الثلاثاء، 16 يونيو 2020

نظام الخلافة بين الدين والسياسة !!!


يتم تعبئة أتباع فصائل الإسلام السياسي على اختلافاتها وتلاوينها، بأن العودة لحكم الإسلام لا يكون إلا بعودة نظام الخلافة .. سنلقي بعض الضوء على نظام الاخلافة حسب شواهد التاريخ منذ سقيفة بني ساعدة وحروب الردة ولغاية إنهاء نظاتم الخلافة سنة 1923 على يد كمال أتارتورك في تركيا !!!
--------------------------------------------------
أكبر دليل على أن نظام الخلافة هو نظام حكم سياسي يتخذ من الدين ذريعة لحكم وقمع عامة الناس، هو أن انتهاء نظام الخلافة عام 1923 لم يؤدي إلى انتهاء عقيدة الإسلام، فقد ظل المسلمون ( السنة والشيعة .. المتدينون والعلمانيون ) محافظون على أداء الصلاة وصيام رمضان وطقوس الحج والعمرة، كما ظلت طقوس الزواج والطلاق والمواريث تتم حسب الشريعة الإسلامية، وبالتالي تسقط تماما دعوى أن الخلافة جزء من الدين وأنها هي من تحفظ الدين من الزوال !!! هذا أولا !
----------------------------------------------------
ثانيا، على دعاة عودة الخلافة أن يقولوا لنا كيف تتم محاسبة الخليفة كما تتم محاسبة الرؤساء في النظم الديمقراطية ؟؟؟؟ المنصور العباسي قطع أوصال العلامة بن المقفع لأنه انتقد مجلس الوزراء بكتاب كليلة ودمنة والذي استوحى منه الخليفة أن بن المقفع لا يعتبر بيت مال المسلمين ملكا خالصا للخليفة بل كان يطالب بأن تكون رواتب القضاة مدفوعة رأسا من بيت المال وهو أول تفكير إنساني فلسفي خلاق يطالب باستقلال القضاء والذي اعتمد عليه ابن رشد في أكثر من مؤلف، وهو ما اقتبسه كاملا الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو في كتابه " روح القانون Spirit of Low " بعد الثورة الفرنسية، الأمر الذي أدى لفصل السلطات وقيام الدولة الديمقراطية الحديثة !
-----------------------------------------------------
ثالثا: كيف يتم تعيين الخليفة ؟؟؟؟ الخلافات الأربع الراشدة كل منها تم تعيين الخليفة بطريقة تختلف عن الأخرى، أما الأمويين والعباسيين فقد جعلوا الحكم عضودا بالوراثة وهو ما يناقض مبدأ ( وأمرهم شورى بينهم ) .. لا انتخابات في الدولة الإسلامية والخليفة منصب يستمر مدى الحياة ولا توجد مباديء لمحاسبة الخليفة أو عزله وهي الإشكالية التي أدت لمصرع الخليفة الثالث عثمان !
------------------------------------------------------
رابعا: لمن يعتقدون خطأ بأن الشورى تحل مكان الديمقراطية نقول: الشورى في فقه السنة غير ملزمه للحاكم له أن يأخذ بها وله أن يرفضها وله أن يصدر قرارا بحل مجلس الشورى في ليلة ما فيها قمر !
------------------------------------------------------
خامساً: .. إن الحراك السياسي والفقهي داخل الدولة العربية الإسلامية طوال 14 قرنا من الزمان كان ينتج فلسفات إنسانية وعلمية وعقلانية، لكنها كانت تقبر في مهدها لأن قوى الجهل في المجتمع أقوى بكثير من قوى العلم والتنوير !
------------------------------------------------------
أخيراً: إن الدولة الأوروبية الديمقراطية الحديثة كانت نتاج صراع مرير ودموي بين رجال الدين في الكنيسة وبين علماء الطبيعة والفلاسفة أمثال كوبرنيكوس وجليليو وفولتيير وتوما الإكويني وجان جاك روسو وفيورباخ وماركس وفرويد ولاحقا نيتشة وسارتر ثم فوكو .. هذا الصراع هو موروث علمي ملك للبشرية جمعاء وليس مجرد ثقافة يقال أنها غربية، ذلك أن كروية الأرض والكهرباء وطاقة الديزل وتفسير الظواهر الطبيعية ( الخسوف / الكسوف / المد والجزر ) بعيدا عن الخرافة .. كلها علوم عالمية إنسانية لأن الأرض ملك للجميع وليس للغرب وحده ولأن الكهرباء الساكنة ظاهرة طبيعية ملك لجميع الشعوب وليست غربية ولا شرقية، وقيسوا على ذلك ما استجد من قوة الديزل والكهرباء والطاقة النووية والحواسيب وغزو الفضاء وابتكار أشعة الليزر في الطب والمجال الحربي والآن هندسة الجينات وتكنولوجيا النانو ..
----------------------------------------------------
الخلاصة:
1- استمرت عقيدة الإسلام رغم زوال الخلافة لأن الخلافة نظام حكم سياسي وليس ديني !
2- نظام الخلافة يتناقض مع مباديء الدولة الحديثة وفصل السلطات وحرية الرأي والانتخابات.
3- مجموع الدخل القومي للدولة في الدولة الحديثة يكون ملكا لكامل الشعب الذي ينتخب حكومة إدارة هذا المال لتأمين مصالح الشعب في كل المجالات، بعكس الخلافة التي تعتبر أن بيت المال ملكا حصريا للخليفة !
4- لولا العلمانية التي قضت على سلطات رجال الدين في أوروبا لما كان ممكنا انفجار المعرفة العلمية والاكتشافات التاريخية !
5- العلمانية ضرورية لحرية التعبد والاعتقاد أو اللااعتقاد .. حرية العبادة أو اللاعبادة .. لكنها ليست كافية بدون الديمقراطية .. هتلر مثلا كان علمانيا عنصريا ولكنه ليس ديمقراطيا وهذا ما كلف أوروبا 55 مليون قتيل في الحرب العالمية الثانية !
= منقول من صفحة / عبداللة أبو شرخ - فيس بوك

ماهي الدولة ؟؟هل للدولة دين ؟

لا تزال هناك صعوبات في تعريف الدولة , فالدولة مشتقة من كلمة STATUS أي حالة أو وضع , لذلك تعددت التعريفات الغير متفق على جزئياتها من قبل الجم...