة و السمينة ذات الخصوبة تظهر بشكل عاري في الغالب مع التركيز بشكل خاص على الاثداء و الوركين للدلالة على الخصوبة و لم تظهر فكرة العورة بعد! كانت كثافة الشعر رمز للتغزل و كما في احدى القصائد السومرية: (يا كثيف الشعر مثل النخلة ...) ، و اعتبرت زينة المرأة امرا اساسيا و كان اضطهاد النساء لم يمارس بعد.
الاشوريون 1250 – 600 ق.م:
الحضارات الاسيوية:
اليهودية:
الاكديون:
بعد السومريون جاء سرجون الأكدى قبل انتهاء الالفية الثالثة ق.م ، صاحب الولادة المثيرة المشابهة لولادة موسى في التوراة ، قهر سرجون السومريون و لكنه ابقى على اخلاقيات الشعوب المغلوبة و حرية المرأة و اخيرا جاء حمورابي و سن الشرائع التي اعطت حقوقا كثيرة للمرأة لا تزال نسائنا محرومة منها الى الان كحقوقها الكاملة في الارث و الشهادة.
الاشوريون 1250 – 600 ق.م:
في تلك الفترة كان حجاب المراة يصنف الطبقة التي تنتمي اليها ، فالملكة تلبس التاج اما الوصيفات و حاشية الملكات فكن يبدين مجردات من زينة الشعر و يكتفين بتصفيفة مألوفة لشعرهن اما النساء الحرائر فكن يرتدين عباءة تسفر عن الوجه فقط فيما فرض على الجواري السفور لتمييزهن عن الحرائر فكان الحجاب انذاك لغرض التصنيف الطبقي للنساء ، ممكن ان يكون اليهود تأثروا بهذه الحجاب الاشوري خاصة ان اليهود كانوا على حلف مع الاشوريين طيلة اكثر من قرنيين انتهت اخرها بغزوا الاشوريون لهم و سبيهم.
البابليون 600 ق.م:
في العهد البابلي منحت المرأة حرية كبيرة فارتدت نساء بابل الثياب الفضاضة و الغنية بالوانها ، و تفاخرن بحبهن لمسرات الحياة و لذائذها ، و لبسن اللؤلؤ و حسرن عن اكتافهن في ايام الاعياد و هذا التغير المهم عائد الى الاستقرار و الرفاهية و الامن للحضارة البابلية.
حضارة مصر القديمة:
حضارة مصر القديمة:
كانت المراة في مصر تحظى بتكريم و احترام كبيرين و كانت النسوة يتمتعن بحق الملكية و التوريث و يخرجن في الاسواق سافرات و كان الزوج يتنازل عن جميع املاكه لزوجته عند اقترانه بها ، و كتبت منقوشات فرعونية عام 2800 ق.م مدهشة للحقوق التي كانت تتمتع بها المراة المصرية و هي قريبة من شرائع حمورابي ، و تقلصت حرية المراة عندما غزا الهسكوس مصر و ادخلوا التقاليد البدوية لها و اشاعوا الرعب و الخوف و عدم الاستقرار في ارجاء مصر كافة ، فبدات المصرية تتحجب خوفا من الاعتداء عليها و عندما انتصر رمسيس الثالث افتخر بانتصاراته و كما نرى من خلال النقوش الهيروغليفية التي نقشها عبيدة على الحجارة: (انه بامكان المراة ان ترفع قناعها بلا خوف و لا وجل فلن يتعرض لها احد بسوء بعد اليوم)...
الحضارات الاسيوية:
كانت المرأة الصينية تعامل كالرقيق و لا حقوق لها و كان للزوج الحق في دفنها حية من دون أي اعتراض و قد ساهم كونفوشيوس الحكيم في تأكيد هذه المفاهيم و بقائها , و لم تكن النساء الهندوسيات افضل حظا و كن يخدمن كهان المعابد قبل الزواج و بعده و كذلك اعتبرن جزء من الغنائم الحربية و عرفت المرأة الهندوسية الحجاب حوالي القرن الرابع قبل الميلاد ، اما الديانة المانوية القديمة كانت ضد استقلال المرأة و يجب ان تطيع زوجها و والدها طاعة عمياء ، و تقول المانوية ان المرأة هي الشر عينه و هي مصدر العار و ينبغي ان لا يجلس الرجل في عزلة مع المرأة و لو كانت من اقرب أقربائه كما في الاسلام (ان ثالثهما الشيطان).
اليهودية:
اليهودية من الديانات الذكورية فقد شوهت صورة الام الكبرى في الحضارات القديمة و صورتها على انها خلقت من ضلع ادم و اعطت للذكر الفضل في تكاثر الجنس البشري ، و المراة لعنة عند العبرانيين و لا ترث طالما ان لها اخوة ذكور و للاب الحق في بيع ابنته القاصر ، و تصبح المراة بزواجها ملكا للرجل ، و يحرم التلمود ان ينظر الرجل الى كعب امراة غير زوجتة و يحرم لمس يدها او الحديث معها و هذا القانون ينطبق على بني اسرائيل وحدهم فالتعامل مع الفتيات الاجنبيات غير اليهوديات ليس له عقاب.
الحضارة الاغريقية:
الحضارة الاغريقية:
كانت المراة في الحضارة الاغريقية لها حرية و احترام كبير في البداية خصوصا عصر بركليس (429-495) ق.م ثم شاع التدهور الاخلاقي التدريجي حوالي القرن الثاني ق.م و ما يليه ، فشاع الحجاب و لم يسمح للمراة خاصة في اثينا و ايونيا بمغادرة البيت او مجالسة الرجال و كن محرومات من القراءة و الثقافة و الارث و اعتبروهن رجس من عمل الشيطان ، و يصف ديكايرش حجاب نساء طيبة و هي مدينة من مدن اليونان ، قائلا: (كن يلبسن ثوبهن حول وجههن بطريقة يبدو معها هذا الاخير و كأنه غطي بقناع ، فلم يكن يرى منهن سوى العينين) ، اما اسبارطة فمنحت المراة بعض الحقوق ربما بسبب انشغال المدينة بالحرب فاضطرت النساء للخروج للعمل و تدبير بيوتهن و كن متعلمات و يمارسن الرياضة ، و مع تطور الحضارة عند الاغريق ، تبدلت اوضاع المرأة و راحت تختلط بالرجال و لكن الحجاب ظل مفروضا على النساء الحرائر و رفع فقط عن الجواري و البغايا ، و كان كبار فلاسفة الاغريق كسقراط و افلاطون و ارسطو يروجون للافكار التي تحط من منزلة النساء و تميز الرجل عنها ، و كان الفارق الكبير في السن بين الزوجين عادة اثنية.
المسيحية:
المسيحية:
رفعت المسيحية من شان المراة و جعلتها والدة الاله من جديد و اصبحت مريم البتول الام الشفيعة للمسيحيين و بلغت مرتبة مهمة في طقوس العبادات و العجائب ، ودافعت عن حقوق الارامل و الخاطئات (الزانيات): منكان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر...) و اوصت كتبهم المقدسة بعدم جواز تطليق المرأة او الزواج عليها ،و لكن شدد بولص رسول المسيحية على التحجب اثناء الصلاة و بعض الاوقات و منعت النساء من التكلم داخل الكنيسة (فان ابتغين ان يتعلمن شيئا فليسالن رجالهن في البيت فانه عار على النساء ان يتكلمن في الكنيسة!) و بهذا جعل الرجل طريق المراة للخلاص!
و لم تتخلص المراة المسيحية من هذه التبعية الا بعد الثورات الاجتماعية و العلمية و الصناعية التي اجتاحت العالم في عهد النهضة الاوربية ، و لم يسمح للمرأة بالدراسة في الجامعات اسوة بالرجال رسميا الا حوالي 1920 م حيث تمكنت بعدها من الخروج و الحصول على شهادة و العمل.
الدولة الاسلامية:
و لم تتخلص المراة المسيحية من هذه التبعية الا بعد الثورات الاجتماعية و العلمية و الصناعية التي اجتاحت العالم في عهد النهضة الاوربية ، و لم يسمح للمرأة بالدراسة في الجامعات اسوة بالرجال رسميا الا حوالي 1920 م حيث تمكنت بعدها من الخروج و الحصول على شهادة و العمل.
الدولة الاسلامية:
فرض الحجاب في هنا على الحرائر فقط و منع على الجواري ، كما ورد في الآية القرآنية: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما) الاحزاب 59 ، و جاء في مجمل التفاسير قوله ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) يقول كما في تفسير الطبري كمثال: (إدناؤهن جلابيبهن إذا أدنينها عليهن أقرب وأحرى أن يعرفن ممن مررن به ، ويعلموا أنهن لسن بإماء فيتنكبوا عن أذاهن بقول مكروه ) ، أي حتى تتميز الحرائر عن الجواري فلا يؤذوا المسلمين الحرائر او يتحرشوا بهن كما ظنا منهم انهن جواري , و هذا ما يتفق عليه السنة و الشيعة و كل المذاهب.
الخلاصة:
عندما شاع الغزو و الحرب في المجتمعات البشرية حدث تغير جوهري على صعيد الدور الاجتماعي للمرأة فقد كان الغزو يوفر الغنائم الضخمة باقل جهد ممكن و بالمقابل اصبح على المجتمات المسالمة ان تدافع عن نفسها فاصبح كل من الغازي و المعتدى عليه في حاجة ماسة للتكاثر السريع لأجل البقاء فزاد اهتمام الناس بالتكاثر و خاصه صنف الذكور و بدا دور المرأة خاصة انجاب البنات و غدت المرأة السبية محط انظار الغزاة بوصفها منتجة لآلات الحرب و القتل البشرية ، و لما كثرت الجواري و الاجنبيات نتيجة هذه الحروب اهملت الزوجات الحرائر و انشغل ازواجهن بالتمتع بالجواري و طرق الجنس المتعددة و خوفا على زوجته الحرة من ان تثور عليه و تخونه البسها الحجاب و منعها من الخروج من البيت و اقنعها بان البيت افضل مكان لها و حرمها من التعليم و الاحتكاك بالمجتمع و الثقافة و لهذا نجد دائما في تاريخنا الفنون و الشعر و الثقافة و حسن الكلام الذي يذكره التاريخ عن الجواري لانهن اكثر احتكاكا و تعليم و ثقافة بالمجتمع...
المصادر:
رسالة بولص الاولى الى اهل كورونثوس 5،4/11 المفهوم التاريخي لقضية المرأة – عزيز السيد جاسم – ص 37
G.Hoberinan, the art of coins, 1st edition, London: spink,1982, p 35
تطور المراة عبر التاريخ – باسمة كيال – ص 31
الجنس في العالم القديم – بول بريشاور – ص 89 -93
انجيل سومر – خزعل الماجدي – ص 87 ، 91
#كلكامش
الخلاصة:
عندما شاع الغزو و الحرب في المجتمعات البشرية حدث تغير جوهري على صعيد الدور الاجتماعي للمرأة فقد كان الغزو يوفر الغنائم الضخمة باقل جهد ممكن و بالمقابل اصبح على المجتمات المسالمة ان تدافع عن نفسها فاصبح كل من الغازي و المعتدى عليه في حاجة ماسة للتكاثر السريع لأجل البقاء فزاد اهتمام الناس بالتكاثر و خاصه صنف الذكور و بدا دور المرأة خاصة انجاب البنات و غدت المرأة السبية محط انظار الغزاة بوصفها منتجة لآلات الحرب و القتل البشرية ، و لما كثرت الجواري و الاجنبيات نتيجة هذه الحروب اهملت الزوجات الحرائر و انشغل ازواجهن بالتمتع بالجواري و طرق الجنس المتعددة و خوفا على زوجته الحرة من ان تثور عليه و تخونه البسها الحجاب و منعها من الخروج من البيت و اقنعها بان البيت افضل مكان لها و حرمها من التعليم و الاحتكاك بالمجتمع و الثقافة و لهذا نجد دائما في تاريخنا الفنون و الشعر و الثقافة و حسن الكلام الذي يذكره التاريخ عن الجواري لانهن اكثر احتكاكا و تعليم و ثقافة بالمجتمع...
المصادر:
رسالة بولص الاولى الى اهل كورونثوس 5،4/11 المفهوم التاريخي لقضية المرأة – عزيز السيد جاسم – ص 37
G.Hoberinan, the art of coins, 1st edition, London: spink,1982, p 35
تطور المراة عبر التاريخ – باسمة كيال – ص 31
الجنس في العالم القديم – بول بريشاور – ص 89 -93
انجيل سومر – خزعل الماجدي – ص 87 ، 91
#كلكامش